 * الدمام - حسين بالحارث
أثارت ظاهرة غريبة لبئر لاحظها زوار لمنطقة حائل اهتمامات علماء الجيوفيزياء.
وتقع البئر في منطقة تسمى الوجاج على مسافة 185 كيلومترا شمال شرق مدينة حائل.
وتكمن الظاهرة في أن البئر تقذف بالهواء البارد جدا وبقوة إلى الخارج بدءا من الساعة السادسة صباحا وحتى الثانية عشرة ظهرا عقب ذلك تبدأ عملية عكسية وهي شفط الهواء إلى داخلها من الساعة الثانية عشرة ظهرا وحتى السادسة مساء.
والبئر عميقة جدا بحيث لا يمكن رؤية نهايتها فيما لا يتجاوز قطر فوهتها أكثر من المتر (الصورة).
ويظهر في جوانب البئر من الداخل بعض التجاويف وهي تقع في منحدر منطقة شبه صخرية وبجوارها منخفض كبير بشكل وادٍ.
ويقال ان هناك آبارا مشابهة لها في موقع ليس ببعيد عنها 20 كيلومترا.
ويعلق الدكتور عبدالوهاب بن عبدالعزيز أبو خضير نائب رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض على هذه الظاهرة، مؤكدا أنه توجد عدة احتمالات وهي: ان البئر متصلة بنبع ماء من تجويفات بركانية حيث ان كثيرا من الينابيع والآبار الطبيعية لكون مصدرها تجويفات بركانية تحت الأرض.
ومنطقة حائل هي منطقة بركانية في كثير من بقاعها.
ولكن هذا التفسير للظاهرة ليس له دليل واضح.
فلو كان البئر من مصدر بركاني لكان الهواء المتصاعد يحمل كثيرا من روائح الغازات البركانية مثل الكبريت وغيره، ولكان الهواء ساخنا نسبيا, ومثل هذه الأدلة ليست متوفرة من وصفكم.
أما الاحتمال الثاني وهو أن البئر تخزن حرارة النهار وبرودة الليل,, حيث يمكن القول بأن الهواء في البئر وفي التجويفات التي بداخلها والمتصلة بها يسخن خلال النهار فيتمدد فيتصاعد من البئر.
وخلال الليل يبرد الهواء وينكمش فيقل حجمه داخل البئر مما يتسبب في اندفاعه من الخارج إلى داخل البئر لتعويض ما فقد أثناء النهار, ولكن مثل هذا التفسير لا يتفق وخواص الصخور الفيزيائية، فالصخور رديئة التوصيل للحرارة.
لذلك فحرارة النهار لا تصل لأعماق أكثر من 10 - 20سم إلا بعد عدة ساعات من الليل, أي أن هناك فارقا في الوقت الذي يسخن فيه سطح الأرض والوقت الذي تنتقل فيه هذه الحرارة إلى باطن الأرض بما يقارب الست ساعات، حسب العمق,, أما التفسير الأكثر احتمالا فهو أن: الظاهرة هي ردة فعل للضخ السريع والمكثف للمياه الجوفية, فهناك العديد من المزارع ليست بالضرورة مجاورة للبئر ولكن قريبة منها 10- 20 كم, ويضيف د, أبو خضير قائلا: وعادة ما يقوم المزارعون بالري بعد الظهيرة، أي بعد أن تميل الشمس نحو المغرب, ويبدو أن هناك عددا كبيرا نسبيا من آبار الري التي تستخدم مضخات ذات طاقات عالية.
وعندما يتزامن الري في عدد من المزارع وبطريقة سريعة ومكثفة، يتسبب ذلك في خلخلة توازن الضغط في طبقات الأرض الخازنة للمياه، كما يتسبب في تقعر مستوى منسوب المياه الجوفية محليا في منطقة المزارع.
وكما أن بئر الوجاج، متصلة بآبار الري في المزارع عن طريق عدد من الصدوع والشقوق والتجويفات التي تكثر تحت الأرض, وعندما يتخلخل الضغط من جراء الري المكثف، تبدأ عملية الشفط في البئر.
وبعد أن يتوقف الري، تبدأ علمية إعادة توازن الضغط في طبقات الأرض الخازنة، وتجري المياه الجوفية نحو منطقة المزارع لتعويض ما تم ضخه وإعادة منسوب المياه لمستواه الطبيعي بعد التقعر لتندفع كميات كبيرة من الهواء من باطن الأرض عن طريق الشقوق والصدوع ومنها عن طريق البئر.
|