Monday 27th September, 1999 G No. 9860جريدة الجزيرة الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9860


هل لدينا مصابون بالإيدز؟!
د, عبدالإله ساعاتي

يعد مرض نقص المناعة المكتسبة (الايدز) طاعون العصر الذي لا يزال على مدى العشرين سنة الماضية منذ اكتشافه في مطلع الثمانينات الميلادية المرض الأكثر فتكاً في البشرية,, في وقت عجزت فيه مراكز الأبحاث العالمية الحديثة والعريقة بكل طاقاتها وتقنياتها عن اكتشاف علاج ناجع له,, رغم المحاولات العلمية المتواصلة من قبل أساطين العلوم الطبية وعلى امتداد عقدين من عمر الزمن,, استنزفت خلالها الأبحاث مئات الملايين من الدولارات دون جدوى,, وها نحن ندلف للألفية الثالثة دون أن يتوصل الإنسان إلى اكتشاف علاج لهذا الداء الفتاك,, الذي بات يحصد آلاف الأرواح البشرية يومياً,, نعم يومياً,.
فلقد شهد العام الماضي وفاة حوالي مليونين ونصف المليون نسمة,, بمعدل 5500 حالة وفاة يومياً,.
ويشير تقرير لمنظمة الصحة العالمية WHO أن ما يزيد على 33 مليوناً من البالغين والأطفال المصابين بعدوى فيروس الايدز يعيشون بيننا اليوم حيث تحدث 16000 عدوى جديدة كل يوم,, أي أن 11 شخصا يصابون كل دقيقة!!
والمؤسف أن نحو 90% من اجمالي المصابين بعدوى فيروس الايدز يعيشون في الدول النامية.
تقول السيدة كارول بيلامي المديرة التنفيذية لصندوق رعاية الطفولة التابع للأمم المتحدة (اليونسيف): إن مرض نقص المناعة (الايدز) قتل مليوني أفريقي في العام الماضي بينما قتلت النزاعات المسلحة مائتي ألف شخص.
وقالت إن مرض الايدز هو ميدان قتل حقيقي مشيرة إلى أنه أعظم حرب مروعة غير معلنة في العالم، وأن أحد عشر مليون أفريقي ماتوا من هذا المرض حتى الآن.
* وأشار معالي الدكتور حسين الجزائري المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق البحر المتوسط، وهو الإقليم الذي يضم المملكة العربية السعودية وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية,, أشار إلى أن 89% من مجموع الحالات التي تم ابلاغها إلى المنظمة تقع ضمن الفئة العمرية المنتجة التي تتراوح أعمارها بين 15 و49 سنة,, وإن الطريقة الغالبة لانتقال العدوى هي عن طريق الجنس الذي يسبب نحو 85% من حالات الايدز المبلغة,, حيث تناقصت نسبة الإصابة بالمرض عن طريق الدم الملوث نظراً لتوفر إمكانات فحص الدم قبل نقله,, وظلت النسبة الباقية لانتقال العدوى عن طريق معاقرة المخدرات حقناً وانتقالها في الولادة من الأم لوليدها.
* والمملكة العربية السعودية جزء من العالم تؤثر فيه وتتأثر به,, لاسيما في هذا العصر الذي نعيشه,, الذي بات فيه العالم على اتساعه قرية كونية GLOBAL VILLAGE في شكل شبكة ترتبط أطرافها وعناصرها آلياً وتقنيا,, بحيث أن ما يحدث في أحد الأطراف يجد صداه في ذات اللحظة في كافة الأطراف الأخرى.
والعدوى المرضية بمجرد ظهورها في ركن من أركان هذه القرية الكونية فإن احتمال انتشارها على امتداد القرية أمر جد وارد.
والمملكة العربية السعودية ليست معزولة عن العالم ولا يمكن أن تكون بمعزل عنه,, وسكانها من البشر شأنهم شأن سائر سكان الأرض.
تقول مديرة منظمة الصحة العالمية,, لا توجد دولة في العالم إلا وبها مصابون بهذا الداء الفتاك,.
ويقول الدكتور حسين الجزائري المدير الإقليمي للمنظمة: إن مرض الايدز يقع حالياً في كل بلد من بلدان العالم، كما أصبح وباء خارج السيطرة في أماكن كثيرة .
* ومن هذا المنطلق - وبصفتي الشخصية - أقول يمكن الخلوص إلى أن لدينا حالات مصابة بالايدز,, ولكن وبكل تأكيد فإن عدد هذه الحالات محدود جداً,, ومعدلات الاصابة بعدوى هذا الداء المميت تكاد تكون الأدنى على مستوى العالم أجمع,, نظراً لأن المجتمع السعودي - بصفة عامة - مجتمع متمسك بعقيدته ملتزم بقيمه ومبادئه.
ولكن من الطبيعي أن يكون هناك شواذ,, ووجود الشواذ دليل على صحة القاعدة كما قال المفكر العربي الكبير عباس محمود العقاد.
* وقد يكون هناك مصابون بالمرض من جراء نقل دم ملوث في الخارج,, فيذهبون ضحية لخطأ قاتل.
* وطالما أن الأمر كذلك فإن علينا أن نصرح بوجود حالات لدينا,, ولن يضيرنا وجود مصابين بهذا المرض لدينا فنحن لسنا جنسا آخر من غير البشر.
بل قد يكون من غير الطبيعي ألا يكون عندنا مصابون به.
* إن التصريح بوجود حالات لدينا سوف يمثل الركيزة الأساسية لمقتضيات التأثير الفعال في برامج التوعية بخطورة المرض وتجسيد احتمالية الإصابة,, وتنبيه الغافلين وايقاظهم من سباتهم,, وقرع أجراس التحذير التي تبين للجميع أن كل فرد معرض للإصابة.
* إننا ونحن في عصر العولمة والشفافية الاقتصادية والاجتماعية,, فإن من غير المنطق أن نحجم عن التصريح بواقع من شأن الإعلان عنه أن يحقق الكثير من الإيجابيات المؤدية إلى مواجهته,, حتى لا يستشري دون فعالية علانية التصدي.
ولنا في النجاح الباهر لجهود مكافحة المخدرات تجربة مضيئة للمواجهة المعتمدة على منطلقات الإعلان الواضح بوجود حالات تقتضي التوعية والتوجيه والمعالجة والعقاب.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved