Monday 27th September, 1999 G No. 9860جريدة الجزيرة الأثنين 17 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9860


أسباب حدوث الأخطاء في التحاليل والفحوصات

ان اجراء الفحوصات والتحاليل المخبرية قد اصبح من الأمور الروتينية عند حدوث أي أزمة صحية وتساعد تلك الفحوصات والتحاليل الطبيب والمريض على تشخيص المرض او معرفة تطوره او وضعه الصحي، الا انه احيانا تكون نتائج الفحوصات خاطئة أو غير معقولة فتؤدي الى الى ارباك للطبيب والمريض في وقت واحد,, اذا لم يبحثا عن الأسباب التي أدت اليها.
والأسباب التي تؤدي الى الحصول على نتائج غير صحيحة لبعض الفحوصات المخبرية كثيرة ومنها تكرار عمل الفحص للشخص الواحد, كما انه عند حدوث بعض النتائج غير الطبييعية في الفحوصات مشيرة الى ان بعض الاضطرابات في وظائف أعضاء الجسم قد يكون سبب ذلك وبعض المؤثرات الخارجية (رغم سلامة هذه الأعضاء) مثل نوعية الأكل قبل عمل التحليل او تناول بعض المشروبات او ممارسة بعض الأنشطة.
ومن الأسباب التي لها علاقة بالمختبر نفسه، وجود خلل في الآلة التي تقوم بالفحص او عدم جودة المواد الكاشفة او انتهاء صلاحيتها او عدم دراية وكفاءة العاملين على الاجهزة المخبرية.
وهناك امور كثيرة اخرى قد لا يستطيع الشخص ان يتحكم فيها ولكن بامكانه على الأقل ان يتجنب بعضها، والتي تتلخص فيما يلي:
الأدوية:
من الأدوية التي تؤثر على بعض الفحوصات الأسبرين والملينات وأدوية الزكام والسعال، والمنومات والفيتامينات، وقطرات الأنف ومسكنات الألم، ومضادات الحموضة وغيرها من الأدوية، وهي قائمة طويلة جدا، ولأخذ فكرة فقط عن مدى طول هذه القائمة فانه في عام 1972م اي قبل ثلاث وعشرين سنة اصدرت الجمعية الامريكية للكيمياء السريرية قائمة بتسعة آلاف تأثير سلبي على الفحوصات المخبرية، نتيجة لتناول الأدوية فقط ومن ذلك الحين وهذه القائمة تزاد وتطول يوما بعد يوم.
وتجدر الإشارة الى ان حبوب منع الحمل والتي يتناولها الكثير من النساء ولا يعتبرونها كدواء هي من اهم الأدوية تأثيرا على الفحوصات الطبية، حيث انها تؤثر على اكثر من 60 محصنا طبيا منها خمسة عشر فحصا روتينيا تجرى بصفة متكررة.
كما ان تناول الكحول ولو بنسبة قليلة يؤدي الى اضطراب في نتائج قياس ضغط الدم ونتائج فحص الدهون في الدم مثل الكوليسترول وفحص كفاءة تجلط الدم وأي فحص خاص بمرض السكر.
لذلك يجب على الشخص قبل او بعد اجراء الفحوصات اخبار طبيبه او فني المختبر عن كل دواء يقوم باستعماله خلال فترة الفحوصات ويقرر الطبيب الحاجة الى وقف استعمال هذا الدواء من عدمه او على الأقل يلاحظ تأثير الدواء على الفحص بعد ظهور النتائج.
التغذية:
هناك انواع كثيرة من الأطعمة تؤدي الى اختلافات في نتائج الفحوصات فمثلا ملح الطعام المحتوي على عنصر اليود او اي أغذية اخرى تحتوي عليه مثل الاسماك تؤثر على نتائج فحوصات الغدة الدرقية و هي الغدة الموجودة في وسط الرقبة.
والأغذية التي تحتوي على نسبة عالية من فيتامين ك مثل الخضروات والأسماك قد تؤدي الى نائج غير صحيحة لفحص كفاءة تجلط الدم، وبعض المواد الكيمائية المضافة الى البطاطس المقلي ايضا تؤثر على صحة فحص كفاءة تجلط الدم واحيانا يستمر هذا التأثير لمدة اسبوع من تناول البطاطس المقلي.
كما ان تناول الحليب قبل اجراء فحص الكالسيوم او الفسفور يؤدي الى نتائج غير صحيحة لهذين الفحصين.
اما القهوة فانها تؤثر على فحص حمض اليوريك URICACID في الدم لمرضى النقرس.
ويزداد الإنسان تعجبا ايضا عندما يعلم انه حتى شرب الماء قد يؤثر على نتائج بعض الفحوصات، لذلك ينصح احيانا بعدم تناول الماء قبل التحليل، او في بعض الأوقات يطلب تناول قدر معين من الماء فقط في اليوم السابق لاجراء الفحص.
الأنشطة:
ان ممارسة الأنشطة اليومية العادية وحتى طريقة النوم ووقته قد تؤدي الى اختلافات لبعض الفحوصات وخاصة فحوصات قياس نسبة الهرمونات في الدم او في البول، فالشخص الذي يعمل اثناء الليل على طريقة المناوبات وينام في النهار يجب عليه ابلاغ الطبيب عن هذه العادة، والذي يمارس التمارين الرياضية العنيفة بما فيها الجري قد يظهر اثر هذه الأنشطة على بعض الفحوصات، بالرغم من عدم وجود أي مرض يفسر سبب هذه الاختلافات، بل ان كثيرا من الفحوصات الروتينية تتغير نتائجها بتغير وضعية الإنسان اثناء سحب الدم، هل كان جالسا او قائما او مستلقيا.
وطبيعة العمل لها دور ايضا حيث ان التعرض لمخلتف المواد الكيمائية اثناء العمل يؤثر على فحوصات معينة، ونسبة الضجيج في موقع العمل او حتى حالة الإضاءة قد تؤدي الى اختلافات في افراز بعض الهرمونات، فتظهر بعض الاضطرابات في مستوى قياس تلك الهرمونات دون وجود اي سب مرضى لذلك.
الحالة النفسية:
ان تعرض الشخص الى الاجهاد او القلق قبل ايام من اجراء بعض الفحوصات قد يؤدي ايضا الى اختلاف في نتائج الفحوصات, بل ان انتظار الشخص كمدة طويلة لموعد الفحص خاصة اذا كان هذا الانتظار الطويل سيؤدي الى تخلفه عن موعد آخر اكثر اهمية قد يؤدي الى اختلاف في نتائج الفحص.
العوامل البدنية:
ان لجنس الشخص ذكرا كان أو انثى وعمره وطوله ووزنه دورا في اختلاف نتائج الفحوصات اذا لم يؤخذ ذلك كله في الحسبان فمثلا المعدل الطبيعي لسرعة ترسب الدم عند النساء يفوق المعدل لدى الرجال بمقدار الضعف احيانا، كما ان معظم وظائف الرئة وبعض فحوصات الهرمونات تعتمد على حجم وطول الشخص.
ولقد زاد مؤخرا الاهتمام بهذه الفروقات قبل اعتماد نتائج الفحوصات وخاصة بالنسبة لعمر الشخص، فالفحص الذي يعد غير طبيعي لمن هو في الخمسين من العمر يعتبر طبيعيا لمن جاوز الخامسة والستين من العمر والعكس صحيح.
والخلاصة ان الاستعداد لاجراء الفحوصات واستشارة الطبيب وامداده بكافة المعلومات امور ضرورية تساهم في الاستفادة بشكل افضل من اجراء الفحوصات واستنباط النتائج منها، وفي المقابل عدم الاهتمام بذلك كله قد يؤدي الى نتائج عكسية تؤثر على نفسية الشخص وتأخذ من وقته ووقت طبيبه الكثير من غير داع لذلك، بل وتكلف ماديا حيث قد يتطلب الأمر إعادة الفحص او اجراء فحوصات اضافية اخرى للتأكد من صحة نتيجة ذلك الفحص والجميع في غنى عن ذلك.
د, هناء سالم سالم بامفلح
استشارية علم الأمراض (الباثولوجي)
مستشفى الملك فهد للحرس الوطني

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الادارة والمجتمع
الاقتصـــادية
منوعــات
عزيزتي
الرياضية
الطبية
تحقيقات
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved