Sunday 26th September, 1999 G No. 9859جريدة الجزيرة الأحد 16 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9859


قراءة في كتاب العلاقات السياسية السعودية الأمريكية في عهد الملك عبد العزيز للدكتور خالد آل هميل
عبقرية المؤسس تجلت في الحياد الذي التزمه إبان الحرب العالمية الثانية
لهذه الأسباب كان اعتراف الولايات المتحدة بالمملكة ذا وزن كبير
قاعدة ومطار الظهران من أبرز معالم حنكة الملك عبد العزيز في الحفاظ على مصلحة بلاده

* تقديم : د, عادل الصيرفي
لم يصلح بنيان ولم يبق على مر العصور الا وكان له اساس متين,, ولم تعمر شجرة وارفة عبر الأجيال إلا وكانت جذورها ضاربة في أعماق الأرض.
هكذا العلاقات السياسية المعتبرة بين الدول خاصة تلك ذات الوزن السياسي المحلي والاقليمي والعالمي,.
من هنا شدني بقوة كتاب جديد للكاتب والباحث السعودي والمثقف المعروف الدكتور خالد آل هميل بعنوان:
العلاقات السياسية السعودية / الامريكية في عهد الملك عبد العزيز آل سعود منذ عام 1933م حتى اعقاب الحرب العالمية الثانية ,.
قلت لقد شدني في هذا الكتاب من عنوانه,, فالعلاقات السياسية السعودية / الامريكية عبر العصور علاقات متميزة لها خصوصيتها وأنموذجها الفريد في العلاقات الدولية المعاصرة,,.
علاقات لم تقم على مصالح آنية أو اغراض وقتية حتى تزول بزوال مسبباتها,, بل هي علاقات ضاربة أطنابها في اعماق التربتين السعودية والامريكية منذ وهلتها الأولى.
ولأنها متجذرة بهذا العمق,, ولأنها لم ترتبط بظرف آني فقد بقيت بل وترعرعت منذ عهد المؤسس العظيم الملك عبد العزيز آل سعود - طيب الله ثراه - واورقت واثمرت في عهد بنيه الكرام الملوك سعود وفيصل وخالد - رحمهم الله - ومن ثم في عهد خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - حتى بلغت ماهي عليه اليوم من انموذج فريد قائم على الاحترام المتبادل جدير بأن يحتذى بين الدول في علاقاتها الدولية المضطربة.
ولقد حرت في تصنيف هذا المؤلف القيّم قبل قراءته وتساءلت:
هل يختص فقط بالمملكة العربية السعودية كدولة لها مكانتها المعروفة والمرموقة في العالم؟
ام يركز على العلاقات السياسية الخارجية الدولية كعلم من العلوم مع التطبيق على الحالة السعودية / الامريكية عبر حقبة تاريخية معينة؟,.
أم انه مؤلف له دور رائد في فهم الولايات المتحدة الامريكية واستيعاب سياساتها الدولية مع الدول العربية وخاصة النموذج السعودي ذى الوزن العربي والاسلامي والعالمي اللامحدود؟
ام ان هذا المؤلف يندرج تحت مظلة علم التاريخ واحد فروعه الهامة تاريخ الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس هذا الكيان الكبير؟
ولم يضع حداً لحيرتي سوى قراءتي لهذا المؤلف المفيد الذي اجاب على تساؤلاتي كلها: انه بالفعل مؤلف يجمع كل ذلك بل وأكثر من ذلك بين دفتيه,, يجمع بين علم السياسة وبين فنون العلاقات الدولية,, والمسارات المتداخلة للسياسات الخارجية,, يجمع بين فهم الولايات المتحدة وقراراتها المصيرية في السياسة الخارجية منذ عقود طويلة من الزمن,, وبين جزء من تاريخ رجل شهدت له الدنيا بالحنكة والحكمة والذكاء والشجاعة والحرص الكامل على دينه ووطنه في عصر مضطرب زاخر بالقلاقل والحروب والمحاولات الاستعمارية من دول كبرى للسيطرة والهيمنة والاحتلال,, رجل نجح في تجاوز كل هذه الامواج المتلاطمة خلال حقبة مضطربة من التاريخ البشري,, انه المؤسس الموحد الملك عبد العزيز آل سعود- طيب الله ثراه -.
بل جمع هذا المؤلف أكثر من هذا كله - على فائدته -,, الوثائق التاريخية والمستندات السياسية والمعاهدات واسماء الجنود المجهولين من رجال عبد العزيز ومستشاريه الذين اخلصوا لهذا الوطن ورفعة شأنه,, والأهم تلك الملابسات التي عرضها المؤلف بكل حيادية وبنظرة وطنية غير متحيزة,, تستعرض,, تستنج,, تستنبط في رؤية علمية تاريخية سياسية وثائقية تمنح قارئها الفائدة والمتعة جميعاً.
* عرض الكتاب:
كتاب العلاقات السياسية السعودية/ الامريكية في عهد الملك عبد العزيز آل سعود,, منذ عام 1933م حتى اعقاب الحرب العالمية الثانية من القطع المتوسط يشتمل على 352 صفحة ذات طباعة فاخرة واضحة الحروف ميسرة القراءة.
اما مؤلفه فهو المثقف السعودي والكاتب الصحفي والباحث المعروف د, خالد آل هميل الذي تدرج في عدد من المناصب التربوية والثقافية والاعلامية والدبلوماسية والاكاديمية فضلاً عن تخصصه وحصوله على الدكتوراة واهتمامه الأكبر بتاريخ بلاده السياسي كما يشهد له هذا المؤلف ومن قبله كتاب العلاقات بين الملك عبد العزيز والاشراف وضم الحجاز ,.
وقد تم نشر هذا المؤلف بالرياض في احدث اصدار لدار نشر سعودية وطنية واودع بمكتبة الملك فهد الوطنية ليكون مرجعاً ثرياً للقراء والباحثين من شتى بقاع الارض.
ويتضمن المؤلف فضلاً عن المقدمة فصولاً ستة تتدرج بسلاسة ومنطقية بدءاً من ظهور الدولة السعودية الثالثة ووصولاً الى ذروة المؤلف بصناعة القرار السعودي /الامريكي,, الى جانب الملاحق التي شملت عدداً من نصوص المعاهدات السعودية / الامريكية المؤسسة والمجذرة للعلاقات بين الدولتين,, وعددا آخر من الوثائق الأجنبية والعربية والرسائل الجامعية والصحف والدوريات ذات العلاقة.
وعلى ذلك يمكن استعراض هذا المؤلف على النحو التالي:
يستعرض المؤلف في الفصل الأول من الكتاب ظهور الدولة السعودية الثالثة وسط التطورات الدولية التي سادت الساحة العالمية منذ الحرب العالمية الأولى حتى اعقاب الحرب العالمية الثانية,, وأبرز هذه التطورات التي غيرت وجه التاريخ خاصة في اوروبا والعالم كله بعد ذلك,, منها الحركة الفاشستية في ايطاليا,, والتطورات السياسية في المانيا من حكومة فيمار وصولاً الى النازية وبزوغ نجم ادولف هتلر,, وموقف فرنسا وبريطانيا بين الحربين العالميتين,,, ومانتج عن كل ذلك من ازمات دولية مهدت الارض لاشعال فتيل الحرب العالمية الثانية عام 1939م التي اجتاحت الدنيا من اقصاها الى ادناها,, وتطورات هذه الحرب الكبرى منذ اعلانها حتى اجتياح النازي لفرنسا ( سبتمبر 1939 - يونيو 1941م) وما أعقب ذلك من حوادث جسام انتهت بهزيمة المحور المانيا/ اليابان شر هزيمة واستسلام المانيا وتقسيمها واحتلال اليابان وضربها بقنابل ذرية هي الاولى في التاريخ.
اما الفصل الثاني فقد تناول (اعتراف الولايات المتحدة الامريكية بالمملكة العربية السعودية) متناولاً التطورات التي ادت الى هذا الاعتراف من اكبر دولة في العالم حيث اصبحت الولايات المتحدة الامريكية في هذه السدة بعد ان دخلت الحرب الى جانب الحلفاء الذين تضعضعوا تحت وطأة النازي واوشكوا على اجتراع الهزيمة فإذا بهذا العملاق الجديد (الولايات المتحدة الامريكية) الذي لم يحسب هتلر اي حساب لدخوله الحرب يرجح كفة الحلفاء تماما ويجتاح اوروبا محرراً لكل دولها التي داستها احذية النازي في شهور قليلة حتى استسلمت المانيا وانتحر هتلر ودكت اليابان.
لهذا كان اعتراف الولايات المتحدة الامريكية بالمملكة العربية السعودية الموحدة تحت راية لا اله الا الله محمد رسول الله التي يرفعها البطل عبد العزيز آل سعود له وزنه الكبير,.
وقد مهد لهذا الاعتراف اتفاقيتان لهما شأنهما في هذا التاريخ هما الاتفاقية المؤقتة بين السعودية والولايات المتحدة والاتفاقية البترولية السعودية / الامريكية الاولى ,, وكان عام 1933م هو الفيصل في نجاح الاتفاقيتين والاعتراف الامريكي بالمملكة العربية السعودية كدولة عربية اسلامية كبرى في المنطقة والعالم.
فإذا انتقلنا الى الفصل الثالث الذي ركز فيه المؤلف على العلاقات الاقتصادية السعودية / الامريكية لوجدناه قد تعرض لحقائق الأزمة المالية السعودية واثرها على العلاقات مع الولايات المتحدة الامريكية وكيف هيأت البعثة الزراعية الامريكية للموافقة الامريكية على منح المملكة قرضاً كان مطلوبا - آنذاك - لمشروعات طرحها الملك عبدالعزيز لصالح هذا الوطن الناهض.
كما عرض المؤلف في هذا الفصل لمشكلات قانون الاعارة والتأجير الذي قدمته الولايات المتحدة الامريكية وعملت بمقتضاه في مشروعات سعودية / امريكية,,
ولاشك ان موافقة الرئيس روزفلت على تقديم المساعدات للسعودية بمقتضى قانون الاعارة والتأجير قد جنب الشركات الامريكية العاملة بالمملكة الكثير من الحرج امام رجل قوي مثل عبد العزيز بن سعود .
اما الفصل الرابع فيقع في القلب من هذا المؤلف الكبير,, ليس من حيث مكانته بين صفحات الكتاب فحسب وانما من حيث احداثه الجسام وبروز مواهب الملك عبد العزيز الفذة التي سبقت عصره في ادارة السياسة الخارجية وعلاقات بلاده مع الدول الكبرى خلال حرب عالمية عظمى اتت على الاخضر واليابس وراح ضحيتها ملايين البشر في شتى بقاع المعمورة.
اي ان هذا الفصل قد ركز على الحرب العالمية الثانية وموقف المملكة من الدور الامريكي في هذه الحرب ,,, وقد بدأه المؤلف بواحدة من ابرز العلاقات السعودية / الامريكية التي هي لب الملف ونعني بها قضية التمثيل الدبلوماسي وماقامت به الشركات الامريكية العاملة في مجال التنقيب عن البترول في المملكة من جهود كللت في النهاية بهذا التمثيل الدبلوماسي المتبادل بين المملكة والولايات المتحدة الذي حقق اعترافا واحتراما كاملين بين الدولتين طيلة عقود مديدة من الزمن بعد ذلك.
ثم يأتي المؤلف بعد ذلك على جوهر عبقرية المؤسس عبد العزيز آل سعود خلال الصراع المضطرم في عالم مضطرب بحرب عالمية عظمى,, ونعني نظرية الحياد السعودي من الحرب العالمية الثانية اذن هو الحياد تلك الكلمة التي يكاد ان يكون من المستحيل تطبيقها في ظل الصراع الدولي الشائك وقتذاك,.
ومع هذا نجح عبد العزيز بشكل باهر في فرض حياد شهد له به العالم اجمع في وقت كانت المعاهدات الفرنسية بين لبنان وسوريا والاحتلال الانجليزي لمصر وفلسطين والكويت والبحرين والاحتلال الفرنسي لتونس والجزائر والمغرب من اشد القيود والأغلال التي منعت هذه البلاد العربية الشقيقة من ممارسة اي حق من حقوقها في الحياد بين القوى العظمى المتقاتلة في ساحة الوغي المحور والحلفاء .
اما الملك الموحد عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - فقد نجح بفضل من الله تعالى وتوفيقه اولاً ثم بحنكة وحكمة غير معهودتين وسط ذاك الاضطراب العالمي,, نجح في ان يجنب بلاده والاراضي المقدسة اي احتلال او حتى انحياز لقوة من القوى التي حصدت ارواح الملايين عبر سنوات طويلة من الصراع المرير.
ومن ابرز معالم حنكة عبد العزيز في ذلك الزمن العصيب موقفه من قاعدة ومطار الظهران ,, فقد كان - يرحمه الله - لا يقبل الوجود البريطاني في العراق ويؤيد الثورة الوطنية ضد هذا الوجود الاستعماري,, لكنه في الوقت نفسه لايقبل وجودا استعماريا المانياً او ايطالياً,.
ومن ثم كان عبد العزيز آل سعود بعيد النظر حين اتخذ سياسة الحياد,, وحين تفاوض مع امريكا على اجراء مسح جوي لانشاء قاعدة جوية في المنطقة الشرقية من المملكة,.
ويتضح من ذلك بعد نظر عبدالعزيز آل سعود أكثر حينما يبرز الدور الذي لعبه في استراتيجية المنطقة ففي الوقت الذي كانت فيه امريكا تسعى الى إقامة قاعدة كان هو يضع خططه لتقوية الجيش السعودي ويتلكأ في مفاوضاته في إنشاء القاعدة الجوية حتى يضمن نمواً للجيش السعودي ليقوم بواجبات الدفاع عن المنطقة وحتى يضمن ايضا تحكما سعودياً في القاعدة المقترحة.
وانسابت الصفحات تترى بعد ذلك لتسلم القارىء الى تخوم الفصل الخامس الذي ركز على أثر العلاقات السعودية / العربية على العلاقات السعودية/ الامريكية وخصوصا ان العلاقات العربية/ العربية تعارضت في كثير من احايينها.
وضرب المؤلف نماذج بارزة على ذلك بعرضه لمشروع الهلال الخصيب الذي اقترح وقتذاك على ان يشمل العراق - سوريا - الاردن - فلسطين كلها او جزءاً منها - وربما لبنان .
وضرب مثالاً لنموذج آخر هو تيار الوحدة العربية ,,, والقضية التي مازالت حتى يومنا هذا مستمرة بلا حل نهائي ونعني بها القضية الفلسطينية التي كان فيها لعبدالعزيز آل سعود ثم لأبنائه من بعده مواقف بطولية رائعة تستحق ان تسجل بأمانة في مؤلف مستقل يكلل رؤوس هؤلاء القادة السعوديين بأكاليل الغار التي يستحقونها.
ونأتي على ذكر الفصل السادس الذي كرس فيه المؤلف جهده على محاولة توضيح كيفية صناعة القرار السعودي / الامريكي وتأثير شخصية عبد العزيز آل سعود على صناعة هذا القرار من الجانب السعودي وعدد من الشخصيات الدبلوماسية والاقتصادية الامريكية التي لعبت دوراً كبيراً في صناعة القرار الامريكي والتي تناولها المؤلف بتفصيل يعطي لكل ذي حق حقه بين صفحات التاريخ الموثق والدقيق.
وبعد,, فما هو الجديد الذي يطرحه هذا الكتاب ويستنبط عبره من خلال وثائق التاريخ ومستنداته؟ سؤال لابد ان يطرح نفسه بعد كل هذا العرض لمحتويات هذا الملف الشيق.
لعل ابرز مايمكن للقارىء ان يقفل عليه من جديد بين صفحات هذا الكتاب انه اضاف عدداً لايستهان به من الحقائق السياسية والتاريخية والاقتصادية والعسكرية الهامة ابزرها:
- اوضح الاسلوب السياسي الذي اتبعه الملك عبد العزيز آل سعود الذي تميز بالاصرار مع المرونة والحفاظ على مصالح المملكة.
- ان عبد العزيز آل سعود سعى باقامة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الامريكية الى كسر الاحتكار البريطاني في المنطقة وعرف كيف يستفيد تماما من التنافس بين امريكا وبريطانيا.
- برزت مكانة المملكة واتسعت دائرة المشروعات الاقتصادية الامريكية في البلاد وعرف عبد العزيز ال سعود كيف يستفيد من عائدات النفط ومن القروض الامريكية والمشروعات الزراعية.
- اثبت عبد العزيز آل سعود بعد نظره السياسي الثاقب حينما وقف على الحياد في الحرب العالمية الثانية مما منح المملكة وضعاً مميزاً خلال تلك الحرب ومابعدها,,
- حذر عبد العزيز آل سعود من مشروعات عربية هلامية كمشروع الهلال الخصيب والوحدة العربية غير واضحة المعالم على الرغم من تأييد الملك عبد العزيز آل سعود الكامل للتضامن العربي والوحدة العربية التي تحافظ على كيان دولة عربية من دول المنطقة.
- دعم عبد العزيز آل سعود اللامحدود للحقوق الفلسطينية وموقفه الحازم مع الرئيس الامريكي ترومان الذي انحاز بشكل كامل الى جانب اليهود.
- دعم سياسة الباب المفتوح في التجارة والاستثمار وقد كان ذلك مفيداً الى حد بعيد في نهضة المملكة.
وبعد,,.
فإن الاطلاع على هذا المؤلف القيم يمنح قارئه متعة وفائدة معاً,, ويعطي فكرة واضحة المعالم للعلاقات السياسية السعودية الامريكية ولما كان عليه المؤسس الموحد عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - من حذق وفطنة وحكمة ومهارة في التعامل السياسي الدولي على الرغم من الحقبة المضطربة التي سادت العالم - آنذاك - والحرب العالمية العظمى التي لم تبق ولم تذر مخلفة وراءها دماراً في كل مكان من ارجاء العالم الا من رحم ربي ,, ودعم هذا كله اسلوب علمي سلس جذاب للمؤلف يصل الى لب ما يريد بيسر وسهولة,, فحقق هذا المؤلف - على قدر علمنا - ما لم يحققه مؤلف آخر في هذا الباب.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
اليوم الوطني
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved