Monday 27th September, 1999 G No. 9860جريدة الجزيرة الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9860


فلنرفع عن أبنائنا هذا الظلم المبين 5
د, عبدالله ناصر الفوزان

إذن فالمسؤول التعليمي هو المسؤول المباشر عن هذا الظلم المبين، ويستطيع رفعه لو شاء وصمم وتسلح بالإدارة, وتتعجب كيف يظل في مطلع كل عام دراسي جديد يهدر الوقت الثمين - الذي يفترض أن يقضيه في معالجة القضايا الهامة والخطيرة - في عملية الاستقبال والتوديع ومقابلة حملة الكروت حسب الأهمية طبعاً، وكتابة الشروحات والتعميدات على خطابات الوساطة، واستقبال سيل المكالمات التليفونية، ويمارس الظلم، ويهدر الوقت الثمين المدفوع القيمة,, ثم يبدو أمام الجميع متذمراً من الوضع وكأن المجتمع هو الذي ظلمه ومارس الضغوط عليه.
يستطيع المسؤول التعليمي أن يرفع الظلم عن نفسه وعن المجتمع لو أراد ذلك ببساطة شديدة وبإعلان لا تستغرق صياغته منه أكثر من عدة دقائق يضعه على بابه يؤكد فيه لأولياء الأمور أنه قد تم التأكيد الصارم على الكليات وعمادة القبول بأن تقبل الأقسام في الكليات طاقتها القصوى من الطلبة والطالبات حسب درجات نجاحهم وأن يطبق ذلك بكل دقة وصرامة بدون أي تساهل أو تجاوزات، وأنه لهذا يعتذر عن استقبال المراجعين في حالات القبول ويرجو منهم مراجعة العمادات مباشرة، لكنه يرحب بمقابلة من سيبلغه عن أي حالة قبول فيها تجاوز للتعليمات، ويلتزم له إذا تأكدت صحتها أن يعيد الأمور إلى نصابها بقبول الطالب أو الطالبة الأحق، وإحاطة المراجع علما بذلك، وشكره على مساعيه.
لو تم مواجهة المشكلة بهذا العزم والحسم وهذا التحدي والوضوح لاستقامت الأمور ولاستراح المسؤول التعليمي وأراح، واقتنع الناس بعدم فائدة السعي للحصول على كروت الوساطة ووقفوا في الطابور النظامي أمام الباب (الشرعي) ووفر المسؤول وقته للقضايا التعليمية المحتاجة لوقته, وإذا ما وضع بعد ذلك بمكتبه لجنة متابعة تستقبل بيانات القبول من العمادات وتطبقها على التعليمات لتتأكد من سلامتها فإنه لن يجد أحداً من المباشرين لعملية القبول يخالف التعليمات، ولاستطاع بكل سهولة أن يرد بعد ذلك على اي وساطات قد ترده بعد ذلك مهما كانت قوتها والاعتذار من كاتبها وإرفاق نسخة من إعلانه للناس مع خطاب الاعتذار، ومن المؤكد أن صاحب الوساطة أو الشفاعة سيقتنع إذا اطلع على الرد وقد يشكره على حرصه وعدله وقد لا يكتب له أي خطاب شفاعة بعد ذلك.
المسؤول التعليمي يستطيع إعادة الأمور إلى نصابها لو أراد، ولكنه فيما يبدو لا يريد، وهو لا يريد لأنه مقتنع فيما يبدو بانه (لابد,,,, ؟؟!!) من الاستجابة لبعض الحالات، وبالتالي مقتنع أو على الأصح مصمم على إيجاد باب خلفي لهذه الحالات، وهو يحاول طبعا في كل عام أن يكون ذلك الباب خفيا لا يراه أحد ولكن هيهات,, فالناس يرون الباب وهو مغلق ويرونه عندما يفتح، ويندفعون نحوه، ويجد المسؤول نفسه في ورطة فيضطر للعمل بوابا على ذلك الباب الخلفي تاركا قضاياه الرئيسية ربما خلف ظهره.
المسؤول التعليمي إذن مسؤول عن الخلل الحاصل في عملية قبول الطلبة والطالبات وهو قادر على معالجة ذلك الخلل,, ولكن هل هو المسؤول الوحيد,,,؟؟ وهل هو القادر الوحيد على المعالجة,,؟؟ لا طبعاً فهناك أطراف أخرى قادرة ومسؤولة ,, وسنحاول الحديث عن ذلك في حلقة قادمة.

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved