ذكر معالي وزير المعارف الدكتور/ محمد الرشيد انه يتطلع الى ذلك اليوم الذي لايضطر فيه الطالب الى ان يجوب اروقة ومكاتب الوزارة بحثا عن من ينهي له موضوعا او يحل له مشكلة, فمعاليه يرى ان الجهاز المركزي (الوزارة) يفترض ان يتفرغ للتخطيط ورسم الاستراتيجيات ومتابعة وتقييم ما يتحقق للنظام التعليمي من نتائج وانجازات في ضوء ما حدد له من اهداف، ويترك ما عدا ذلك لاجهزته التنفيذية, وهذا لعمري هو عين المنطق والصواب.
عندما يقرر الطالب ان يتوجه او يرحل لديوان الوزارة فهو انما يفعل ذلك اما لانه لم يجد من يحل اويتفهم مشكلته عند المستويات الدنيا من التنظيم (وتلك مشكلة)، او انه اراد ان يبحث في الجهاز المركزي عن من يعيد له تفسير مواد النظام - او لويها ان اضطر الامر- بالشكل الذي يخدم هدفه (وتلك مشكلة اخرى), ان استمرار وجود اعداد كبيرة من الطلاب يراجعون ديوان الوزارة ويجوبون اروقتها ينبىء عن وجود خلل، قد يكون هذا الخلل في الجهاز المركزي او في الاجهزة التنفيذية التابعة له او في تصورات الناس انفسهم.
في اعتقادي ان المدرسة سوف تصبح قادرة على التعامل مع مشكلات طلابها وحاجاتهم بكفاءة وفاعلية افضل عندما تعطى الثقة والصلاحيات التي تساعدها على اتخاذ القرارات التي تسيّر اعمالها لكن الصلاحيات والثقة وحدها لن تعن المدرسة على حل اشكالات الطلاب وتلبية احتياجاتهم الاكاديمية والاجتماعية طالما استمر عوز مدارسنا الشديد الى القيادة التربوية المدرسية التي تقود فريق العمل المدرسي بتناغم متناسق نحو اهداف المدرسة, مدارسنا لم تعد بحاجة الى قيادات تنظر الى نفسها على انها قيادة ادارية تحاول ان تكتسب قوتها وتفرض هيبتها واحترامها انطلاقاً من موقعها الوظيفي.
ان المتتبع لما يصدر عن الجهاز المركزي من لوائح وتنظيمات تعليمية اصبح يلحظ بدء ظهور توجه نحو اعطاء المدرسة من الامكانات والصلاحيات ما يجعل من تنفيذ كامل بنود تلك اللوائح والنظم داخل المبنى المدرسي امراً ممكنا، واذا ما ترافق مع هذا التوجه وجود قيادة تربوية مدرسية قادرة على نفخ روح الانجاز والابداع في نفوس اعضاء الفريق المدرسي وقادرة علىنشر شبكة من الزمالة بين اعضاء هذا الفريق وبناء رؤية تربوية مشتركة واضحة يؤمن بها الجميع وتتحرك المدرسة بأكملها لتحقيقها على الارض، فإننا بذلك نكون قد هيأنا للمدرسة افضل الظروف لتحقق رسالتها نحو خدمة طلابها.