Wednesday 22nd September, 1999 G No. 9855جريدة الجزيرة الاربعاء 12 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9855


في ذكرى اليوم الوطني
التطور الصحي,, مشروع حضاري خلاق
د, عبدالإله ساعاتي

يجسد اليوم الوطني الأعز,, ذكرى عزيزة على نفوسنا في هذا الوطن المعطاء,, تسكن أفئدة المواطنين على امتداد هذا الكيان الكبير.
فاليوم الوطني يعد عنواناً للعطاء والإنجاز,, ورمزاً للتحدي والإرادة,.
يحق لإنسان هذا الوطن العزيز أن يفخر بما تحقق في وطنه من منجزات حضارية ريادية شملت كافة المجالات الحياتية.
فعندما أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - تأسيس المملكة العربية السعودية في غرة الميزان من عام 1351ه,, كانت البلاد ترزح تحت وطأة بوادر التخلف الاقتصادي والاجتماعي والثقافي,, مع محاولات مجتهدة للنهوض بالبلاد والارتقاء بالسكان,, وترسيخ الأسس اللازمة لانطلاقة التنمية الشاملة في البلاد.
حتى انتصب على هذه الأرض الطيبة مشروع حضاري خلاق تجاوز الاحتمالات وفاق التوقعات,, ليؤكد مجدداً أن تلاحم الشعب والقيادة,, والإرادة الراسخة الصلبة تصنع التحديات وتحقق المعجزات.
* ولم يجانب المفكر الغربي المعروف جون والاس الحقيقة حينما اكد بالقرائن أن ما تحقق في المملكة العربية السعودية يعد معجزة حقيقية,, ثم اصدر كتابه مملكة في الصحراء ليؤكد وفق أسس علمية ودلائل مقرونة صدق ما ذهب إليه,.
وإذا كان صدور ذلك الكتاب قبل نحو عقدين من عمر الزمن,, فماذا يمكن له أن يقول فيما لو أطلع على الشواهد الحضارية والنهضة الشمولية التي تشهدها المملكة العربية السعودية اليوم.
* لقد شهدت البلاد تطوراً حضارياً واسعاً شمل مختلف جوانب الحياة المادية والبشرية,, وذلك في فترة زمنية قياسية لا تحسب في تاريخ الأمم.
فقبل عقود قليلة مضت كان الجهل يضرب أطنابه في البلاد,, أما اليوم فقد حظيت المملكة بشهادة دولية نظير إنجازها الملفت في القضاء على الأمية,, وأنشئت الصروح الجامعية التي بلغت ثماني جامعات شيدت وفق أحدث المواصفات الدولية,, مطبقة الأطر المنهجية العالمية في دورها التعليمي والبحثي,, إلى جانب عشرات الآلاف من المدارس للبنين والبنات انتشرت في شتى بقاع هذا البلد العزيز لتحتضن أكثر من أربعة ملايين طالب وطالبة.
* أما التطور الصحي,, فهو بحق من الشواهد الحضارية الدامغة والدالة بوضوح على حجم المنجز الإنساني المذهل الذي تحقق في هذه البلاد.
فعند إعلان تأسيس المملكة العربية السعودية لم يكن في البلاد سوى بضعة مستشفيات,, أما اليوم فإن في المملكة (183) مستشفى تابعة لوزارة الصحة تضم أكثر من 27000 سرير.
وعند إعلان التأسيس لم يكن هناك جهاز وزاري يشرف على التنمية الصحية في البلاد,, حتى أصدر الملك المؤسس - طيب الله ثراه - المرسوم الملكي رقم 5/11/8697 في 26/8/1370ه القاضي بانشاء وزارة الصحة وتعيين سمو الأمير عبدالله الفيصل وزيراً للصحة,.
وتواصلت مسيرة التطور الصحي,, التي أخذت طابع التخطيط العلمي عبر خطط تنموية مدروسة.
فمع نهاية خطة التنمية الخمسية الأولى (1390-1395ه) بلغ عدد المستشفيات في المملكة (70) مستشفى بسعة سريرية اجمالية قدرها (7734) سريراً إلى جانب (215) مستوصفا.
وتواصل تشييد المؤسسات الصحية خلال خطة التنمية الخمسية الثانية (1395-1400ه)، حيث بلغ عدد المستشفيات في نهاية تلك الخطة (97) مستشفى تضم (12525) سريراً وارتفع عدد المستوصفات ليبلغ (506) مستوصفا.
ولقد شهدت خطة التنمية الثالثة (1400-1405ه) دمج الخدمات العلاجية والوقائية في إطار برنامج الرعاية الصحية الأولية,, وارتفع عدد المستشفيات مع نهاية هذه الخطة ليبلغ (105) مستشفى تسع (20796) سريراً,, مع زيادة كبيرة في عدد المستوصفات التي بلغت (1306) مركزاً صحيا.
ومع نهاية خطة التنمية الخمسية الرابعة 1405-1410ه تطورت اعداد المرافق الصحية لتبلغ(163) مستشفى تبلغ سعتها السريرية (26315) سريراً,, إلى جانب (1668) مركزا صحيا.
وشهدت خطة التنمية الخمسية الخامسة (1410-1415ه) المزيد من التركيز على الجودة النوعية في الخدمات الصحية وبلغ عدد المستشفيات بنهاية الخطة (173) مستشفى بسعة سريرية اجمالية قدرها (26878) سريرا، اضافة إلى (1719) مركزا صحيا تنتشر في مختلف أنحاء البلاد.
وفي خطة التنمية الخمسية السادسة (1415-1420ه) التي نعيش مراحلها الأخيرة,, ارتفع عدد مستشفيات وزارة الصحة ليبلغ حالياً (183) مستشفى تضم أكثر من (27000) سريراً إلى جانب أكثر من (1750) مركزا صحيا.
* وفي جانب التطور الصحي النوعي نجد أن غالبية مستشفياتنا شيدت وفق أحدث المعايير الطبية العالمية,, وزودت بأحدث ما انتجته تقنية الأجهزة الطبية في العالم وتجاوزت المملكة في مجال الخدمات الصحية الوقائية حدود ما أوصت به منظمة الصحة العالمية في مجال مكافحة الأمراض المعدية.
فلقد حافظت المملكة - ولله الحمد - للعام الثالث على التوالي على خلوها من مرض شلل الأطفال.
وذلك قبل حلول عام 2000م, وهو العام الذي حددته منظمة الصحة العالمية للقضاء على هذا المرض أي أن المملكة أصبحت سباقة في برامجها متجاوزة في إنجازاتها الصحية المدى الزمني المحدد من قبل المنظمة,, وهو ما يعكس التطور الصحي الذي تعيشه بلادنا بتوفيق الله سبحانه وتعالى أولاً وأخيراً ثم بدعم واهتمام الدولة - أيدها الله -.
** إن تعاملنا مع ذكرى اليوم الوطني العزيزة والغالية على نفوسنا جميعاً,, ينبغي ألا يقتصر على إشراع ألوية الفرح والسرور,, وانما التفاعل مع معطيات هذه المسيرة الخالدة,, واستخلاص الدروس والعبر من هذه التجربة الثرية,, واستقراء الماضي القريب للوقوف على ما كان عليه الوضع وما أصبح عليه الحال,, ومن ثم الانطلاق نحو المزيد من الإنجاز والمزيد من العطاء,,
وقبل ذلك التوجه إلى المولى عز وجل بالشكر، شكرا كثيرا طيبا مباركا على ما حبى به هذه البلاد من نعم كثيرة لا تحصى.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved