Monday 27th September, 1999 G No. 9860جريدة الجزيرة الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9860


سرطان الرحم
ثاني أكبر سرطانات الإناث شيوعاً في العالم

لقد ادى عدم التطبيق الواسع لبرنامج المرحلة ما قبل السرطانية لعنق الرحم باجراء مسحة عنق الرحم المنتظمة في دول العالم الثالث وافريقيا وآسيا وكذلك امريكا الجنوبية الى جعل سرطان عنق الرحم ثاني اكبر سرطانات الاناث شيوعا في العالم, وعلى النقيض فهو حاليا ثامن السرطانات شيوعا لدى الاناث في الولايات المتحدة الامريكية حيث تجرى مسحة عنق الرحم بشكل منتظم.
* الإناث أكبر إصابة بالمرض:
تكثر الاصابة بسرطان عنق الرحم لدى النساء اللواتي بدأن حياتهن الجنسية في سن مبكرة وكذلك بين اللواتي لديهن اكثر من شريك جنسي والمدخنات بكثرة، وعلى النقيض من ذلك فان سرطان عنق الرحم نادرا ما يصيب النساء اللاتي لم يتزوجن ولم يمارسن حياتهن الجنسية ولم ينجبن.
وفي حين كانت اصابة النساء دون الثلاثين من العمر بهذا المرض نادرة في السبعينات من هذا القرن فانه في الاعوام الماضية تم اكتشاف سرطان عنق الرحم في الكثير من النساء في هذه الفئة من العمر.
* أعراض سرطان عنق الرحم:
ان من الاعراض المبكرة لسرطان عنق الرحم حدوث نزوف مهبلية غير منتظمة، تالية للجماع وكذلك حدوث افرازات مهبلية غير طبيعية, وهكذا فان على اية امرأة لديها مثل هذه الاعراض استشارة الطبيب المختص على وجه السرعة وعليها ان تعلم ان مراحل ما قبل سرطان عنق الرحم وكذلك المراحل المبكرة للسرطان نادرا ما تؤدي الى اعراض اخرى غير التي ذكرت.
اما الألم فهو من الدلائل على ان مرض السرطان اصبح في مرحلة متقدمة، ومن اعراض المراحل المتقدمة ايضا حدوث السلس البولي بسبب اصابة المثانة اما اذا اصاب المرض المستقيم فقد يؤدي الى سلس البراز.
* التشخيص:
يتم تشخيص سرطان عنق الرحم بادخال المريضة الى المستشفى للفحص تحت التخدير لكل من المثانة والمستقيم والكولون السيني بواسطة المنظار ويقوم الطبيب بأخذ قطعة صغيرة من نسيج عنق الرحم تدعى بالخزعة, ترسل الخزعة الى اخصائي التشريح المرضي لفحصها، وهكذا فان الوصول الى تشخيص سرطان عنق الرحم يتم عادة بالفحص النسيجي لهذه العينة وعندما يؤكد فحص الخزعة اصابة المرأة بالسرطان، فان المريضة تصبح بحاجة الى فحوصات اخرى مثل فحص الدم اضافة الى فحوصات شعاعية وفحص بالامواج فوق الصوتية والاشعة المقطعية والمغناطيسية وذلك للبحث عن اي دليل لوجود انتشارات للمرض.
هذه الاجراءات جميعها تعد جزءا هاما من مراحل الاستقصاء والتي بدونها لا يمكن الطبيب من تحديد طبيعة العلاج الذي تتطلبه حالة المريضة.
* علاج المراحل المتطورة من سرطان عنق الرحم:
تحدد طريقة العلاج بناء على درجة المرض ويكون الخياران الجراحة كعلاج له والعلاج الشعاعي او بالجمع بين الطريقتين, فعلى حين ان استئصالا بسيطا لعنق الرحم قد يكون علاجا كافيا للمراحل المبكرة جدا لسرطان عنق الرحم، فانه في حالة سرطان عنق الرحم المتقدم لا يكفي اجراء مثل هذا الاستئصال بل يتوجب اجراء عمليات اوسع، فبالاضافة للرحم، يتم استئصال الانسجة المجاورة له والعقد الليمفاوية للحوض، ويمكن استخدام العلاج الشعاعي وهو يعطي للمريضة درجة شفاء معادلة لما يقدمه العلاج الجراحي.
وعلى اي حال فان العلاج الجراحي هو الخيار الافضل للسيدات في سن مبكرة لقلة الاعراض في سن مبكرة لقلة الاعراض الجانبية مقارنة بالعلاج الشعاعي، اما الحالات المتقدمة فان العلاج الشعاعي هو المستخدم, يتم العلاج الشعاعي بتوجيه اشعة ذات قوة عالية على الاماكن المصابة وبجرعات كافية لقتل الخلايا السرطانية واحداث اقل ما يمكن من الضرر على الانسجة المحيطة، وعادة فان العلاج الشعاعي يوجه للمريضة داخليا وخارجيا.
اما العلاج الخارجي فلا يتطلب اقامة في المستشفى ويتم تطبيقه لعدة جلسات، وهكذا فان جرعة الاشعة محدودة ومدروسة بدقة توجه الى الانسجة السرطانية بواسطة اشعة اكس عالية الطاقة او جهاز الكوبالت 60 ، في حين ان العلاج الشعاعي الداخلي يستخدم مواد مشعة تدخل الى عنق الرحم والمهبل، وهذا النوع من المعالجة يتطلب اقامة قصيرة في المستشفى.
وللعلم فان كثيرا من النساء اللواتي عولجن بالجراحة او بالعلاج الشعاعي قد تم شفاؤهن.
* العلاج الكيميائي:
يمكن استخدام هذا العلاج في حالات سرطان عنق الرحم الذي يبدي انتشارات بعيدة في الجسم.
* نظرة مستقبلية:
بالامكان منع حدوث كثير من سرطانات عنق الرحم، وذلك بأخذ مسحة بشكل دوري من عنق الرحم, ذلك الاجراء البسيط الذي يساعد على كشف المرض في المراحل ما قبل السرطانية او المراحل المجهرية من سرطان عنق الرحم والذي يحمل علاجه نسبة شفاء عالية تصل الى 100% اذا عولجت المرأة علاجا جيدا بالطرق السليمة, ولذلك فان على اي امرأة تصاب بنزف مهبلي أو افرازات مهبلية غير طبيعية، او نزوف عقب الجماع، استشارة طبيبها فورا، وذلك ان هذه الاستشارة واجراء مسحة بسيطة لعنق الرحم قد يكونا الوسيلة الناجحة لانقاذ حياة الكثير من النساء بإذن الله.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved