Saturday 25th September, 1999 G No. 9858جريدة الجزيرة السبت 15 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9858


أين يكمن العار ,,أيها الشعراء ؟!

يسرني في هذا المقال ان أبعث بخالص سلامي الى جميع شعرائنا وشاعراتنا المحترمين سواء كانوا النبطيين او اهل الفصحى او حتى الحداثيين وان ارسل الى بعضهم رسالة عتاب من أخت وابنة محبة.
شعراءنا المحترمين,, ان من يتصفح إحدى الصفحات الشعبية او مجلات الشعر يجد الكم الهائل من القصائد وأغلبها في مواضيع الغزل والغرام ولو تصفح احد هذه المجلات رجل من خارج المجتمع لحسب ان المجتمع جميعهم عشاق ورومانسيون ويحسب اننا غارقون في العسل,, الحب شيء جميل والأجمل ان نطبقه على أرض الواقع ولو كانت القصائد الغزلية تحاكي الواقع فعلا لما وجدت المطلقات والعوانس ولو كان الواحد يكتب للحب لهان الأمر ولكنه يكتب ويمتدح المحبوبة التي في خياله في حين زوجته لم تسمع منه كلمة اطراء لها,, إلا انني أجزم بأن 95% لا يطبقون ما يكتبون وهذا هو المحزن لانها كبرياء الرجل الشرقي الذي يمنعه من زوجته في حين تسمح له مع الأخرى,, لا تذهبون بعيدا اقصد المحبوبة التي في خياله فقط.
شعراءنا المحترمين,, ان الشعر من أقوى اساليب التعبير وأبلغها حتى الرسول عليه السلام كان له شاعر وهو حسان بن ثابت,, وقصائد الغزل ليست حراما خصوصا الغزل العفيف لكن ان نجعل حياتنا وشعرنا للغزل فقط فهذا هو الخطأ في حين ان المجتمع يغص بالمشاكل التي هي بحاجة للتعبير عنها يوجد هناك من يعالج بعض القضايا الاجتماعية ولكنها تعتبر نقطة في بحر قصائد الغزل,, هناك اليتيم المحروم الذي يريد من يمسح دمعته بقصائد تحاكي واقعه، هناك المطلقات اللاتي يردن من ينقل معاناتهن من خلف اسوار سجنهن الاجتماعي، هناك العوانس هناك وهناك ولو الممت بها لطال بي المقام,, ما يحزنني أكثر اذا كان الشاعر مشهورا وله ثقله في المجتمع سيرته وصلت القاصي قبل الداني واتتبع قصائده في كل جريدة او مجلة ومع ذلك لم اقرأ له يوما قصيدة غير قصائد الغزل وان قرأت له فهي قليلة جدا مقارنة بمستواه الشعري ولو كان المجتمع يخلو من المشاكل لما ارسلت قطرات مدادي عبر هذا المقال لأعبر عن حال ما وصل إليه شعراؤنا وتجاهلهم لمشاكل المجتمع.
ايضا هناك نقطة مهمة أحب ان اتطرق اليها وهي رفض المجتمع للشاعرة او بمعنى اصح رفضهم للتصريح باسمها ورفض البعض للكاتبات وكأنها تكتب جريمة في حين ان أغلب من يرفض لابنته او اخته بالتصريح باسمها يسمح لها بخلوها مع السائق ويسمح لها بأمور محرمة شرعا ويرفض الأمر المباح وهو التصريح باسمها وكأنه نسي او تناسى ان أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها يذكر اسمها من على المنابر وليس على صفحات الجرائد.
جميعكم تفجرت طاقات مدادي لتدعوكم الى معالجة قضايانا الاجتماعية باللغة الشعرية المحببة الى النفس مع قصائدكم العاطفية فقط اعطوها مثل نصيب قصائد الغزل.
والى من يرفض تصريح الفتاة باسمها اقول ليس التصريح بالاسم عارا وانما العار ان تتركوا لبعض فتياتكم الحبل على الغارب.
أسماء بنت عبدالله المجماج
القصيم محافظة المذنب

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved