Wednesday 29th September, 1999 G No. 9862جريدة الجزيرة الاربعاء 19 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9862


وارتفاع الحرارة نعمة
سعد الحصين*

منذ تسع سنين نُشر تحذير سياسي من خطر ارتفاع حرارة الأرض على مستقبل البشرية بسبب زيادة استهلاك الوقود في المصانع والمدافىء ووسائل النقل، ونفث الغازات المستهلكة في الفضاء, وتنبأ (جورج متشل) في كتابه: العالم يحترق بأن ذلك سيُحدث فوضى كونية وأعاصير عارمة تهدد ملايين البشر بالموت وتسوق قارتي الهند وأفريقيا الى المجاعة العامة.
ولكن (دنس آفري) قد يوافق على المقدمة ويخالف النتيجة المتشائمة، فارتفاع درجة الحرارة في الارض كما يقول إن حدثت فلن تكون بالضرورة ضارة بل ستكون خيرا يعم سكان الارض، وهذا موجز أدلته:
1 عندما نشر (متشل) تحذيره كانت أجهزة الكمبيوتر البدائية للتنبؤات الجوية تتوقع اضعاف ما تتوقعه الأجهزة الحديثة لارتفاع درجة الحرارة اما اليوم فان الأبحاث المتخصصة لا تتوقع زيادة أكثر من درجتين او ثلاث خلال القرن القادم.
2 وهذا القدر من ارتفاع الحرارة حدث من قبل في القرون الوسطى كما يقول المختصون في معهد أوريكسون للعلم والطب فكانت النتائج من خير ما سجله تاريخ البشر لازدهار الزراعة والتجارة والفن، فقد تضاعف انتاج الغذاء بسبب دفء الشتاء وطول المواسم الزراعية، وزاد المطر، وقلت الفيضانات بزيادة نسبة التبخر، ونقص معدل الوفيات بسبب تحسن التغذية من جانب ولقلة حاجة الناس للاجتماع في البيوت حول نار التدفئة وما يسببه دخانها والرطوبة من الأمراض المعدية.
3 وكانت نتيجة تحسن احوال المعيشة: التفرغ للإبداع في الهندسة والفن والاختراع العملي، فبنى الأوروبيون الكائدرائيات التي لا تزال تُدهش السائحين بجمالها وتفوقها الهندسي، وفي جنوب شرقي آسيا شيد الخمِر (قبل أن يحمَرُّوا ويُدمِّروا) معبد أنكروات وبنى البورميّون آلاف المعابد في عاصمة بلادهم باكان , ودخلت طاحونة الهواء وآلة النسيج الحياة العامة، ويسّر سبك الحديد الحصول على أدوات أدق وأجود, وازدهرت التجارة لأسباب منها: قلة العواصف في البحار، وامتدت الزراعة الى اليابان في الشرق، وانكلترا واسكندنافيا وروسيا في أوروبا.
4 كانت كمية الأمطار التي هطلت على جنوب امريكا الشمالية أكثر منها الآن، وحضارة الأناسازي تميزت بالازدهار الزراعي، ثم زالت بعد تغير درجة الحرارة في القرون الوسطى بالنقص، وقد اكتشفت دلائل على ان الصحراء في شمال أفريقيا انكمشت بسبب زيادة المطر مع زيادة الحرارة في القرون الوسطى.
5 الدفء المتوقع سيرفع درجة الحرارة في الشتاء وفي الليل ولن يرفع درجة الحرارة القصوى في الصيف وفي النهار، وبالتالي فلن يضر النبات والأشجار ولا البشر.
6 والزيادة المتوقعة في نفث غازات ديوكسايد كاربن 2 الناتجة عن حرق وقود الفحم والزيت ستخصب النبات، لأن (د,ك 2 ) في الواقع سماد صناعي، وقد ظهر من أكثر من ألف تجربة في تسعة وعشرين بلدا ان مضاعفة ال(د,ك 2 ) يزيد المحصول من الحبوب بنسبة النصف، ويزيد في نمو الغابات، وبالتالي يتوفر الغذاء للطيور والحيوانات البرية.
7 ليس لما أعلنته الصحف في الثمانينيات نصيب من الصحة حول التنبؤ بغرق مدن كبيرة بسبب ذوبان الجليد القطبي بسبب زيادة الحرارة، بل يرى المختصون ان ارتفاع الحرارة قليلا في المناطق الباردة الجافة من القطب يزيد الجليد القطبي ولا ينقصه فنتيجتها زيادة الرطوبة في الجو التي تزيد من نزول الثلج والتالي: زيادة الجليد.
8 ولا صحة لتنبؤ المتشائمين بأن زيادة الدفء ستزيد من الأعاصير والعواصف، يقول (إس, فرد سنكر) الاستاذ (مدى الحياة) لعلوم البيئة في جامعة فرجينيا: بل يتوقع ان يقل حدوث ذلك بسبب نقص الفرق بين القطب وخط الاستواء في درجة الحرارة , وبلفظ آخر: كلما نقص الاختلاف بينهما في درجة الحرارة حدث اعتدال في المناخ، لأن ارتفاع درجة الحرارة إن حدث سيكون حول القطب أكثر منه حول خط الاستواء.
إذن فلا خوف من نعيق غراب التشاؤم، بل نتذكر ما ورد عمن لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى تعود جزيرة العرب مروجا وأنهارا ونتذكر واجب شكر الله بأن نستعين بنعمته على فعل ما يرضيه لا ما يغضبه من الإسراف في الاستهلاك بل في تشييد المساجد فضلا عن معابد الوثنية سواء نسبت الى البوذية او النصرانية او الإسلام, وصلى الله وسلم على محمد وعلى آل محمد.
* عمّان الأردن

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
منوعــات
تقارير
عزيزتي
المحرر الأمني
الرياضية
مدارات شعبية
وطن ومواطن
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved