Monday 27th September, 1999 G No. 9860جريدة الجزيرة الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9860


مساحة زمنية
الطفل القضية الخاسرة

عندما نتحدث عن الطفل نمر مرور الكرام على هذه القضية وقد نشير لها بأطراف البنان ثم نتجاوزها الى الامور الحياتية الاخرى متناسين ان هذه النبتة هي التي تبنى عليها الامم وتسند عليها الآمال ان وجدت مناخاً صحياً جيداً يستطيع ان يجعلها خلاقة ومبدعة.
لاشك ان هناك اجتهادات ترى النور بين الفينة والاخرى وتبدو من خلال بعض البرامج المتلفزة,, ولكن ماهو مبذول يبدو اقل بكثير من ما هو مطلوب فلايزال الاسلوب المتبع بعيداً عن المعايير التربوية ولاتزال الادوات المستخدمة في تلك البرامج بدائية,.
نعم تم اقتباس بعض تلك الافكار من بعض برامج الاطفال في الولايات المتحدة الامريكية ولكن ينبغي ان نعرف ان هناك اختلافا كبيرا بين طبيعة الطفل العربي والطفل الغربي، فالطفل العربي لانزال نصر ان نعلمه من خلال الوسائل الجذابة والمشوقة ولكن بطريقة التلقين ذي الوجه السلبي كما اسلفنا، ولكن في الغرب يترك للطفل التفاعل والمشاركة والمحاكاة كذلك فهو يتعلم بطريقة تلقائية سريعة مركزة اضافة لاعتماده على سعة الخيال التي تلعب دوراً رئيسياً في جعله يستخدم جميع مفردات خيالة حتى يصل الى درجة الابداع.
فمثلاً شخصية ملسون او الشخصيات الاخرى في برنامج (افتح ياسمسم) نجد الاطفال يستمعون ويتعلقون بالشخصية التي تؤدي الدور وليس بما تقوله وتريد ايصاله ولكن التعلق والتأثر يكون بتلك الشخصية لشخصها ليس الا ,, مع مراعاة افتقار برنامج (افتح ياسمسم) او البرامج الاخرى التي تأتي على غراره للمفردات الفنية كمطلب اساسي مثل الابهار والاكسسورات والاضاءة والديكور.
الطفل ايها السادة هذا المخلوق الذي لابد من ان تسخر في سبيله الدراسات والبحوث مع استخدام لغة العصر في بناء سلوكه وادراكة وفتح آفاقه خاصة في هذا العصر الذي يعتمد على سرعة الايقاع.
ومن المفترض ان يكون التوجه الاساسي للعملية التعليمية اكساب الطفل العديد من المهارات والخبرات من خلال اللعب لان الطفل في مرحلة ما قبل الدراسة جاهزيته لاستقبال اي كم من المعلومات عالية جداً خاص القراءة والكتابة فمن الممكن استغلال تلك الجاهزية من خلال اللعب هو بطبيعة الحال افضل وسيلة تشويقية لايصال الرسائل المراد ايصالها.
كذلك للعب فوائد تربوية عديدة فهو يساعد الطفل على ايجاد نوع من التوازن بين عالمه الداخلي وعالمه الخارجي مما يوجد نوعاً من التوازن النفسي الذي يحقق الراحة والسعادة، ويؤثر اللعب ايضاً على نمو الطفل لانه يخلصه من صراعاته الداخلية، وكما اسلفنا يلعب دوراً مهماً في تنمية المعرفة وصقل القدرات الابداعية والتي تعتمد على الحس العالي,.
وفي الحلقات القادمات سوف نتناول علاقة الطفل بوسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة ومدى تأثره بتلك الوسائل,.
سامي عبدالعزيز العثمان

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved