Wednesday 22nd September, 1999 G No. 9855جريدة الجزيرة الاربعاء 12 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9855


الجزيرة ترصد جوانب مضيئة من مسيرة التنمية في احتفالنا الوطني التاسع والستين
خدمة المشاعر المقدسة وضيوف الرحمن بلغت ذروتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز الذي جعل من خدمة الحرمين لقباً له واسماً
المملكة منذ عهد المؤسس تنتهج سياسات خارجية حكيمة متوازنة,, تخدم القضايا العربية والإسلامية

* اعداد : علي الخزيم
بمزيد من الفخر والاعتزاز نحتفل هنا في مملكتنا الغالية بالذكرى المجيدة العطرة ليوم توحيد الوطن على يد قائدها المظفر البطل جلالة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه واكرم مثواه - في عامها التاسع والستين ليوم اعلان اسم (المملكة العربية السعودية) موحدة الاجزاء بعد الفرقة وآمنة بعد الخوف وغنية بعد الفاقة نحتفل ببهجة وشموخ بيومنا الوطني متذكرين المواقف البطولية الرائعة الصامدة والتضحيات الجسام للملك الموحد عبدالعزيز آل سعود - يرحمه الله - الذي اقام دولة ناهضة فتية في اعظم حدث تاريخي في عصرنا الحديث, وغير متناسين الجهود الكبيرة لاجداده ممن ناضلوا وكافحوا في سبيل الحق والعدل واعلاء كلمة التوحيد في ارجاء الجزيرة ومستشرفين مستقبلا زاهرا بدأت تباشيره واينعت ثماره مع اعلان قيام هذه الدولة العصرية قبل 69 عاما السابع عشر من شهر جمادى الاولى سنة 1351ه حيث بدأت مرحلة جديدة من البناء والتطوير في شتى المجالات والمناحي الحياتية خدمة لانسان هذا الوطن حينما ادرك الملك الموحد - تغمده الله بواسع رحمته - ان اساسيات التطوير تبدأ من الانسان نفسه فركز على تعميم التعليم وتنشيط الحركة الزراعية والتجارية مراعيا اهمية الرعاية الصحية والاجتماعية والاسرية للمواطن وتيسير سبل عيشه من تيسير وتعميم شبكات الطرق والاتصالات وبناء وتطوير الموانئ والمطارات الى غير ذلك من سبل النهوض بحياة مواطني المملكة,, وكانت هذه السياسة الحكيمة والنهج القويم للملك الفذ عبدالعزيز هي الاسلوب القويم الذي سار عليه ابناؤه البررة من بعده حتى عهدنا الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين امد الله في عمره.
الظاهرة التاريخية في الجزيرة العربية بمجيء وبروز ذلكم القائد العصامي الفذ عبدالعزيز الفيصل لم تكن مجرد مصادفة او حدثا طارئا وجد مناخا ملائما لمؤازرته بل كان الملك عبدالعزيز يجد ويجتهد مكافحا ومضحيا في سبيل استعادة مجد بناه آباؤه واجداده حينما قامت الدولة السعودية الاولى عام1157 واضطلع الامام محمد بن سعود بامانه ثقيلة عظيمة في مناصرة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب الذي دعا الى العودة الى الدين الاسلامي الحنيف والحياة الاسلامة النقية من شوائب الخرافات والبدع وتعاهدا عام 1158ه على التعاون في سبيل العودة بمجتمع الجزيرة الى العقيدة الاسلامية الصافية لتحقيق اسمى الاهداف واعظمها ولم تخب شعلة الايمان والجهاد لدى آل سعود بانتهاء حكم الدولة السعودية الاولى بعد اكثر من 46 سنة بسبب التدخلات الخارجية بل استمرت راية الجهاد خفاقة مرفوعة على نهج الامام محمد بن سعود وفي العام 1240 قامت الدولة السعودية الثانية على التوحيد بقيادة المؤسس الثاني الامام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود.
فجر جديد
وجاء فجر اليوم الخامس من شوال للعام 1319ه بشرى عهد زاهر جديد حينما اعلن ان الموحد المجاهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود قد استعاد مدينة الرياض مسجلا بذلك ملحمة رائعة وحدثا تاريخيا اتسم بالبطولة والشجاعة والفداء، وبكل بسالة واقدام بدأ بوضع حجر الاساس ولبنات البناء الاولى للصرح الشامخ صلبة قوية مستمدا العون من المولى جل شأنه ساعيا الى تحكيم شرع الله والعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وبدأ الملك عبدالعزيز الذي رسخ في عقله وقلبه وكذلك في نفوس رجاله المخلصين الهدف السامي الكبير رغم قلة العدة والعدد منطلقا من الرياض في رحلة جهادية ويجمع الصفوف ويرصها الى بعضها مرسيا دعائم الحق والعدل والامن مستلهما المدد والعون من الله عز وجل لتحقيق مقاصده واهدافه الشريفة المقدسة وتوالت الانتصارات عبر نحو 32 عاما حتى حقق الله على يديه جمع شمل الامة وتوحيد اجزاء البلاد الى ان كان اليوم المشهود والحدث التاريخي لتتويج الاعمال البطولية والجهاد المقدس حينما اعلن جلالته توحيد اجزاء البلاد بمسمى (المملكة العربية السعودية) وكان بداية مرحلة جديدة وعصر مجيد لانسان هذا الوطن وللامة الاسلامية,, نعم فلقد كان ذلكم اليوم الذي نحتفل بذكراه اليوم منعطفا تاريخيا ونقلة حضارية متميزة مع الحفاظ والالتزام بكل القيم الاسلامية.
كان من اولويات اهتمامات الملك عبدالعزيز - رحمه الله - ان جعل الطريق الى بيت الله العتيق والى مسجد رسوله الكريم آمنا بعد ان كان محفوفا بالمخاطر وبدأ ضيوف الرحمن ينعمون بالامن الذي عم البلاد اينما حلوا وحيثما ارتحلوا وتلك نتيجة طبيعية لجهاد بذل من اجله الملك عبدالعزيز النفس والنفيس نشرا لعقيدة التوحيد وعملا بشرع الله فكانت تلك الجهود خطوة مهمة ومتميزة في سبيل خدمة المسلمين وفق الله المؤسس الباني لتحقيقها في اقدس البقاع على وجه الارض.
ولم يغب عن جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله وهو في خضم تلك الملحمة التاريخية دور بلاده الفتية على الصعد العربية والاسلامية والدولية وكما ارسى دعائم الحكم داخل بلاده على هدى الكتاب والسنة المطهرة فمن المنطلق نفسه بنى علاقات هذا الصرح الشامخ على الاصعدة الخارجية كافة.
فقد اسهم رحمه الله في تأسيس الجامعة العربية ونادى بالتعاون العربي والتضامن الاسلامي واشترك في هيئة الامم المتحدة عضوا مؤسسا وكانت له مواقف مشهودة من كثير من الاحداث العالمية والقضايا الدولية والاقليمية فساعد الشعوب على التحرر من الاستعمار في كل بلد عربي واسلامي.
القضية الفلسطينية
من النماذج البارزة لتأييد ودعم الملك عبدالعزيز لمصالح وقضايا البلاد العربية,, كانت القضية الفلسطينية حيث كان - يرحمه الله - عميق الصلة بهذه القضية متابعا لها الى جانب اهتمام جلالته وكافة القضايا الاقليمية والاسلامية وعلى جميع الاصعدة حتى اصبحت المملكة بحكمة قيادته احد مراكز القرار والتوازن السياسي البناء، غير ان قضية فلسطين قد حظيت باهتمام خاص من لدن جلالته وسخر لها دبلوماسيته المعهودة مدافعا عنها من خلال اتصالات دؤوبة مستمرة بالدول الغربية والدول ذات العلاقة المؤثرة منتهجا اسلوبا واستراتيجية واضحة وجادة تهدف لاستعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وكفاحه من اجل ذلك وكانت هذه الاستراتيجية هي النبراس لابنائه البررة من بعده في دعمهم وتصديهم للقضية الفلسطينية والحقوق المغتصبة للفلسطينيين.
نهج عصري فريد
رحل جلالة الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - ولم يرحل نهجه القويم اذ انه بحنكته وفطنته قد ارسى منهجا عصريا فريدا سار عليه ابناؤه نحو البناء والامن والنماء ووحدة الوطن والمواطن فلم يتغير النهج واكتملت الاهداف على ضوء من الهدي الالهي الذي لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه (كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم) فبعد عبدالعزيز سار ابنه جلالة الملك سعود يرحمه الله على النهج ذاته حتى برزت ملامح التقدم ونهضت هياكل عدد من المؤسسات والاجهزة الاساسية في الدولة .
ثم واصل بعده رائد التضامن الاسلامي جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز - يرحمه الله - ناهضا براية الحق داعيا للتضامن الاسلامي وتتابعت بجهوده منجزات الخير والنماء وبدأ في عهد جلالته تنفيذ الخطط الخمسية للتنمية في البلاد,, ومن ثم تدفقت ينابيع وافر العطاء والخير حينما تسلم من بعده جلالة الملك خالد بن عبدالعزيز دفة القيادة في خدمة الوطن والمواطن مواصلا تنفيذ الخطط التنموية محققا مزيدا من الرخاء للوطن خاصة وللاسلام والمسلمين بصفة عامة.
بزوغ شمس العهد الجديد
وذلك حينما تسامي البناء الراسخ عزة ورفعة مبتدئا عهدا جديدا من الخير والعطاء هو عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله وامده بمزيد من الصحة والعافية فقد جعل الملك فهد تنمية الانسان في هذه البلاد من اولوياته لايمانه - ايده الله - بان المواطن هو الهدف الرئيس للتنمية وعن طريقه تتم وتعم، فنجده قد نهض بالتعليم حتى بلغ به شأوا بعيدا ومقصدا حميدا,, فقد تولى خادم الحرمين الشريفين في العام 1373ه مهام اول وزير للمعارف وكان ذلك من يمن الطالع على المملكة وابنائها فقامت نهضة تعليمية غير مسبوقة كما وكيفا وشكل هذا القطاع قاعدة اساسية لما عليه المملكة اليوم من نهضة صناعية وتقنية وزراعية وصحية وعمرانية ومواصلات واتصالات.
وباستقراء الارقام التي تجسد تلك النهضة التعليمية نجد ان عدد الطلاب والطالبات في المملكة في مرحلة التعليم العام تجاوز اربعة ملايين ونصف المليون يدرسون في نحو 33 الف مدرسة واقيمت سبع جامعات تحوي 117 كلية تضم في مرحلة البكالوريوس نحو ثلاثمائة الف طالب وطالبة.
التنمية الصحية
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين سعت المملكة الى اتمام واستكمال كافة التجهيزات الاساسية في شتى المجالات وذلك بفضل ما حباه الله من حسن التخطيط ودقة التنظيم ففي المجال الصحي اثمرت هذه الجهود المباركة انشاء وافتتاح اكثر من 303 مستشفيات و3390 مركزا صحيا تحوي اكثر من 45 الف سرير وهي تعد بحق مرافق صحية تضاهي ارقى المراكز والمستشفيات الطبية في العالم وواكب كل هذا نهضة وتنمية وخدمات اجتماعية تمثلت في عدد من مراكز الخدمة الاجتماعية والمؤسسات والاندية الرياضية والادبية التي فاق عددها 360 مركزا وناديا.
الزراعة والصناعة
واستحوذت المجالات الاقتصادية والاجتماعية وبرامج تنميتها على قدر كبير من الرعاية الكريمة من لدن الملك المفدى وحكومته الرشيدة واتخذت ضروبا واشكالا مختلفة في النواحي الزراعية والصناعية والكهرباء والبناء والتعمير حتى بلغ مجموع المبالغ المقرضة للمواطنين دون فوائد عبر الصناديق الصناعية والعقارية والزراعية وصندوق الاستثمارات وبنك التسليف اكثر من 290 مليار ريال.
وواكب ذلك الدعم نهضة صناعية وزراعية عالية فبلغ مجموع الوحدات الصناعية اكثر من 3103 مصانع رأسمالها اكثر من 220 مليار ريال.
وحققت المملكة اكتفاء ذاتيا من القمح وفائضا للتصدير الى الكثير من دول العالم فاصبح انتاج المملكة من القمح والشعير اكثر من ثلاثة ملايين ونصف المليون طن ومن التمور 531 الفا و741 طنا الى جانب منتجات زراعية متنوعة بلغ حجمها ما يربو على مليونين و800 الف طن.
الاتصالات والكهرباء والمياه
تربط اجزاء المملكة شبكة حديثة من الطرق زادت على 134 الف كيلومتر وشبكة اتصالات باكثر من مليوني ونصف خط هاتفي علاوة على الهواتف المحمولة واجهزة الاتصالات الاخرى فيما بلغت طاقة المقاسم التلكسية اكثر من 30 الف خط اما مكاتب البريد فقد تعدت خمسمائة مكتب علاوة على مكاتب البريد الممتاز التي تربط المملكة مع عشرات البلدان في انحاء العالم,, وفي مجال الكهرباء فان قدرات التوليد قد ارتفعت الى ما يزيد على 19 الفا و350 ميجاوات لمشتركين يزيد عددهم عن ثلاثة ملايين و151 الف مشترك وفي المملكة 25 مطارا دوليا واقليميا ومحليا باسطول جوي حجمه 106 طائرات الى جانب 8 موانئ بحرية تحوي 184 رصيفا وتعد المملكة الاولى في مجال تحلية المياه المالحة من البحر حيث تغذي 25 محطة للتحلية المدن والقرى بمياه الشرب بانتاج فاق 53 مليون جالون من المياه المحلاة يوميا، فيما يعمل 185 سدا في انحاء المملكة على تخزين المياه للمساهمة في تغذية الآبار وسقيا المزارع حتى وصلت الساحة المزروعة في المملكة الى اكثر من ثلاثة ملايين 230 الف هكتار.
الشورى ونظام المناطق
جاءت الاوامر الملكية الكريمة التي اصدرها خادم الحرمين الشريفين في السابع والعشرين من شهر شعبان للعام 1412ه متضمنة النظام الاساس للحكم ونظام مجلس الشورى ونظام المناطق ثم ما تبع ذلك من اوامر ملكية مكملة في الثالث من ربيع الاول 1414ه، خاصة بنظام مجلس الوزراء وتشكيل مجلس الشورى واللوائح التنظيمية المرتبطة به وكذا نظام المناطق الذي صدر في الثلاثين من الشهر نفسه تأتي تلك التنظيمات تجسيدا للرعاية الكريمة التي يوليها الملك المفدى لابناء شعبه وخطوة رائدة تعد من اهم الانجازات التاريخية التي حققها الملك فهد لبلده وشعبه الوفي.
خدمة الحرمين الشريفين
جعل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - ايده الله - منذ ان تولى سدة الحكم من خدمة الحرمين والمشاعر والمقدسات الاسلامية صفة لاتفارقه قولا وعملا بل اتخذ من ذلك له - حفظه الله - لقبا احبه دون غيره وفضله على كل وصف يوصف به، وبلغت خدمة الحرمين وضيوفهما والمشاعر المقدسة في عهد المليك المفدى ذروتها كيف لا وهو يتابع بنفسه كل كبيرة وصغيرة تتعلق بهما.
ولقد انتفع ضيوف الرحمن وزوار مسجد الرسول الكريم بتلك التوسعات الفريدة فاصبح المسجد الحرام يتسع لاكثر من المليون مصل ويتضاعف ذلك في اوقات الذورة ويستوعب المسجد النبوي الشريف لما يزيد عن المليون مصل في اوقات الذروة.
ووفرت لهذه الاعداد المتزايدة كل ما تحتاجه من الخدمات كالمياه والفرش والتكييف ليتوجهوا الى اداء عباداتهم في اجواء يسودها المزيد من الطمأنينة والخشوع وتحفها عناية الله ثم ما تحقق لها من الامن والامان والاستقرار الذي يسهر على حمايته رجال نذروا انفسهم لتحقيق ذلك الهدف السامي النبيل الذين ندبهم اليه قائد مسيرتهم خادم الحرمين الشريفين تحقيقا لما اكرم الله به هذه البلاد واهلها وهو شرف خدمة الحرمين الشريفين والحجاج والزوار والمعتمرين .
انفقت المملكة العربية السعودية اكثر من سبعين مليار ريال خلال السنوات الاخيرة فقط على المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة بما في ذلك توسعة الحرمين الشريفين وتتضمن نزع الملكيات وتطوير المناطق المحيطة بهما وتطوير شبكات الخدمات والانفاق والطرق.
سياسات متوزانة
مازالت المملكة العربية السعودية منذ عهد الموحد البطل الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه تنهج سياسة تتسم بالاتزان والحكمة على الصعيد الخارجي لخدمة القضايا الاسلامية ومد يد العون دعما للاشقاء وشد اواصر الاخوة الاسلامية ورفعا واعلاء لكلمة التوحيد العليا دائما فعلى المستوى الاقليمي فقد تجسدت هذه السياسة حينما عززت المملكة العربية السعودية دور مجلس التعاون لدول الخليج العربية وجسدت العمق الحقيقي لهذا التعاون الاصيل النابع من روابط الدين والتاريخ والعادات الاجتماعية حتى حقق هذا المجلس لابنائه ما يتطلعون اليه من آمال وطموحات وعلى الصعيد العربي كانت سياسة المملكة العربية السعودية ولا تزال نهجا معلنا ملتزمة به دفاعا عن قضايا الامة العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية واستعادة المسجد الاقصى المبارك ودعم المصالح المشتركة والتمسك بميثاق الجامعة العربية وتثبيت دعائم التضامن العربي على اسس تكفل استمراره لخير الشعوب العربية واسهمت المملكة باوفر مساهمة في تنمية المجتمعات العربية عبر الدعم والمساعدة بمختلف اشكالهما.
ولقد اولت المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الامين الامير عبدالله بن عبدالعزيز القضية الفلسطينية عناية متميزة سيرا على النهج الذي رسمه الملك عبدالعزيز وسار عليه ابناؤه بعده في سبيل الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
وتواصل المملكة العربية السعودية بقيادة الملك المفدى فهد بن عبدالعزيز دعمها فيما يعود بالخير على القضية الفلسطينية عبر عملية السلام في الشرق الاوسط مجددة تأكيدها ان قرارات الشرعية الدولية هي الاساس وهي القاعدة للحل الشامل والعادل ولم تكن المملكة العربية السعودية بما تتسم به سياستها من الاتزان والحكمة بعيدة عن بقية القضايا الاخرى في البلدان العربية الشقيقة.
وعلى الصعيد الاسلامي اولى الملك فهد بن عبدالعزيز رعاه الله قضايا العالم الاسلامي اهتماما متميزاً اتسم بصدق المعالجة وكبير الدعم والمساندة والمؤازرة بكل الاشكال وعلى مختلف الساحات فجاء الدور السعودي تجاه قضية البوسنة والهرسك بحجم المأساة التي المت بالمسلمين هناك.
وعلى الصعيد الدولي تتبوأ المملكة العربية السعودية مكانة رفيعة المستوى لسياستها البناءة تجاه مختلف القضايا الدولية ومواقفها المتميزة ازاء المجتمع الدولي دولا وشعوبا ومن خلال فاعليتها في هيئة الامم المتحدة ومنظماتها المتعددة وتمسكها بميثاق هذه المنظمات الدولية ومشاركتها في تحمل مسؤولياتها الدولية في الدفاع عن القضايا العالمية العادلة.
وللمملكة اسهاماتها الوافرة في الدفاع عن الامن والسلام الدوليين وصيانة حقوق الانسان طبقا لما جاء به الدين الاسلامي الحنيف بالاضافة الى تعزيز دور المنظمات العالمية والدعوة الى تحقيق التعاون الدولي في سبيل النهوض بالمجتمعات النامية ومساعدتها على الحصول على متطلباتها الاساسية لتحقيق نمائها واستقرارها.
كما ان المملكة قيادة وشعبا سباقة دائما ومسارعة للبذل بسخاء للدول الشقيقة والصديقة ولشعوبها حين الازمات والكوارث، ومبادرة للمشاركة المادية والمعنوية دون من قاصدة بذلك وجه الله سبحانه حيث ان هذا هو ديدن قيادات المملكة وشعبها المؤمن باهمية التكاتف والتآخي والتكافل بين الشعوب الاسلامية بما يمليه علينا شرعنا الاسلامي الحنيف الذي يحث على التعاضد والتعاون واغاثة الملهوف والمنكوب وذي الحاجة.
اللهم زد وبارك
اذا فنحن نحتفل الان بالذكرى العطرة التاسعة والستين لليوم الوطني لبلادنا بلاد الخير والعطاء والرقي والنماء، ونرفع صغيرا وكبيرا ايادي الشكر لله سبحانه مبتهلين متضرعين ان يديم علينا نعمه الجليلة التي لا يمكن حصرها وعلى رأسها نعمة الاسلام والامن والامان وهذه الخيرات التي توفرت لنا في كل مجال وان يحفظ لنا ولاة الامر المخلصين الذين ساروا بنا على طريق الحق والخير الذي انتهجه الوالد القائد الموحد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن طيب الله ثراه.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved