كنت قد سئلت قبل فترة ليست ببعيدة عن معاناة الشاعرات في بلاط الساحة الشعبية ؟! وكيف السبيل للخلاص من هذه المعاناة ؟! وكيف لنا ان نضع حدودا اقليمية لتلك المعاناة؟!
وبما انني لست بشاعرة شعبية كما يعتقد البعض - فقد وجدت صعوبة لاتذكر في الاجابة على هذه الاسئلة وليس لهذا فقط انا ايضاً اشعر بالمعاناة التي يذكرونها لي في كل زمان وفي اي مكان,, ولكن كانت هناك اختلافات في وجهات النظر التي لاتفسد للود قضية,,!
فمن خلال متابعتي لما تطرحه الساحة الشعبية بين فترة واخرى، ومن خلال اتصالاتي المباشرة ببعض الشاعرات اجد بان الشاعرة لاتعاني من شيء سوى خلافات نسائية لااكثر,,! وان كانت هناك معاناة فهي من نسج اخيلتهن,, خصوصا وان البعض منهن لايملكن الموهبة الحقيقية والابداع الرائع في الجمل الموسيقية والوزن الشعري,,!
فاين المعاناة الحقيقية من هذا الخلال!
ولو القينا نظرة سريعة على حال الساحة الشعبية قبل ثلاث سنوات مضت ، لوجدنا من حالها العجب, فقد كانت الساحة تعاني - والى يومها هذا - من قلة الشاعرات التي قد تصل في بعض الصفحات الى حالة الندرة,,! وفي تلك الاثناء كان المحررون في بحث دائم وبلا حدود ودون اي قيود عن شاعرة او كاتبة تملك صفات المبدع الذي لايهمه الشهرة بقدر اهتمامه بتطوير الساحة الشعبية برؤية انثوية والاستمرار وعلى مدى الحياة في هذا الميدان وامدادها بقصائد وكتابات من عمق الفكر,,!
ومما لا شك فيه من ان الاشكالية الحقيقية التي نشأت من هذا البحث هو خلق تيار جديد عرف بالادب الشعبي النسائي المستقل بذاته والذي شكل خطورة عظمى على الساحة الشعبية خصوصا وان اكثر من دخل هذا الميدان يكتب لهن بدافع المساعدة وفسح المجال لافرازات نسائية سرعان ماتتنكر لمن كان لهم الفضل في بروزهن واحتلالهن الصدارة في كل محفل,,!
وبعد التنكر تدخل الشاعرة في مرحلة اخرى وهذه مرحلة: ان لم تكن معي فأنت ضدي - وهذه المرحلة ليست خاصة ببنات جنسها فقط بل انها ستصل الى كل من هو موجود في الساحة,, والحديث عن هذه المرحلة بحاجة الى وقت وسعة صدر منكم لذلك انتظروني قريباً,.
حقيقة
اما آن لهذا الجرح النازف
في اعماقي,,!
ان يغفو ,,,!
ان يستريح,,!
ان يموت,,!
اما لهذا العشق من نهاية,,؟!
رحيل الماضي