الشيء المتعارف عليه ان المطاعم تم انشاؤها اساساً لخدمة فئات معينة من المجتمع مثل المسافرين عبر الطرق او المارين بالمدن او ضيوفها المقيمين اقامة مؤقتة واخيراً العزاب ومن على شاكلتهم أحيانا .
لكن الا يرى الجميع ان المطاعم بدأت تسيطر سيطرة شبه تامة على رغبات الكثير من الاسر في مجتمعنا واصبحت هذه الاسر تعتمد اعتمادا شبه كلي على المطاعم في بعض الوجبات ولعل الجميع يلاحظون تلك الجموع الغفيرة التي ترتاد المطاعم والبوفيهات بصفة تكاد تكون يومية حتى ان البعض من المطاعم تواجه حجوزات للطلبات منذ وقت مبكر، ولو كان الامر خاصاً بأيام معينة في الشهر او الاسبوع لتجاوزنا عن ذلك من باب انه يأتي لتغيير في البرنامج العائلي اليومي خصوصا عندما يكون ذلك اثناء الخروج في نزهة برية ولكن عندما يتعدى ذلك ويكون بصفة شبه مستمرة وداخل المنزل فإن الامر يخرج عن هذا الإطار وبالتالي يكون من باب الترف ان صح التعبير ولذلك مردوده السلبي على الحياة العائلية لأنه يعطل مهمة ربة المنزل الاساسية ويلغي دورا مهماً من ادوارها في الحياة وبالتالي ينعكس ذلك سلبياً على بناتنا أمهات المستقبل واللاتي تبدو مهمتهن ليست سهلة في حال ان دورهن في منزل والديهن يبقى هامشياً إذ لا تؤدي البنت الكثير من الأعمال المنزلية المطلوبة منها والتي تنتظرها بمفردها في المستقبل في ظل انتشار هذه الظاهرة لدى البعض علاوة على وجود الخادمة في الكثير من المنازل.
لقد راودتني فكرة كتابة هذا المقال بعدما رأيت بنفسي وفي اكثرمن مدينة ذلك الزحام الشديد الذي تواجهه المطاعم وبالذات من اصحاب العوائل وهي ظاهرة بحاجة إلى إعادة نظر؟؟
والله من وراء القصد
داود بن أحمد الجميل