Saturday 25th September, 1999 G No. 9858جريدة الجزيرة السبت 15 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9858


بعد أكثر من شهر على زلزال تركيا,, حياة الناجين من الزلزال مازالت كفاحا

* انقرة - كريستوفر فادة: د,ب,أ
مازال نحو 600,000 مشرد يعانون شظف العيش في شمال غربي تركيا بعد مرور اكثر من شهر على الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة واودى بحياةاكثرمن 15,000 شخص.
وكان الزلزال الذي بلغت قوته 7,4 درجة بمقياس ريختر ووقع يوم 17 آب اغسطس الماضي، قد دمر تقريبا عددا من المدن الصغيرة والكبيرة في شمال غربي تركيا.
وبعد ان دمر الزلزال آلاف المباني او جعلها غير صالحة للسكنى، تمت إقامة مئات من مدن الخيام غير ان ظروف الحياة فيها مزرية.
ويتعين على ساكني تلك المدن ان يقفوا في طوابير من اجل الحصول على أي شيء بدءا من الطعام وانتهاء بالكساء,, كما يتعين علىالنساء الانتظار لساعات لاستخدام ماكينات الغسيل.
وعندما تهطل الامطار تتحول مدن الخيام الى برك من الاوحال, ويبدو ان بعض السكان محرومون من اشياء كثيرة جدا، فقد نشرت صحيفة صباح خبرا عن شجار دب بين سيدتين بعد ان اكتشفت احداهما ان الاخرى تطهو نقانق سجق .
وقالت الصحيفة ان مدينة الخيام هذه المقامة ببلدة جولكوك الساحلية التي سويت بالارض في الزلزال لم تتلق اي نوع من المساعدات منذ 26 يوما ويبدو ان اليأس قد خيم على المكان.
وفي الوقت الذي يعيش فيه البعض على الكفاف فإن البعض الآخر لديهم كل شيء,, ففي احدى مدن الخيام التي اقامها الجيش تم تزويد كل خيمة بثلاجة وتلفزيون ووسائل الطهي الخاصة بها.
ولم ينس المواطنون في بقية انحاء تركيا سكان تلك المنطقة المنكوبة ولكن يساروهم بالتأكيد شعور بالعجز وبانه ليس بوسعهم عمل شيء لمساعدة مواطنيهم وتروى كل يوم حكايات عن فشل السلطات في توفير الاحتياجات الاساسية للناجين من الزلزال رغم ان الدولة اضطلعت بكافة اعمال الاغاثة تقريبا.
وقد تولت جمعية الهلال الاحمر امر عدد من مدن الخيام كانت مجموعات من المتطوعين قد اقامتها, ويذكر ان الجمعية وهي منظمة حكومية تماما تعرضت للكثير من الانتقادات.
وفي حالات اخرى قامت الدولة بمصادرة المبالغ المالية التي تبرع بها البعض لجهود الاغاثة بسبب عدم وجود تصريح رسمي بجمع تلك الاموال كما يتعين على اي جهة خارجية راغبة في المساعدة تقديم الاموال للسلطات التركية.
وقالت عاملة متطوعة ذهبت الى مدينة أضبازاري خلال عطلة نهاية الاسبوع الماضي ان زميلاتها في العمل تبرعن باموال بشرط ان تسلمها هي شخصيا للناجين من الزلزال لا ان توصلها للسلطات.
وما تقوم به هذه السيدة مخالف للقانون من الناحية الشكلية حيث انها توزع المواد الغذائية والمعونات على اشخاص لايقيمون في مدن الخيام وهناك الالاف الذين مازالوا يعيشون في اماكن إيواء مؤقت في الشوارع.
ومع اشتداد البرد ليلا بصورة مطردة وفي ظل ضخامة حجم الكارثة لا ريب في ان مئات الالاف سيقضون جزءا كبيرا من فصل الشتاء في خيام مهلهلة مصنوعة من القماش دون أي وسيلة من وسائل التدفئة المناسبة.
وبدأت السلطات التركية في بناء مساكن سابقة التجهيز ولكن النقاش مازال دائرا في العاصمة انقرة حول نوعية المساكن التي يتعين شراؤها.
ومازالت المنطقة المنكوبة في حاجة للتبرعات والمعونات ولكن السؤال الذي يفرض نفسه حاليا هو هل يتم انفاق تلك التبرعات بصورة عادلة وحكيمة او بالسرعة الكافية.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved