Monday 27th September, 1999 G No. 9860جريدة الجزيرة الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9860


دقات الثواني
ماذا بعد تيمور؟

كانت خطة المبشرين النصارى أن تكون اندونيسيا دولة مسيحية عام ألفين، وكان طريقهم ممهداً من كل العقبات بوساطة زوجة الرئيس السابق الهالكة وحسبك أن تعلم أنه كان لهم (75) مطاراً خاصاً بهم.
رسم المبشرون الخطة رافعين شعار السلام حيناً، والمحبة حيناً، وبناء المستشفيات حيناً وكل ذلك تدعمه زوجة الرئيس السابق انتصاراً ونشراً لدينها المسيحي، ولكن جرت الأمور على غير ما يطمح إليه أولئك فقد هلكت المبشرة في كرسي السلطة وأسقط المتظاهرون زوجها فوجد المبشرون أنفسهم قد خسروا المناصر، ولم يجدوا ثماراً تساوي ما بذلوه من جهد ومال وإن كانوا قد نصَّروا بعض المسلمين تحت طائلة الفقر أو الجهل أو المرض.
ولما لم يفلح التبشير السلمي السابق فقد المبشرون صوابهم ووجدوا أنه لا سبيل إلى الطريق الثاني (وهو طريق القوة) سوى إقليم تيمور الشرقية، فما قصة هذا الإقليم؟
كانت تيمور الشرقية مستعمرة برتغالية وعندما قررت البرتغال الانسحاب كان في تيمور تحد كبير للغرب وهو اليسار المؤيد للشيوعية الذي كان قاب قوسين من الوصول إلى السلطة فلم يكن بُدّ من اللجوء إلى اندونيسيا لتقف في وجه الزحف الشيوعي، فدخل الجيش الاندونيسي بعد خروج المستعمر ليحقق هدفين هما عودة الإقليم بالنسبة له وسحق الشيوعيين بالنسبة للغرب وبقي الحال على ذلك حتى تبدلت استراتيجية التبشير فأصبحت تيمور هي الطريق إلى تحقيق أحلام المبشرين بأن يكون عام 2000م هو عام تنصير اندونيسيا وبدأ العمل لتحقيق الهدف وكانت أول خطوة قبل حوالي خمس سنوات عندما منحت جائزة نوبل للسلام (المسيَّسة) للقس (كارلوس بيلو) لمطالبته بانفصال الإقليم، ثم اتضح ذلك بشكل جلي عندما ذهب هذا القس قبل أيام إلى البابا في روما يطلب منه مناصرة المسيحيين في تيمور ثم بدأت خطوات التنفيذ بمسرحية الاستفتاء المعروفة نتائجه سلفا.
ثم جاء دور دول شرق جنوب آسيا المسيحية التي سارعت إلى المطالبة بانفصال تيمور وتدخلت بكل صنوف التدخل، كيف لا وقد كانت هي معبر المبشرين والمؤيدة لهم بكل أنواع التأييد، ثم صارت الآن هي القائد للفيالق التي دخلت تيمور دخول المنتصر للمبشرين.
الاندونيسيون لم يعتنقوا الإسلام إلا عن قناعة، وبقوا متمسكين به بالرغم من ظروفهم المعيشية الصعبة، وهذا ما جعل العالم المسيحي يتألب ضدهم، ويسعى جاهداً لجبر خاطر المبشرين في إخفاق تبشيرهم الذي لم يتحقق منه في عام 2000م إلا النزر اليسير قياسا بالجهود الكبيرة, فهل يقف الشعب الاندونيسي وقفة تاريخية في وجه تفتيت بلادهم الذي لن يقف عند هذا الحد؟ وهل يدرك المسلمون ذلك قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم على التفريط؟
د, عائض الردادي

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved