Saturday 25th September, 1999 G No. 9858جريدة الجزيرة السبت 15 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9858


تايوان تعاني من كارثة إنسانية واقتصادية بسبب الزلزال

* تايبيه - أ,ش,أ
ذكر تليفزيون بي بي سي البريطاني في تقرير له عن الزلزال القوي الذي تعرضت له تايوان ان مشاهد الدمار في المناطق المنكوبة تشير الى ان تايوان تعاني من كارثة انسانية واضحة المعالم فالدمار منتشر في معظم المناطق,, الانقاض تتناثر في كل مكان والمباني المتصدعة يميل بعضها على البعض.
وعلى الرغم من مراعاة الشروط اللازمة للبناء قائلا ان كثيرا من المباني دمرت تماما والاتصالات مقطوعة والظلام يسود مناطق كثيرة والارض متشققة والصراخ والبكاء يتزايد واصوات صفارات سيارات الاسعاف تسمع في كل مكان بينما توجد صعوبة في السير على الطرق والجسور في الوقت الذي تقع فيه هزات ارضية من حين لاخر وثمة شعور بحالة من اليأس.
ومن المعتقد ان هناك حوالي ثلاثة الاف شخص محاصرين حاليا بين اطنان من انقاض المباني المنهارة في حين تشير التقديرات الى ان عدد المشردين يزيد على مائة الف شخص ينامون في العراء ويحتاج عدد كبير منهم الى ايواء طارىء ويحاول بعضهم العثور على اي خيام للاقامة فيها ويرفضون دخول منازلهم المتصدعة خشية سقوطها عليهم من جراء توابع الزلزال التي وصلت قوة احداها امس الى 6,8 درجات بمقياس ريختر.
وفي هذا السياق تقول شبكة سي ان ان الاخبارية الامريكية في تقرير خاص اذاعته ايضا عن الزلزال ان توابع الزلزال ادت الى حدوث المزيد من الدمار وانتشار حالة من الذعر بين الناجين حيث هرعوا في الشوارع بحثا عن اي مكان امن وثمة مخاوف من احتمال ان تستمر توابع الزلزال حتى الاسبوع القادم.
وذكرت الشبكة ان ذلك الزلزال يعتبر اسوأ زلزال تشهده تايوان خلال ستين عاما وان اجمالي عدد القتلى لم يتأكد بعد حيث انه يتزايد من وقت لاخر وتشير التقديرات حتى الآن الى ان العدد يزيد على الفي قتيل بينما يبلغ عدد المصابين حوالي اربعة الاف وخمسمائة على الاقل وان المستشفيات مكتظة بالمصابين الذين كان من حسن حظهم ان خرجوا احياء من بين الانقاض.
وتبذل المراكز الطبية جهودا مضنية لعلاج المصابين فيما يقوم بعض الاطباء باسعاف المصابين في الشوارع وتطعيم الاطفال للحيلولة دون تفشي الامراض.
ويواصل رجال الانقاذ من تايوان واليابان جهودهم بصورة مستميتة من اجل تحديد اماكن المحاصرين بين الانقاض ويستعينون في ذلك بالاجهزة من اجل العثور على اي مؤشر يدل على وجود احياء بين انقاض المباني المنهارة من جراء ذلك الزلزال القوي الذي تراوحت قوته ما بين 7,3 درجات و7,6 درجات بمقياس ريختر والذي ذكرت الشبكة انه يماثل في قوته قوة الزلزال الذي تعرضت له تركيا الشهر الماضي واسفر عن مصرع اكثر من 15 الف شخص هناك.
وتتركز معظم جهود الانقاذ في العاصمة تايبيه ويواجه رجال الانقاذ اخطارا اضافية وهم يبحثون بحذر بين الانقاض لان قوة بعض توابع الزلزال قد تتسبب في انهيار جدران المباني المتصدعة عليهم,, ولكن الامال تتضاءل في العثور على المزيد من الاحياء حيث اصبحت فرق الانقاذ تستخرج المزيد من الجثث,, وبدأ يتم استخدام البلدوزرات في ازالة الانقاض.
ومن ناحية اخرى تمت تعبئة رجال الاطفاء للتحرك من أجل اخماد اي حرائق تشب في بعض المباني بالعاصمة تايبيه.
وقالت الشبكة ان طائرات الهليكوبتر تحلق طوال اليوم فوق المناطق المنكوبة من اجل المساعدة في عمليات الانقاذ.
وعلى الرغم من مشاركة جنود الجيش في عمليات الانقاذ وجهود الاغاثة الا ان هناك انتقادات توجه اليهم ويقال انهم يفتقرون الى الخبرة.
ونقلت شبكة سي ان ان عن ما يرون جو عمدة تايبيه قوله ان الموقف خطير ونحن نأمل ان يتم استكمال عمليات الانقاذ في اسرع وقت ممكن واننا نحاول انقاذ اي ناجين على قدر الامكان فامامنا الكثير من العمل الذي يتعين ان نقوم به.
وذكر احد المراقبين للاحداث ان الامر ربما يستغرق عشرين عاما لكي تعود الامور الى طبيعتها في تايوان وان هناك حاجة لاستخدام المزيد من الوسائل التكنولوجية لتصميم المباني بطريقة تصمد للزلازل من اجل حماية ارواح المواطنين.
ونقلت شبكة سي ان ان عن الخبير الاقتصادي التايواني بيبر وونج قوله ان قيمة الاضرار الاقتصادية تقدر بالمليارات من الدولارات.
وقال وونج انه علاوة على الضرر النفسي الناجم عن الزلزال في المناطق السكنية فان الزلزال له تأثير كبير على الاقتصاد التايواني حيث تسبب في توقف الانتاج في المناطق الصناعية الرئيسية التايوانية.
واضاف وونج ان صناعة المواد شبه الموصلة التي تشتهر بها تايوان ستتأثر كثيرا نظرا لتوقف الانتاج فيها وان الامر سيستغرق فترة طويلة لكي تعود هذه الصناعة الى مكانتها السابقة.
واشار الخبير التايواني الى ان كارثة الزلزال ستؤثر بالسلب ايضا على صناعة رقائق اجهزة الكمبيوتر وان هذا سيمثل مشكلة لتايوان لانه سيؤثر على قدرتها التنافسية مع اليابان وكوريا في هذ المجال.
ومن اجل التخفيف عن تايوان في محنتها وعد المجتمع الدولي بتقديم معونات غذائية وأغطية وفرق اغاثة اليها وقد استجابت بالفعل عدة دول لنداء تايوان الداعي الى تقديم المساعدة لها ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة وتركيا وسنغافورة.
وعلى الرغم من الخلافات السياسية بين تايوان والصين وتوتر العلاقات بينهما الا ان الرئيس الصيني صرح بأن الجانبين تربطهما رابطة الدم واللحم واعرب عن خالص عزائه لعائلات ضحايا الزلزال وعرض تقديم معونات مالية وامدادات اغاثة الى تايوان.
كما قدمت لجنة الصليب الاحمر الصينية مساعدات تزيد قيمتها على مائة الف دولار لمنكوبي الزلزال.
وعلقت شبكة سي ان ان على ذلك بقولها ان هذا الاجراء يعتبر بمثابة بادرة حسن نوايا من جانب الصين تجاه تايوان.
ومن جانبها قامت الامم المتحدة بابلاغ الصين باعتزامها المشاركة في عمليات الاغاثة حتى يتم التنسيق بين الجانبين في هذه العمليات.
فهل ستساعد كارثة الزلزال على تحقيق التقارب بين الصين وتايوان مثلما حدث بين تركيا واليونان هذا ما ستكشف عنه الايام القادمة.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved