Monday 27th September, 1999 G No. 9860جريدة الجزيرة الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9860


لا وقت للصمت
أيها الحق,, من رآك؟! (1)

إني اريد رجلاً اذا كان في القوم وليس اميرهم كان كأنه اميرهم، واذا كان اميرهم كان كأنه واحد منهم
وجد الشر مكانه في هذا العالم منذ امد بعيد,, منذ قتل قابيل اخاه هابيل لاجل رغبة دنيوية زائلة (لاجل امرأة),, ومنذ ذلك الحين وجد الناس دائماً شيئاً يختلفون عليه ويتصارعون وتقوم من اجله الحروب التي لاتبقي ولاتذر,, وكلما تحضر الناس تطورت خلافاتهم واصبحت اكثر تعقيداً واكثر تفاهة في الوقت ذاته,, تلك كلمات جالت بخاطري من هول مارأيت وسمعت من خلافات يومية وصراعات مستمرة وظلم لا راد له سوى دعوات تصعد الى السماء في لحظة تأمل وصفاء,.
تشكل الوظيفة مركزاً اجتماعياً وجانباً هاماً لدى الكثيرين فهي تضمن لهم عيشاً كريماً وفي الوقت ذاته تمنحهم مكانة معنوية مرموقة في المجتمع وتضمن لهم مستقبلاً افضل كلما ثابروا عليها وتشبثوا جيداً بهذه المقاعد!!
إلا ان هذه المراكز والمواقع والمقاعد دوارة لولبية لاتدوم ورغم ان نظام الخدمة المدنية نظام محكم (وهذا لاغبار عليه) ورغم انه يوحي لك بانه ذلك النظام القوي الذي يضمن حماية لحقوق الموظفين ولحقوق الوظيفة,, إلا ان هذه القواعد والانظمة تواجه الكثير من الصعوبات في مجال التطبيق العملي,, ومن الصعب ان تضع رقيباً على من غاب رقيبه الداخلي واسترخى ضميره ولم يرع تلك المسؤولية التي وضعت بين يديه,.
فعلى سبيل المثال يذكر نظام الخدمة المدنية بان الاكثر كفاءة هو الاطول خبرة والافضل مؤهلاً لكن ذلك لايطبق تماماً على ارض الواقع فهناك الكثير من التجاوزات التي يصعب على وزارة الخدمة المدنية او اي من الجهات المعنية المسؤولة اكتشافها او الحيلولة عن عدم التجاوز على النظام ومطاردتها خطوة خطوة وثغرة,, ثغرة,,وتبقى المسئولية مناطة بالمسؤول المباشر اذا ماكان يملك وعياً وضميراً يقظاً يدرك حجم مسؤوليته وابعادها وان وضعه في مركز ما يعني تكليفاً وهمّاً ولايعني تشريفاً وان المسؤولية برمتها ليست الا امانة وضعت بين يديه ولابد له من رعايتها فهو وحده الذي يستطيع وضع الحق في نصابه والحد من التجاوزات والخروج عن النظام والاخلاق ابتداء وانتهاء لافرق,.
والامثلة كثيرة على ما اوردته سابقاً,, فمثلاً يتحدث نظام الخدمة المدنية عن تعسف المدير في تطبيق النظام,, في وضع تقدير (مرضي) مثلاً لموظف مشهود له بالكفاءة لاسباب شخصية غير موضوعية وغير مبررة بأنه يحق للموظف ان يقدم تظلماً اذا لم يقتنع بهذا التقدير ايضاً اذا كان هناك تخطٍّ له في الترقية بأن تتم ترقية آخر اقل منه كفاءة وخبرة فله ان يقدم تظلماً الى الرئيس الاعلى من رئيسه,, ايضاً له ان يتظلم اذا لم يكلف بعمل معين دونما سبب مشروع اي كأنما هو مكفوف اليد عن العمل دونما ذنب اقترفه,, هذا ما ذكره النظام لكن الواقع يحكي الكثير من الامور المذهلة التي تجعلك تضحك من الاعماق,, ضحكاً كأنه البكاء كالطير يرقص مذبوحاً من الالم! .
فوزيه الجار الله

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved