Saturday 25th September, 1999 G No. 9858جريدة الجزيرة السبت 15 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9858


وصل فرق السعر من 600-400 دولار
حرب الأسعار تشعل سوق شاشات الحاسب

*واشنطن - عبدالعزيز أبانمي
شهدت صناعة اجهزة الحاسب الآلي خلال الفترات الماضية الكثير من التطورات التقنية المدهشة التي ساهمت بشكل كبير وواضح في انتشار استخدام مثل هذه الاجهزة بل وسيطرتها على جزء كبير من الحياة الشخصية والعملية للعديد من الناس على مختلف ارجاء المعمورة، وصناعة الشاشات الحاسوبية، كجزء من صناعة اجهزة الحاسوب، طالها هذا التغيير مع ظهور شاشات العرض البلوري السائل LCD التي وفرت امكانية مشاهدة الصور بشكل اكثر وضوحاً ودقة، غيران المتابع لعناوين الاخبار المرتبطة بهذه الصناعة سيلحظ ان الشاشات التقليدية المعتمدة على تقنية انبوب اشعة الكاثود او CRT لاتزال تكافح بشكل فعال في ان تظل الخيار الاول لمعظم مستخدمي اجهزة الحاسب والخيار الاول ايضاً في سوق الاجهزة المستعملة.
وليس من الغريب ان تكون مثل هذه الشاشات قادرة على البقاء والمنافسة بشكل ناجح اذا علمنا ان اسعارها تقل كثيراً عن شاشات LCD والتي تكلف في العادة ضعف سعر جهاز الحاسب نفسه!! كما ان اسعار شاشات انبوب اشعة الكاثود CRT انخفضت بشكل كبير ومواز للانخفاض في اجهزة الحاسب خلال العامين الماضيين, ففيما تتراوح اسعار شاشات الحاسب من نوع CRT 19 بوصة ما بين 600 و 1500 دولار، يصل سعر شاشة من نوع LCD بقياس 18 بوصة الى 4000 دولار!
وفيما شهدت اسعار شاشات الحاسب من نوع LCD انخفاضاً واضحاً خلال العامين 1997 و 1998، فان عدم الاستقرار الاقتصادي في دول جنوب وجنوب شرق آسيا تسبب في ان يتكبد بعض مصنعي هذه النوعية من الشاشات الكثير من الخسارة.
- ويشير ستيوارت هوغ مسؤول التسويق في شركة كانديسينت التي تتخذ من سان خوزيه بكاليفورنيا مقراً لها الى ان اهم التحديات التي تواجه صناعة الشاشات الحاسوبية من نوع LCD تتمثل في ايجاد بنية تحتية يمكن من خلالها خلق القدرة على التأثير على مستوى العرض والطلب واجبار الاسعار على النزول.
وعلاوة على ذلك فان الشركات الكبرى التي تقوم بتصنيع الشاشات من نوع CRT قد تلجأ الى تخفيض الاسعار كرد على اي محاولة لتخفيض اسعار الشاشات من نوع LCD وهو الامر الذي يوافق عليه ستيوارت اذ انه يعتقد بأن مصنعي الشاشات من نوع CRT سيبذلون كل جهدهم لسد الطريق في وجه صناعة الشاشات من نوع LCD .
من جانب آخر، يشير احد الخبراء الى ان الشاشات من نوع LCD تقدم العديد من الخيارات الجذابة والبديلة للشاشات من نوع CRT ، ومن اهمها التصميم المدمج، كما انها توفر الكثير من المساحة لانها لا تتطلب اشارات الكترونية ولانها ايضاً لا تتسبب في اطلاق الكثير من الحرارة يجدها العديد من مستخدمي اجهزة الحاسب خياراً مفضلاً بالنسبة لهم.
كما توفر ميزة عدم حاجة شاشات الحاسب من نوع LCD للكثير من المساحة امكانية استخدامها في الكثير من الاماكن والمواضع التي لا يمكن استخدام الشاشات من نوع CRT فيها اذ انه يمكن على سبيل المثال، استخدام شاشات LCD في السيارات والكثير من ادوات الاتصال.
غير ان واحدة من المشاكل المتعلقة بالشاشات من نوع LCD هي تلك التي يشير اليها جيمس ويتكوسكي مسؤول الحاسب بولاية كاليفورنيا الامريكية وهي المشكلة المتمثلة في ثبات درجة نقاء هذه الشاشات وهو ما يعني فقدان الكثير من جودة العرض والصورة في حال تغيير مستوى درجة النقاء، فالشاشة من مقاس 15 بوصة تصل درجة نقائها الى 1,024 x 1,068 فقط، ومثل هذه السلبية تؤثر على مستوى اداء مثل هذه الشاشات خصوصاً اذا ما علمنا ان الكثير من مستخدمي اجهزة الحاسب يميلون الى تغيير درجة نقاوة الشاشة مع مرور الوقت.
وفيما يشير الخبراء في مجال الحاسب الى ان مصنعي الشاشات الحاسوبية من نوع LCD يحتاجون الى خمس سنوات على الاقل حتى يمكنهم ان يصلوا الى مستوى يؤهلهم للتنافس جنباً الى جنب مع مصنعي شاشات CRT فان بعضاً من هؤلاء الخبراء يؤكدون على حقيقة انه يتعين على مصانع شاشات CRT ادخال الكثير من التحسينات على هذه النوعية من الشاشات حتى تصبح عملية بشكل افضل مما هي عليه الآن, ويركز الخبراء تحديداً على ضرورة تقليل المساحة والحجم الذي تشغله هذه الشاشات بابعادها الحالية عبر استخدام تقنية جديدة يمكن من خلالها تغيير زوايا ومساحات الاسلاك المستخدمة في هذه الشاشات.
والحقيقة ان بعضاً من هذه الشركات قد بدأت فعلاً في وضع الخطط التي يمكن من خلالها تصغير شاشات CRT ، فقد قدمت شركة APA قبل عدة اشهر نموذجاً لشاشة من نوع CRT تتميز بكونها ذات عمق قليل, وتستهدف الشركة بهذا النموذج اولئك المشترين الذين يرغبون في اتباع شاشات توفر عليهم المساحة وتوفر لهم نفس المميزات التي تقدمها الشاشات التقليدية من حيث ارتفاع درجة نقاء الصورة ووضوحها مع امكانية اعادة ضبطها وتعديلها.
وسيكون السوق على موعد مع هذا النوع من الشاشات بنهاية هذا العام,غير ان هناك مشكلة واحدة مع هذه الشاشات الجديدة والتي يمكن تسميتها بالشاشات ذات الرقبة القصيرة، وتتمثل هذه المشكلة التقنية في ان تعديل زاوية مطلقات الاشعة وتقريبها من الشاشة يعني ضرورة تحريك البؤرة صوب زوايا نطاق الرؤية وهو الامر الذي يصعب تحقيقه من الناحية الفيزيائية.
ولا يقتصر نطاق التغييرات على مجال المساحة فقط، اذ قامت شركة كانديسينت بتقديم نوع من شاشات CRT الرفيعة التي تطلق حرارة اقل بكثير من الحرارة المنطلقة من شاشات CRT التقليدية بسبب اطلاق الالكترونيات.
كما ان تقنية الكاثود البارد , المستخدمة في هذه الشاشات الرفيعة تقدم نفس المستوى والاداء من حيث نقاء الصورة ووضوح العرض.
ومع مثل هذه التطورات التي تم ادخالها على الشاشات من نوع CRT فانه من الواضح ان الشاشات من نوع LCD ستواجه الكثير من العقبات، خصوصاً خلال السنتين القادمتين، في سبيل الوقوف في وجه اكتساح شاشات CRT لهذا السوق,
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved