* تحقيق: عذراء الحسيني
تمهلوا قبل أن تشتروا أية لعبة لطفل من أطفالكم، فربما تكون هذه اللعبة مصدر خطر قد يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها, مخاطر ألعاب الأطفال كثيرة وهناك العديد من مواصفات السلامة يجب أن تراعى في هذه الألعاب وحسب اعمار الأطفال ومن هنا قامت الجزيرة بإعداد هذا التحقيق لتوعية أولياء الأمور بأهم مواصفات السلامة التي يجب مراعاتها عند شراء هدايا متمثلة في ألعاب لفلذات أكبادهم,, ولكن هذا أيضا لن يكفي فالمتابعة والاشراف ووضع الأطفال تحت مجهر العين بصورة مستمرة يضمن تحقيق أعلى معدلات السلامة والحرص.
وحول هذا الموضوع التقينا الدكتورة منال خليل حسن أخصائية طب الأطفال حيث ذكرت أن كل الأطفال معرضون للحوادث خاصة إذا كانت مستلزمات السلامة غير متوفرة في الألعاب، والحوادث تعتمد على أنواع اللعبة فهناك الألعاب الحركية الموجودة في الحدائق والمتنزهات والتي تسبب اصابات في الرأس أو الكسور أو الخدوش، وتكون هذه الاصابات أما ناتجة عن غياب المواصفات المطلوبة للسلامة أو ترك الأهل لاطفالهم دون رقابة ومتابعة، كما أن هناك كما تؤكد الدكتورة منال بعض الألعاب تكون مخصصة لاعمار معينة فإذا ما لعب بها الصغار سوف يتعرضون بلا شك للخطر، وتوجد بعض الألعاب التي تتكون من قطع صغيرة ويكون الطفل عرضة لابتلاع بعض هذه القطع، أيضا توجد بعض الألعاب مصنوعة من مواد غير خاضعة لمقاييس السلامة أو ذات ألوان سامة، وجميع هذه الأخطار تعرض الطفل لبعض الاصابات.
حساسية الأطفال
وتضيف الدكتورة منال أن الألعاب التي تحتوي على الفرو تسبب الحساسية لبعض الأطفال، كما أن مادة الصلصال قد تؤذي الأطفال المصابين بالحساسية الجلدية.
مشيرة إلى أن هناك بعض الألعاب الخاصة بالأطفال من سن 5 - 8 شهور تقريبا وما تعرف بالمشاية وكثيرا ما يستخدمها الأهل لتقوية رجلي الطفل متجاهلين مدى خطورتها حيث تعمل على تقوية عضلات رجل الطفل السفلى أكثر من العضلات العلوية، كذلك سهولة حركة هذه المشايات وانزلاقها تشكل خطورة كبيرة على الطفل، كما يعطي الأهل أطفالهم ما يسمى بالمضاغة قبل بداية ظهور أسنان الطفل، وهذه اللعبة في حد ذاتها تعمل على تشويه أسنان الطفل بالإضافة إلى المواد المضغوطة منها قد تكون مضرة.
سلامة الملاعب
وفي السياق نفسه قالت الدكتورة هانية النابلسي اخصائية أطفال باحدى المدارس الأهلية أن مساحة وسلامة الملاعب ضرورية لممارسة الرياضة واللعب لدى الطلاب في مدارسهم، وفقرة الملاعب واردة في دليل الارشادات بالمدرسة والتي يجب أن تكون بسعة تتيح لكل الطلاب ممارسة الرياضات المختلفة، وهذه السعة تتحدد بعدد طلاب المدرسة، ويجب أن تكون أرضيتها من الرمل الناعم للأطفال الصغار، خالية من الحجارة ذات الحواف الحادة، التي تسبب الجروح المختلفة، اما بالنسبة للطلاب الكبار فوجود الحشيش في الملاعب ايضا ضروري لتأمين شروط سلامة الملاعب، أما بالنسبة لمواصفات الألعاب التي يجب توافرها في الملاعب مثل المراجيح يجب أن تكون مصنوعة من مواد بلاستيكية، لأن الألعاب الحديدية بشكل عام عرضة للصدأ أو سخونة الأعمدة خاصة في فترة ارتفاع حرارة الجو مما يعرض الطفل للحروق، أما إذا كانت ذات حواف أو نتوءات حديدية بارزة فإنها تعرض الطفل للجروح المختلفة، فالألعاب الحديدية في رأيي لا تتوفر فيها شروط السلام.
وتضيف الدكتورة النابلسي أن ألعاب الأطفال وان كانت تحتوي على شروط ومواصفات السلامة يجب مراعاة تواجد الأهل سواء في البيت أو المتنزهات أو المدرسة، فإذا ما تعرض أحد الأطفال لبعض الحوادث والاصابات تكون عملية اسعافه سريعة، وهناك بعض المدارس الحديثة توفر الملاعب الخارجية والداخلية على شكل صالات مغلقة مزودة ببعض الأجهزة الرياضية، وبشكل عام يجب أن تكون ألعاب الأطفال الموجودة في حديقة المنزل أو داخله مصنوعة من مواد غير ضارة وحجمها مناسبا لسنهم والألعاب ذات الألوان الزاهية والتي تعمل على جذب انتباه الطفل يجب أن تكون ذات ألوان ثابتة وغير قابلة للالتصاق باليد.
ألعاب تربوية
وحول هذا الموضوع التقينا مع عدد من مدرسات رياض الاطفال حيث قالت عفاف عبدالرحمن البقمي إن الألعاب المستخدمة في هذه المرحلة عادة ما تكون ألعابا تربوية مثل ألعاب التركيب والمكعبات وهناك بعض الألعاب الخاصة بالبنات مثل الأدوات المنزلية والملونة، ونراعي في الألعاب أن تكون صغيرة الحجم، ولا تحتوي على مواد حادة أو مسامير، والأطفال عموما يحبون اللعب بالصلصال مما يشكل خطورة على الطفل إذا ما حاول أكله مثلا، لذلك تعمل المدرسة على تصنيع مادة الصلصال من مواد طبيعية لا تضر بصحة الطفل، أما بالنسبة للألعاب الموجودة في ساحة المدرسة فيراعى أن تكون من البلاستيك المقوى أو الخشب المضغوط، فهو أكثر سلامة لصحة الطفل.
واضافت عفاف قائلة: أعتقد أن اللعب إذا كانت أكبر من سن الطفل تشكل خطورة عليه وألاحظ كذلك أن الأطفال يحبون الرسم والتلوين بشكل كبير، لذلك نراعي في المدرسة استخدام الألوان التي لا تشكل خطورة على صحة الطفل كالألوان الشمعية والخشبية فهي أكثر سلامة.
أما المعلمة فاطمة الزهراء معلمة اللغة الإنجليزية بمرحلة رياض الأطفال فتقول: لدينا مجموعتان من الأطفال؛ مرحلة الرياض الأولى من سن 3-4 سنة، نراعي في هذه المرحلة اختيار الالعاب ذات الاحجام الكبيرة والتي لا تحتوي على قطع صغيرة الحجم فيراعى أن تتكون اللعبة من أقل عدد من القطع وأحجام اكبر، كما يجب أن يراعى اختيارها بحيث تكون خفيفة الوزن لأن الألعاب الثقيلة تشكل خطورة على عضلات يد الطفل.
وتقول المعلمة فاطمة الزهراء: أفضل استخدام الألعاب المصنوعة من الخشب والبلاستيك المضغوط، لأن وزنها أخف وضررها أقل، أما ألعاب الحديقة فيجب أن تكون ذات مواصفات سلامة عالية، بحيث تكون مثلا ذات ارتفاع متوسط وتضم اللعبة الواحدة اكثر من طفلين، ويراعى أن تكون الألعاب الحركية غير سريعة مما يشكل خطورة على الأطفال، وتضيف بأن أماكن الألعاب يجب أن تغطى مراعاة لعوامل الطبيعة والأرضيات من الخشب أو الرمل فهي أكثر سلامة، حيث يجب أخذ الاحتياط من جميع الجوانب لأن الطفل سريع الحركة والتفكير، وألاحظ أن الأطفال يحبون الألعاب الرملية وهي لا تمثل خطورة خاصة إذا تم خلط الرمل بالماء، أما بالنسبة لمادة الصلصال فيتم صنعها في المدرسة بمواصفات خاصة مصنوعة من مواد طبيعية عبارة عن طحين وزيت وملح ومواد طبيعية، وهي بذلك لا تشكل أية خطورة على الطفل حتى وإن حاول وضعها في فمه.
|