Monday 27th September, 1999 G No. 9860جريدة الجزيرة الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9860


عذاريب
احتراف الصداع!!
عبدالله العجلان

كان الاحتراف في بداية تطبيقه ضرورة مرحلية وتجربة ادارية شجاعة وخطوة جريئة باتجاه تطور الكرة السعودية,, لكن مع مرور الوقت ومع تسارع المتغيرات وتفاقم الظروف الاجتماعية والاقتصادية لم يعد الاحتراف بنفس التصور ولم يحرز ذات الاهداف التي انطلق بموجبها.
الان وفي هذا الوقت الصعب هاهي مشاكلنا وهمومنا مع الاحتراف لم ولن تنتهي,, لن تلغيها القرارات واللوائح ولن ينفع معها تعديل هذه او تفسير تلك,, هي اليوم اشكالية دائمة وجاثمة وسوف تظل موجودة بوجود الاحتراف,, وكما تلاحظون ما ان تنتهي واحدة الا وتبدأ اخرى جديدة وهكذا,,!!
حسب وقائعه اليومية المستمرة صرنا نلمحه بشيء من الرهبة تارة والازدراء تارة اخرى,, نتخيله كما الصعود الى الهاوية والانقلاب الحقيقي المعطل لحركة وشمولية الكرة وضد الارتقاء بمفاهيمها واسلوب ممارستها,, استهلك الكثير من الطاقات واستنزف الكم الهائل من الاموال واستغرق المزيد من الجهد والوقت,, والنتيجة كما تشاهدون وتسمعون وتقرأون خسرنا اشياء واشياء دون ان نحقق ما يعادل جزءاً يسيراً مما خسرناه!!
بسببه,, اتحاد الكرة منزعج واللجنة تتذمر والاندية تشتكي واللاعبون تائهون في دوامة نكون او لا نكون، هائمون في عالم السهر والسفر يتوسدون الاعياء والخمول لانهم ببساطة احترفوا الفراغ!!
الاكيد ان الاحتراف لم يعد مجدياً ولا مقنعاً لكل الاطراف ليس لانه يعاني من قصور في صياغة لوائحه فحسب وانما لانه لا يتلاءم مع ظروفنا الراهنة والأهم من ذلك لانه يفتقد للكثير من العقول والادوات والممارسات التي يصعب توفيرها وتسخيرها بسهولة,, ومادام الامر كذلك ومادمنا في معمعة التعامل مع الاحتراف شكلاً دون الاهتمام بمضامينه وانعكاساته فماهو الحل اذاً؟!!
الحل بين الإعارة والأندية!
برأيي ان نظام الاحتراف وبعد تجربة السنوات السبع الماضية يحتاج لاعادة نظر شاملة له كنظام مهم وحساس بما يتفق مع واقعنا الحقيقي الراهن ومع ما افرزته السنوات السابقة,, وهنا لابد من الانصات جيداً لاصوات ادارات الاندية بعيداً عن الرسميات الجامدة والمقترحات المكتوبة التي عادة ما تكون للاستهلاك الورقي لا اقل ولا اكثر واسألوا سلة المهملات وملفات الحفظ,, نقول الاندية لانها الجهة المعنية بتطبيق الاحتراف والمدركة اكثر من غيرها لتفاصيله وهمومه الظاهرة والباطنة!!
جربوا ولو لمرة واحدة اعطاء الاندية حقها في المشاركة والتداول ومن ثم الصياغة عبر اجتماع موسع وجلسات مصارحة ومواجهة وليس عن طريق الرسائل البريدية,, ساعتها ستجدون بحوزتهم افضل الدراسات الميدانية والرؤى الصادقة والافكار المنطقية الفاعلة التي ستجعل القرارات اكثر إلماماً وقبولاً مادامت منهم واليهم!!
الاحتراف باشكالياته المتصاعدة وهمومه المتنامية بأمس الحاجة لهذا النوع من المناقشة المباشرة وبدونها ستبقى الامور معلقة بسبب العزلة الادارية غير المبررة بين مصادر القرار وجهات التنفيذ الاندية ,, فعلى سبيل المثال هنالك اجماع من الاندية حول ضرورة تطبيق نظام الاعارة وفق ضوابط تحفظ للجميع حقوقهم وتتيح للاندية واللاعبين والجماهير وايضاً المنتخبات الوطنية فرص الاستفادة والارتقاء بصورة افضل ومرونة اكثر وتكاليف اقل واسهل من تعقيدات الاحتراف ولوائحه,, لكن على الرغم من ذلك لم تتحول هذه القناعة المطلقة الى قرار له ايجابياته المتفق عليها اساساً,, لماذا؟! لان العزلة تقتضي عدم مشاركة الاندية في صناعة وصياغة القرارات الخاصة بها والمطلوب منها -اي الاندية- تنفيذها والالتزام بما جاء فيها,, وهذه معادلة ادارية لا تليق بهذا العصر وبالذات في الشأن الرياضي غير المقيد بروتين الممارسة كما في المجالات الاخرى ذات الصفة المهنية الرسمية!!
نادي الرئيس!!
في المقابل مطلوب من الاندية اثبات جدوى ممارستها التطوعية بطريقة تؤكد سلامة تصرفاتها وتبرر حقوقها في المشاركة الشاملة,, لا ان تكون مرتعاً لقمع عقلية الآخر واداة لمصادرة افكاره داخل النادي الواحد كما يجري حالياً ونلحظه في مواقف ادارية غاية في التشويه والاساءة!!
ماالفرق بين ما فعله رئيس الوحدة احمد دهلوي اثناء عملية التنازل عن عبيد الدوسري لمصلحة النصر بعدم الاخذ برأي اعضاء مجلس الادارة وما قام به رئيس نادي احد عبدالفتاح فؤاد الذي وقع عقد انتقال رضا تكر للهلال في جدة وليس المدينة وبدون علم ادارته التي ترفض رفضاً قاطعاً مبدأ انتقال اللاعب؟!!
وفي الاتجاه ذاته,, لماذا يصر بعض رؤساء الاندية على توقيع عقود الانتقال في المنازل والفنادق والمطارات وفي ظروف غامضة تثير الشكوك والاتهامات؟!!
ثم,, هل اصبحت قناعات الرئيس الشخصية ومزاجه الخاص بمثابة الرأي الأوحد والقرار المتفرد باسم النادي ونيابة تعسفيه ومتسلطة عن كل ادارته وسائر اعضاء شرفه وعموم لاعبيه وجماهيره؟!!
الرئيس بعقليته المحدودة واحياناً المعدومة وبمستوى تفكيره المتواضع يستطيع التحكم بمصير النادي,, يجتمع مع نفسه ويقرر بعواطفه ما يريد,, يكاد الواحد من هؤلاء ان يقول: النادي من املاكي الخاصة ولا يحق لأحد سواي التصرف به او الحديث عنه او التدخل في شؤونه !!
قد يبدو الامر مقبولاً نوعاً ما من رئيس خبير يدفع ويتحمل ويقاتل وسط اجواء سلبية غير داعمة من المحيطين به,, لكن عندما يكون الكل في الكل والحاكم بأمره والمتصرف وحده بقرارات ومقدرات النادي وهو في هذا الوقف ينتظر التبرعات ويستجدي الدعم ويعجز عن اتمام اقل الصفقات من جيبه الخاص,, هنا يكون الاستخفاف بعينه والاستبداد بشحمه ولحمه وانتهازيته!!
غرغرة
* لحائل مكانة خاصة في قلب الامير فيصل بن فهد يرحمه الله,, فهل تحظى المدينة واهلها المتحمسون لتقديم الوفاء بمبادرة من اميرها الخلوق والمتطلع مقرن بن عبدالعزيز باطلاق اسم الامير الراحل على احد شوارعها الرئيسية؟
* الكلمة الرائعة للامير سلطان بن فهد اثناء لقائه الاخير مع مسؤولي الصفحات الرياضية تعتبر وثيقة ثرية ونابهه لاسلوب التعامل مع الاعلام بوعي لا يقبل المزايدة على حساب مصلحة الوطن.
* الرغبة في ان نكون ابطالاً للآفرواسيوية لاول مرة تتطلب مواجهة منتخب جنوب افريقيا في لقاء الاياب بمزيد من الاهتمام بمنتخبنا والاحترام لخصومنا والاصرار على كسب فرصة تاريخية قد لا تتكرر!
* مباراة الاتحاد كانت كافية لاعادة سامي والتيماوي لقائمة المنتخب,, هكذا يفرض الواقع نفسه متى ما اراد اللاعب اثبات وجوده بعيداً عن الضجيج وآفة القناعات المتضاربة!!
* تستطيع ان تقول للآخرين ما تشاء لكن لا تستطيع ان تجبرهم على الاقتناع بما تقول,, صورة مع التحية لكل من يتعاطى العناد والمكابرة وجنون العظمة!!
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved