ظهرت في اسواق المال مؤشرات مالية مخصصة للتقنية والتي تندرج تحتها مجموعة من شركات الانترنت والتقنية التي يتسيدها بطبيعة الحال تجار الحاسب الآلي, وقد اثرى الكثير من خلال الاستثمار في تلك الشركات وحققت استثماراتهم فيها ارقاما لم تكن في حسبان اكثرهم تفاؤلا, وتأتي ضمن هذه الشركات وعلى رأسها شركة مايكروسوفت التي تربعت على هرم التجارة الالكترونية لفترة طويلة.
ولذلك فلا غرو في كون رئيس مجلس ادارتها ومؤسسها بيل جيتس قد تبوأ مرتبة اغنى رجل في العالم بملياراته الخمسة والتسعين المرشحة للازدياد في غضون السنوات القليلة القادمة.
وبسبب فحش ثرائه الذي وصل اليه من خلال شركته مايكروسوفت المتهمة بتهم تجارية احتكارية مختلفة مازال جيتس موضع نظر وزارة العدل الامريكية لفض النزاعات بينه وبين شركات مختلفة بسبب ممارساته الاحتكارية, وقد لجأ بيل جيتس الى تحسين صورته لدى الرأي العام فتبرع ببناء وتجهيز كلية للحاسب الآلي في جامعة هارفارد قبل عدة اعوام وهي الجامعة والتخصص الذي لم يكمل دراسته فيه, كما انه درج على تحويل عائدات احاديثه التي يدلي بها في المنتديات والجامعات والمحافل العامة والتي تزيد عوائدها على المائة الف دولار عن كل محاضرة ليعود ريعها الى مؤسسات خيرية واجتماعية غير ربحية, الا ان ذلك لم يسكت الافواه التي تقلل من شأن تبرعاته ولازالت ترتفع منادية بوقف تعاظم عملاق الصناعة الحاسوبية مايكروسوفت وطغيانه على المستثمرين المنافسين.
وفي هذا السياق كان آخر الانشطة التي قام بها الملياردير الامريكي بيل جيتس وزوجته ميليندا انهما أسسا برنامج منح دراسية اطلقا عليه برنامج جيتس لعلماء الالفية وقدما مبلغ مليار دولار دعما لذلك البرنامج, واوضح بيل جيتس في حديث له بهذه المناسبة بأن برنامجه هذا موجه لالف طالب سنويا من ابناء الاقليات السود والهنود وذوي الاصول الامريكية الجنوبية من ابناء الشعب الامريكي لدراسة تخصصات الرياضيات والتربية وعلوم المكتبات والعلوم الهندسية, ورغم تبرعه بهذا المبلغ المذهل والذي سيدفعه على اقساط سنوية من خلال مؤسسته الخيرية فقد قلل محللون من شأن ذلك التبرع مشيرين الى ان جيتس يسعى لتحسين صورته التي تعرضت لكثير من الانتقاد بسبب طريقة عمل شركته الاحتكارية, كما اشار آخرون الى ان هذا البرنامج لا يعد اسهاما ملفتا للنظر قياسا لما وصلته ثروته البالغة 95 مليار دولار وضعته بكل ارتياح على رأس قائمة اغنى اغنياء العالم.
ويذكر ان الملياردير بيل غيتس يعاني فيما يعانيه من ضخامة تجارته عدم استمرار مديري شركته التنفيذيين على رأس العمل اذ كلما استقر عمل شركته تحت ادارة احدهم استقال بعد ان يصيب من ثراء بيل جيتس ما يدعوه للاستقلال بنفسه عن شركة مايكروسوفت, وقد استقال آخر هؤلاء المديرين قبل شهرين وكان ترتيبه الحادي والعشرين في سلسلة المديرين التنفيذيين لشركة مايكروسوفت مما حدا بجيتس البائس ليبحث عن مدير تنفيذي جديد لشركته مايكروسوفت, وعند لقائه باحدى محطات الاذاعة ابان ذلك المدير ان لديه ما يكفي ليبدأ العمل بنفسه لا لغيره وهي عبارة كررها اغلب المديرين الذين سبقوه ورغبة مثيرة لدى اولئك المديرين في الا يحتكر بيل جيتس قدراتهم ويجني ثمارها عوضا عنهم فالسعيد من وعظ بغيره.
* جامعة انديانا
وللمراسلة على البريد التالي khalid * khalidnet. Com