تحقيق : هيفاء عبدالرحمن
يلقي التربويون اهمية بالغة على دور الاسبوع التمهيدي للمدارس الابتدائية لما له من مردود ايجابي على المستجدين من التلاميذ الصغار وعلى عقلياتهم ونفسياتهم وهم يخطون الخطوة الاولى في سلم المعارف والعلوم عبر المدارس التي تجتهد في حسن استقبالهم والترحيب بهم تحبيباً وترغيباً وتتفنن في تلطيف الاجواء المدرسية في ايامها الاولى ليجد فيها الطفل اجواء من المرح والتسلية مقرونة بتعويده على بيئة مدرسته من حجرات وممرات وساحات وخدمات اخرى بالاضافة الى تعرفه على فريقه ومكان اصطفافه الصباحي ومن ثم يتعلم اسلوب الاصطفاف الجماعي والاداء الطلابي العام تدرجاً الى تعامله مع المدرس وكل من في المدرسة تحقيقاً للهدف الاعلى والاسمى لينال بالتالي نتيجة تعليمية تربوية تحقق امال وتطلعات من رسم وخطط للمسيرة التعليمية في بلادنا, على ان الاسبوع التمهيدي يقابل بمفاهيم مختلفة بعض الشيء سلباً وايجاباً مع تفاوت في اعطائه حقه من الاهتمام,, وهنا نحاول ان نعرض لبعض من ذلك خلال الاسطر التالية.
مميزات الأسبوع التمهيدي
وكان لنا هذا اللقاء مع ا,لطيفة الناصر لتعرفنا بمميزات الاسبوع التمهيدي فقالت:
تتعرف التلميذة بالمدرسة ومرافقها لتهيئتها لجو الدراسة ومساعدتها على تقبلها للمدرسة وحبها لها، وتتعرف على ما يجري داخل المدرسة، كما يساعدها على اقامة علاقة مودة مع معلماتها وزميلاتها ويساعدها على فهم دور الاسرة التعليمي والتربوي، كما انها تتعلم نظام المدرسة وتعمل بمقتضاه.
تتجه الطالبات للمكان المخصص للمستجدات وامهاتهن حيث تكون باستقبالهن مديرة المدرسة ومساعداتها وعدد من المعلمات والترحيب بهن وتقيم المدرسة حفلا ترفيهيا يتكون من عدة نقاط:
-التعرف على مرافق المدرسة بالتدريج بحيث يتم مرور التلميذات بعدة مرافق في اليوم الواحد وذلك بحسب ايام الاسبوع الخمسة وعند زيارة اي مرفق من المرافق يتم شرح ماهية هذا المرفق وكيفية استخدامه وماهو الغرض منه، وارشادهن الى استخدامه الاستخدام الامثل والمحافظة على نظافته ونظامه والاهتمام به وعدم العبث بمحتوياته.
- تجهيز تمارين للتلميذات تتلاءم مع قدراتهن المختلفة وعلى مستواهن العقلي وقدراتهن اللغوية وما بينهن من فروق في الفهم والقدرات الخاصة والذكاء والتمييز بينهن من حيث الميل الى الحركة والنشاط والمشاركة في الالعاب او الخمول والانزواء ومقدرتهن على التعبير عن مشاعرهن واحاسيسهن فبواسطة هذه الالمامة العاجلة يتم توزيعهن على الشعب لتشتمل كل شعبة دراسية على جميع الفئات والمستويات ولاتقتصر على بعض منها, ويتم اللقاء مع طالبات الصفوف الاخرى بحيث يتم لقاء تلميذات الصف الاول مع الفصل أوالشعبة التي يصادف ان يكون لديها درس في التربية الفنية بعد لقائهن مع مدرسة التربية الفنية وتحديد الادوات والمواد المطلوبة لهذه المادة ويتم دعوتهن للترحيب بالتلميذات المستجدات وذلك لبث روح الالفة والمحبة والتعاون فيهن ولاشعار التلميذات في الصفوف المتقدمة ببعض المسئولية تجاه التلميذات المستجدات ولمساعدتهن على سرعة التأقلم مع الجو الدراسي الجديد عليهن وكذلك لقاؤهن مع بعض معلمات الصفوف الاخرى وتعرفهن بهن ليألفهن, وتخصص جماعة من تلميذات المدرسة وتنتقى من التلميذات الجريئات المهذبات من كل شعبة تلميذة وتسمى جماعة الترحيب بالتلميذات المستجدات.
اليوم الأول
- الحضور الساعة الثامنة صباحاً والاجتماع بالمكان المخصص لاستقبال المستجدات.
- حفل ترحيبي يشمل التالي: القرآن الكريم ،كلمة المديرة كلمة المشرفة الاجتماعية ،كلمة طالبات المدرسة انشودة ترحيبية ،انشودة عن المدرسة ،توزيع المشروبات والمأكولات الخفيفة ،العاب ترفيهية ،ومشاركة الأمهات في مثل مسابقة رمي وجمع الصحون البلاستيكية ومسابقة رمي الكرات في السلة مع توزيع هدايا تشجيعية ،وكذلك ترتيب اشكال هندسية حسب الاصغر والعكس ،وإخفاء اشياء والاستدلال عليها بواسطة الارشاد من قبل الامهات ولعبة الشيء الذي لاينتمي (قلم- ممحاة- دفتر- ملعقة) ،وتحديد الشيء الذي يختلف عن المجموعة ولاينتمي اليها ،واللقاء مع طالبات الصفوف العليا.
- اللقاء مع معلمات المدرسة والتعرف على جزء من مرافق المدرسة والانصراف الساعة العاشرة مع مراعاة ضرورة مرافقة التلميذات اللاتي لم ينصرفن في الوقت المحدد واشغالهن بالعاب واعمال ترفيهية مع معلمات الصف الاول والمشرفات الاجتماعيات.
المشرفة الاجتماعية ودور الأسرة
تقول المشرفة الاجتماعية أ,جواهر العلي ببداية هذا الاسبوع وجدنا ان حضور الامهات شكل اهتمامهن وتجاوبهن ووعيهن حيث حضرن مع بناتهن ،طبعاً البكاء شديد والمشاكل التي نواجهها ببداية هذا الاسبوع كبيرة لكن ذللناها بفضل من الله تعالى, واصعبها كما قلت بالبداية عدم تقبل الطالبات للفصول الدراسية وتواجدهن في فناء المدرسة هروباً من الحصص الدراسية وهذا العام اهتممنا كثيراً بهذه الناحية واستخدمنا اساليب الترغيب والترهيب والثواب والعقاب حتى اننا مسكنا العصا بالنصف كما وجدنا بإهمال الطالبات بعض الشيء نتائج ايجابية لحل مشاكل البكاء.
دور الأسرة في الأسبوع التمهيدي
كما تستطرد المشرفة الاخصائية ا,حسناء عن دور الاسرة في هذا الاسبوع: يجب على الاسرة ان تشجع ابنتها على الذهاب الى المدرسة وتحببها فيها بذكر مزاياها وفوائدها وان تحصن ابنتها بالقدرة على تلقي العلم قبل ذهابها الى المدرسة وذلك بالمحافظة علىوجبة الفطور لما لهذه الوجبة من اهمية كبيرة علىقدرة الطفل على التفكير والاستيعاب فالعقل السليم في الجسم السليم والمحافظة على نوم الطفلة مبكراً لتأخذ كفايتها من النوم وتستطيع الاستيقاظ مبكراً لتتمكن من تناول فطورها قبل الذهاب الى المدرسة, كما يجب ان تحث الطالبة على الجد والمثابرة واداء الواجبات والمذاكرة اليومية حتى تستفيد من ذهابها الى المدرسة يوميا، وتحث الطالبة على النظافة والنظام والاهتمام بنظافة المدرسة لانها بيتها الثاني.
همسة في أذن أولياء الأمور
وتشير ا, لطيفة الناصر بقولها: ان نجاح العملية التعليمية مرهون بتعاون البيت مع المدرسة ويعتبر دور البيت هاما وحيويا ومؤثرا لذلك يعتبر مكملا لحلقة العملية التعليمية والتربوية فابنتك الطالبة تقضي يومها الدراسي مابين المدرسة والبيت لذلك كان لزاما علينا أن يكون بيننا تعاون مستمر ودائم طيلة العام الدراسي لنستطيع سويا ان نصل بابنتنا الطالبة الى الهدف المنشود الا وهو غرس القيم والسلوك الصحيح والتحصيل العلمي باساليب تعليمية وتربوية حديثة.
ويجب ان تتقيد الطالبة بزيها الرسمي المعتمد وبالنظافة الشخصية اليومية والتغذية السليمة والزيارات الدورية للمدرسة من قبل الام والمشاركة في مجلس الامهات وتفقد دفاتر ابنتك الطالبة والوقوف على ملاحظات المعلمة وغرس القيم والاخلاق والتمسك بالعادات والتقاليد وقبول دعوة المدرسة لزيارتها حين طلبها وتشجيع الطالبة على الاعتماد على نفسها في حل الواجبات المدرسية والحضور المبكر واحترام تعليمات ولوائح المدرسة واحترام المعلمة والاتصال بالمشرفة الاجتماعية لحل المشاكل المدرسية والمحافظة على الكتب الدراسية وحل الواجبات المدرسية والاهتمام بنظافة المدرسة.
لقاء مع أمهات الطالبات
والدة التلميذة نورة:
تقول ان ابنتها لاتقبل المدرسة وشديدة البكاء والخوف ووجدت ان لديها رفضا تاما حتى ان المعلمات لم يستطعن ايقافها عن البكاء الشديد واضطرت الام البقاء في المدرسة وقتا طويلا, وبالاسبوع الثاني بدأت تختفي من المدرسة هذه الظاهرة ووجدنا ان التلميذات وابنتي بدأن يتأقلمن مع جو المدرسة بفضل من الله ثم بفضل جهود المدرسة.
والدة الطالبة نجود:
ان ابنتنا اتعبتنا كثيراً واتعبت المشرفات بالبحث عنها وبالنهاية وجدنا انها تجلس بجوار اختها بالصف الرابع.
والدة الطالبة اثير:
وجدت ان ابنتي لاتريد مفارقة اختها بالصفوف العليا واستمرت معها حتى تعودت على المدرسة.
الأسبوع التمهيدي,, سلبياته وإيجابياته
كان لنا هذا اللقاء مع المشرفة التربوية العامة بمكتب اشراف غرب الرياض ا,غلباء عمير البيشي حيث تحدثت عن الاسبوع التمهيدي سلبياته وايجابياته لهذا العام حيث قالت:
من خلال الجولات الميدانية لمتابعة الاسبوع التمهيدي فقد لاحظنا ايجابيات من قبل بعض المدارس والاستعداد التام والتخطيط المسبق، فتحقق الهدف الاساسي من انعقاده ونشكر هذه المدارس على الجهود المبذولة ومما يؤسف له تجاهل بعض المدارس للتعاميم والبرامج المعدة من قبل الرئاسة العامة لتعليم البنات ومكاتب الاشراف التربوي التي تعنى بتطوير الاسبوع التمهيدي وتهيئة التلميذة للجو المدرسي خاصة انها حديثة عهد به وتحتاج الى التعامل معها باسلوب تربوي يغرس في نفسها حب النظام والانتظام والتعليم.
وكان هناك ايجابيات في بعض المدارس كما كان هناك سلبيات في بعضها الآخر.
فمثلاً بعض المدارس نفذت برنامج مطوية الاسبوع التمهيدي التي زودت المدارس بها من قبل الرئاسة العامة ومكتب الاشراف بغرب الرياض، كما هيىء مكان مناسب لاستقبال التلميذات والامهات وتعليق بعض العبارات الترحيبية والتربوية وعرض البالونات والالوان لجذب الصغيرات واعداد مقاعد وطاولات لتنظيمهن على شكل مجموعات وحلقات.
كم تم عقد اجتماع من قبل المشرفات مع بعض معلمات المرحلة الاولية ومديرة المدرسة والمشرفة الاجتماعية لمناقشة الاسبوع التمهيدي وسلبياته وايجابياته للاعوام السابقة وتبصيرهن بما يطلب منهن قبل تنفيذ الاسبوع وتزويدهن بالتوجيهات المعدة والقصص الهادفة والانشطة التي تخدم هذا الاسبوع.
سلبيات هذا العام
بعض المدارس لم تطبق الاسبوع التمهيدي كما خطط بل تركته عشوائياً دون استعداد مبكر لتنفيذه مما قلل من الفائدة المرجوة منه كما ان بعض المدارس لم تعد المكان المناسب لاستقبال التلميذات فمنهن من يجلس في الساحة على فرش وبعضهن يهملن التلميذات في بعض الساحات والمرافق بالمدرسة، ولم يتم عقد الاجتماع مما يجعل بعض المعلمات لايعرفن ماذا يطلب منهن بالضبط فنجد بعض المعلمات يجتهدن في برامج وانشطة لم تعد اعدادا مسبقا بل تكون في لحظتها وبدون تخطيط فتكون غير مشوقة وغير هادفة.
همسة في أذن معلمات الصف الأول
بعد انتهاء الاسبوع التمهيدي والجهد الذي بذل في تحقيق التكيف المطلوب لتلميذات الصف الاول ينبغي على كل معلمة تقوم بتدريس الصف الاول الابتدائي أن تبذل قصارى جهدها في مساعدة تلميذاتها على التأقلم مع جو المدرسة والتدرج في تدريبهن على النظام المدرسي وعدم اللجوء الى الشدة والقسوة بعد الأسبوع التمهيدي وإنما تتدرج معهن في المعاملة حتى يتعرفن على النظام المدرسي بانفسهن من خلال رؤيتهن لزميلاتهن تلميذات الصفوف الاخرى وهن متلزمات بهذا النظام المدرسي ومطالبتهن باتباعه من خلال التوجيهات التي تلقيها عليهن منسوبات المدرسة من اداريات ومعلمات ومشرفات عند اقترافهن اي خطأ يخل بالنظام المدرسي، ويجب ان تكون هذه التوجيهات بشكل مريح وهادىء ومناسب لعمر التلميذة وللمرحلة الانتقالية التي تمر بها تلميذات الصف الاول وعدم تقييدهن بالانتظام التام داخل الفصل والتدرج معهن في تعريفهن بالنظام المتبع داخل الفصل والتعليمات الخاصة بكيفية دخول الفصل والخروج منه.