 * كتب - عبدالرحمن الخضيري
لم تكن فرحة الهلاليين كبيرة بانتصار فريقهم الثمين خارج ارضه وبعيدا عن جماهيره على حامل اللقب وبطل الرباعية الاخيرة فريق الاتحاد شبه المستقر والمتكامل فقد اعتادوا ذلك وبنتائج اكبر ولم تكن فرحتهم كذلك بجدارة الفريق الهلالي ونجاحه بشرف التأهل لأول نهائيات مسابقات الكبار وشرف التأهل لاول نهائي في تاريخ مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد - رحمه الله - في عامها التاريخي الاول وقد اعتاد التاريخ تكرار تأهل الفريق الزعيم لاكثر واكثر من نهائي ولنهائيات اصعب واقوى واكبر على صعيد النهائيات المحلية والعربية والخليجية والآسيوية.
لكن سعادة الهلاليين جاءت بعد المظهر الكروي المفاجىء والذي اذهل المراقبين قبل الهلاليين انفسهم حينما تحول بطل الرباعية الى وضع فني يرثى له وسيطرة هلالية داخل ملعب واحد وهو يلعب على ارضه وبين جماهيره في جدة وليس ذلك فقط مصدر التحول الهلالي الكبير في ايام معدودة بعد فترات طويلة ومتعاقبة من غياب الجماعية وفقدان الهيبة وحالة الفوضى التي عمت الفريق في الآونة الاخيرة والتحول الهلالي الكبير الذي ظهر في الوقت المناسب جدا من مراحل الحسم شهد الكثير من المتغيرات والايجابيات التي يشار اليها وبعض السلبيات التي ينبغي العمل لتلافيها حتى تستمر العودة المشجعة ويتواصل العطاء الازرق باستمرار الاستقرار وتدعيمه ومضاعفة الجهود لتوهج الابداع الكروي والفن الكروي والمتعة والامتاع بالفن والمواهب من منبعها الاصيل.
اعتاد الهلاليون وفي مختلف الظروف والاحوال تسجيل الاولويات التاريخية المميزة والخالدة واسبقيتها المتنوعة بين الفرق وسجل نفسه كأحد الفرق التي تأهلت لنهائي اول بطولة في تاريخ مسابقة كأس الامير فيصل بن فهد - رحمه الله - وبات مرشحا قويا بفريقه المتجدد لانتزاع كأسها الأولى.
خطوات جبارة قام بها الامير بندر بن محمد بن سعود الكبير رئيس مجلس ادارة نادي الهلال واطلالته المثيرة بالعودة من اجازته محملا بالغنائم الثمينة والخطوات التي حسمها بحضوره في الوقت المناسب من المرحلة الحاسمة وازال معوقات الكثير من المشاكل العالقة والمقلقة فعاد جزء كبير من الاستقرار المنشود ولان القاعدة الاساسية والعناصرية صلبة ومتمكنة فقد عادت للزعيم شخصيته القوية واسترد جزءا كبيرا من هيبته المعهودة لدى الجميع.
ما يزال امام الادارة الهلالية مزيد من المسئوليات تجاه المراحل المقبلة في نهائي كأس الامير فيصل وبداية مسابقة كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ونهائيات مئوية التأسيس على كأس الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) والكثير من الخطوات الاحترازية اللازمة لضبط سلوكيات بعض اللاعبين داخل الملعب وخارجه وسبل المحافظة على الروح العالية والقتالية والجماعية الفريدة التي كان عليها جميع اللاعبين في اخر لقاءات الفريق الحاسمة وضبط تصرفات الثنيان وانتظام الغشيان ومتابعة الجمعان والعويران.
ينبغي ان تبادر الإدارة المشرفة على الكرة الهلالية بالترتيب لمباريات تجريبية قوية لاتاحة الفرصة امام تجهيز الحارس احمد ضاري واعداد الحارس الصاعد بندر الماس والعساف والهلال تأهبا لمباريات الضغط الكروي المتواصلة خلال الفترة المقبلة لتجربة جميع العناصر ودعم خبراتها.
حينما عاد الاستقرار وعادت الروح الجماعية للفريق فقد جدد البرازيلي الخبير بالملاعب السعودية لوري ساندري جدارته بقيادة الفريق وحينما تكاملت كل عناصر الابداع في بوتقة العمل الجماعي والمصلحة المشتركة للفريق نجح لوري في اختيار التشكيل المناسب لجميع الخطوط وابدع تماما في رسم التكتيك الكروي الذي فرض تفوق فريقه الكروي المبكر تماما وحقق نتيجة الاطمئنان في وقت مناسب للحسم وان كان استبداله للهويدي مغامرة اسهمت في ارتياح الدفاع الاتحادي وتحوله لمساندة هجمات فريقهم بارتياح فشكلوا بعض الخطورة في الدقائق الاخيرة التي اعقبت خروج الهويدي بامكانياته وسمعته.
من محاسن البرازيلي لوري انه اشرك كل لاعب في مركزه المناسب فابدع الجميع وكان شجاعا واثقا باشراك الوجه الكروي الواعد محمد الشلهوب منذ البداية وفي مباراة كبيرة وجماهيرية حاسمة اضافة الى تركي القحطاني وفيصل الصالح.
اكثر ما يحسد عليه الهلاليون تميز اعضاء المجلس الشرفي بالنادي ومواقفهم الايجابية الفاعلة وآخر تلك المواقف المشهودة ما قدمه الشرفي الهلالي الكبير صاحب السمو الملكي الامير الوليد بن طلال بن عبدالعزيز ونجله الشرفي الواعد الكبير صاحب السمو الملكي الامير خالد بن الوليد والدعم الكبير للامير الشرفي سعود بن محمد وتناوب الاعمال الكبيرة والفعالة تجاه مسيرة النادي من الجمع التاريخي الكبير اسما وعطاء فعالا.
لوري ساندري مطالب بالثبات والتركيز على استقرار صفوف الفريق ودعم الانسجام بين اللاعبين في اخر تشكيلة للنهائي الحاسم والبداية المهمة لمنافسات كأس دوري خادم الحرمين الشريفين ووضح ان معظم عناصرها يمثلون تقريبا التشكيلة المثالية للمراحل المقبلة.
محمد الشلهوب اثبات متجدد لمنبع مدرسة النجوم والمواهب المتدفقة بنادي الهلال فهذا اللاعب يعتبر الخليفة الأول لملء خانة الوسط الهلالي الايسر الشاغرة منذ اعتزال النجم الدولي الخلوق فهد المصيبيح.
الشلهوب حركة وابداع وثقة متناهية ابدع في لقاء كبير لكنه فرض نفسه كواحد من ابرز نجوم اللقاء وسجل هدفا بحس وطريقة على اسلوب النجوم الكبار لكن ما ينبغي عليه هو الاستمرار في الصعود والمحافظة على تنامي فرصته وتلافي اخطاء الصاعدين من قبله فالهلال ناد كبير قد لا تعود الفرصة في صفوفه مرة اخرى.
لاعب المليون الشهير وهداف العالم جاسم الهويدي كان عند حسن الظن وبدأ وكأنه يشارك فريقه الازرق منذ فترة طويلة روح واصرار وحركة نشطة خلخلت الدفاع الاتحادي الصلب ورد على الجميع بأنه صفقة حقيقية مربحة.
جابر العثرات الهلالية سامي الجابر جدد عاداته ولمساته الكروية الاخاذة وقاد فريقه لتفوق كروي كبير وساهم بمهاراته وكراته الماكرة في صنع الهدفين والضغط الرهيب على المرمى الاتحادي والجابر يؤكد دائما انه معين لا ينضب وفكر كروي متجدد المواهب والفوائد.
صالح السلومي بذل جهدا كبيرا بخبرته وفرض على الجميع ان يشيدوا بما قدمه في هذه المباراة الحاسمة.
محمد لطف نجم كروي متجدد لا تهزه العواصف ولا المواقف الصعبة ابدع كثيرا في لقاء الاتحاد دفاعا وهجوما وكان من عوامل التفوق الهلالي الملحوظ وأكد انه خير من يملأ الجهة الخلفية اليسرى باقتدار,, وثباته في مركزه سيفيده لتقديم مزيد من التوهج ويفيد فريقه في سد ثغرة مغلقة لانصاره ولكن عليه ان يحافظ على تألقه وتوهجه داخل الملعب ويتخلص تماما من المزاجية والبرود الذي يصاحبه احيانا متفاوتة.
خالد التيماوي عاد بشهية مفتوحة للكرة وساهم في التألق الذي كان عليه فريقه باداء راق ومجهود سخي ووافر.
|