Thursday 23rd September, 1999 G No. 9856جريدة الجزيرة الخميس 13 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9856


أضواء
لماذا يحتفل العالم بأسره معنا باليوم الوطني؟

استعادة ذكرى اكتمال مسيرة التوحيد، والاحتفاء بذكرى انطلاقة التأسيس وانجازات المؤسس - رحمه الله - من خلال اليوم الوطني للمملكة اليوم، لها ابعاد ودلالات تتوافق مع نهج هذه البلاد وفلسفة قادتها وتطلعات مجتمعها,, فاليوم الوطني للمملكة الذي نحتفل به اليوم ليس مجرد وعاء زمني لحدث تاريخي عظيم اسس لمسيرة متواصلة من النماء والبناء، واطلق مشروعا اسلاميا رفد ولايزال العمل الاسلامي بالدعم والمساندة.
نحتفل باليوم الوطني ونستعيد ذكراه العطرة، ليس لانه حدث متميز بما حققه من انجاز وحدوي وحسب,, بل ايضا لانه مازال حدثا يتواصل ويتفاعل مع آمال الشعب السعودي وتطلعاته من خلال مواكبته لظروف الحياة وتطوراتها المتلاحقة,, حدثا مازال عطاؤه متصلا حتى وقتنا الحاضر وزخمه مستمراً يزداد نمواً وازدهاراً يوماً بعد يوم,, ليتواصل لخير الاجيال على مر الزمن إن شاء الله.
فاليوم الوطني للمملكة العربية السعودية,, هو ذكرى يوم الوحدة والتوحيد,, يوم اكتمال صهر ارض الجزيرة العربية في دولة واحدة اشاعت نور الاصلاح ورفعت راية التوحيد.
كما أن اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية اليوم,, هو يوم التكامل الحضاري لبناء الدولة العصرية، فمنذ الايام الاولى لتأسيس المملكة كان همّ وانشغال مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وأبنائه من بعده تحديث البلاد ورفع شأن العباد فانطلقت مسيرة التنمية التي ظلت تتواصل وتتفاعل إلى ان تحولت الصحراء إلى جنان خضراء,, تتجاور الشجرة مع المصنع والبيوت التجارية العملاقة إلى جانب بيوت الرفاهية والرخاء لكل مواطنيها.
نهضة حديثة يرفل برفاهيتها ويستمتع بخيراتها ابناء الوطن,, فهو إذاً يوم للحضارة والتنمية والنماء.
اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية بات حدثا عربيا وإسلاميا ودوليا للمكانة المرموقة والمتقدمة التي حققتها المملكة على كافة الاصعدة الاقليمية والدولية، حضوراً سياسياً مؤثراً,, وصوتاً له مكانة الاحترام والتقدير في كل المحافل الدولية, وموقفا فعالا يشهد له العالم بالحكمة والاتزان ومساندة الحق ومواجهة الباطل، فحق للاسرة الدولية مشاركة ابناء المملكة للاحتفاء بهذا اليوم المبارك.
فالمملكة هي ارض الاسلام ومقدساته وموئل الشرق والغرب العربيين معا ارتضياها بتزكية من رصيدها المتعاظم في العطاء والبذل والعمل على تنقية الاجواء العربية وحل الخلافات المستعصية وهي رائدة وقائدة العمل العربي المشترك في أخطر مراحل تاريخ العالم الحديث والمعاصر,, عالم ما بعد الحرب الباردة.
وعالميا تؤدي المملكة بكل رصيدها التاريخي الحضاري رسالة حضارية بناءة لرقي الانسان وسموه بما تدعو إليه من قيم السلام والخير,, وتلك هي رسالة الاسلام الذي انبعث نوره من ارضها الطاهرة وانتشر في ارجاء العالم,, وهذا الرصيد الروحي والحضاري للمملكة يجعل يومها الوطني يوما يهتم به ويتابعه كل المؤمنين الذين يرون كم هي مساحات البذل والعطاء والاهتمام التي تبديها قيادة المملكة لمقدسات المسلمين في مكة المكرمة والمدينة المنورة اللتين شهدتا اكبر وأشمل توسعة وأفضل عمارة لهما في التاريخ,, توسعة هيأت لضيوف الرحمن حجاجا ومعتمرين كل ما يبتغونه لاداء مناسكهم وعباداتهم,, في خشوع وأمن وطمأنينة وتوافر شامل لكل خدمات الراحة وتيسير اداء النسك.
بلد كالمملكة,, وقيادة كقيادتها ليس غريبا ان يشاركها العالم,, كل العالم أشقاء وأصدقاء الاحتفاء بيومها الوطني لانه اليوم الذي يعد منعطفا حضاريا في مسيرة الشعوب,, ومثالا نموذجيا لبناء الدولة العصرية ونهجا خلاقا في مسيرة الانماء والاعمار التي تطمح إليها كل أمم الارض وتدعو لها منظماته وهيئاته.
جاسر عبدالعزيز الجاسر
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني
Jaser * Al-jazirah.com

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
الفنيـــة
ملحق الدوادمي
الاقتصـــادية
ملحق جازان
الرياضية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved