* هامبورج- د,ب,أ
تحتفل شبكة الانترنت هذا العام بالذكرى الثلاثين على انشائها, ففي الستينيات قام علماء الفيزياء بربط اربع جامعات في ولايتي كاليفورنيا ويوتاه الامريكيتين بواسطة شبكة من نوع خاص، وهو ما كان اساس الشبكة العالمية التي نعرفها نحن اليوم.
الا ان التقدم الحقيقي في مجال الانترنت لم يحدث الا بعد مرور عشرين عاما على ذلك، عندما اصبحت شبكة الانترنت عالمية النطاق مما جعلها سهلة المنال لعدد اكبر من المستخدمين, والان لا يمكن التفكير في الاتصالات العالمية دون التفكير في الاختصار الشهير دابليو دابليو دابليو.
وكان المشروع الذي استهدف ربط الجامعات الامريكية الاربع في عام 1969 قد نفذته وكالة مشروعات البحث المتقدم كبرنامج بحثي تجريه وزارة الدفاع الامريكية, وكان الباحثون يهدفون الى تكوين شبكة اتصالات بلا كومبيوتر مركزي يربط بينها، بحيث لا يمكن استهدافه في حالة وقوع هجوم نووي, وكان الحل هو تكوين شبكة لا تتوقف عن العمل حتى في حالة تعطل بعض اجزائها.
ويقول جيونتر شويختنبرج رئيس مركز الكومبيوتر في جامعة دورتموند الالمانية والتي تعد مهد ظهور شبكة الانترنت الالمانية: ليس هناك في الحقيقة شبكة انترنت محددة, بل هناك قواعد تحكم تبادل البيانات بين الشبكات المتعددة في انحاء العالم .
ويضيف في معرض تعليقه على الدور الذي لعبته الجامعة في اقامة شبكة الانترنت الالمانية: اننا على خلاف مع جامعة كارلسروه حول اللقب ، الا ان احدا لا يأخذ ذلك الخلاف على محمل الجدية, ويقول: اذا كنا نحن بمثابة الام للانترنت فاننا نمنح كارلسروه الحقوق الابوية ,وعلى مدى عشرين عاما كانت الانترنت شبكة تربط بين اجهزة الكومبيوتر الكبيرة والثمينة, وكان مستخدموها ينحصرون في العلماء وخبراء الكومبيوتر ممن يستخدمونها للاتصال بزملائهم في الجامعات الاخرى.
ولكن كل هذا تغير عندما تم تكوين الشبكة العالمية في مركز سيرن للابحاث النووية في جنيف بسويسرا, ومنذ بداية التسعينات اصبح من الممكن تقديم النصوص بشكل ممتع وادخال الاشكال والصور المتحركة اليها, فحتى المبتدئين يمكن لهم استخدام الانترنت دون اية صعوبة,ومنذ ذلك الحين والانترنت تشهد انتشارا اكثر اتساعا من كافة التوقعات.
فعدد المستخدمين يتزايد سنويا بمعدلات مذهلة, ويصل عدد الرسائل التي تبعث عن طريق البريد الالكتروني الى عدة مليارات في اليوم الواحد, وينطلق الملايين يوميا في رحلات تسوق الكتروني او رحلات بحث عن اي من انواع المعلومات.
وقريبا، وفقا للطريق الذي يسلكه الكومبيوتر حاليا، لن يكون من الضروري اللجوء الى جهاز كومبيوتر من اجل استخدام الانترنت.
ففي معرض الكترونيات الانترنت الذي اقيم مؤخرا في برلين بالمانيا كان التركيز على ايجاد وسائل بديلة للدخول الى الشبكة, ومن بين تلك البدائل تزويد اجهزة التلفزيون بتوصيلات للشبكة,وفي القريب العاجل سيكون بامكان الجميع التنقل بشبكة الانترنت في جيوبهم حيث ان الاشهر القادمة ستشهد الاسواق وصول اول دفعة من الهواتف الخليوية المزودة بامكانية الدخول الى شبكة الانترنت.