Saturday 2nd October, 1999 G No. 9865جريدة الجزيرة السبت 22 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9865


معارك داغستان والشيشان أعادته للمواجهة
القوقاز حاضر متفجر ومستقبل مجهول

* القاهرة - عوض خليفة - أ,ش,أ
شغلت المسألة العرقية في كوسوفا ثم في تيمور الشرقية العالم في الفترة الاخيرة وتحديدا العام الحالي وبدأت الاحداث تأخذ نفس الطريق في منطقة اخرى في القوقاز فهل نرى طائرات الشبح واسلحة حلف شمال الاطلنطي الناتو الالكترونية الحديثة خلال الفترة المتبقية من هذا القرن تأخذ طريقها إلى هذه المنطقة للتدخل لاستتباب الامن فيها بدعوة ما يطلق عليه حديثا التدخل الانساني .
لن نغالي إذا قلنا ان العجلة بدأت في الدوران تجاه هذا الحدث الجديد حيث طالعتنا الولايات المتحدة الامريكية امس بالاعلان عن قلقها ازاء تصاعد العمل العسكري الروسي في الشيشان مع احتمال القيام بغزو بري جديد.
فقد خرج جيمس فولي المتحدث باسم الخارجية الامريكية بتصريح قال فيه: اننا لا نثير التساؤل بشأن حق السلطات الروسية في اتخاذ اجراء بما في ذلك القيام بعمل عسكري,, موضحا ان قلق امريكا ينصب على التصعيد واحتمال حدوث غزو بري لمواجهة تهديد ارهابي فعلي.
واشار إلى ان القيام بعمل عسكري واسع النطاق سيؤدي إلى مزيد من الارهاب وان التصعيد الكامل سيقوض استقرار المنطقة بأسرها.
فلم يكن خبير شؤون القوقاز في مؤسسة كارنيجي الامريكية المعنية بالسلام في العالم اليكس مالاشينكو مغاليا في رأيه عندما قال: ان منطقة القوقاز ليست سوى سلسلة من الصراعات التي تهدد الامن الاقليمي وها هي الايام والاحداث تثبت صحة ما ذهب إليه الرجل.
لقد عاشت شعوب منطقة القوقاز وآسيا الوسطى صراعا مكبوتا يغلي في مرجل الشيوعية سنوات طويلة وما ان سقط غطاء المرجل في مطلع التسعينيات بانهيار الاتحاد السوفيتي السابق حتى تصاعد بخار الرغبات الحبيسة منذرا بسحابة حرب يصعب على المراقب تصور حدودها الزمانية او المكانية.
ولم يكن حصول الجمهوريات السوفيتية السابقة على استقلالها نهاية المطاف فسرعان ما أطلت النعرات العرقية والدينية برأسها تدعو باصرار عنيد الى اقامة تكتل اسلامي في منطقة القوقاز وآسيا الوسطى يرسم صورته الزعيم الشيشاني شامل باساييف الذي تولى رئاسة الوزراء في الشيشان في الفترة بين يناير ويوليو 1998م بقوله: ان منطقة القوقاز على اعتاب حرب كبرى سوف تستمر فترة تتراوح بين 20 - 25 عاما,وسيرا على النهج نفسه يقول زعيم شيشاني آخر يدعى الامير خطاب: ان قواته لن يهدأ لها بال حتى يتم تحرير جميع اراضي القوقاز واقامة دولة اسلامية مستقلة بها وان تطلب الامر خوض القتال ثلاثين عاما.
من جهتها قابلت روسيا هذا الاصرار بعناد اشد ضراوة رافضة هذه النداءات مؤكدة على لسان رئيس وزرائها فلاديمير بويتن: ان روسيا كانت ومازالت وسوف تظل في القوقاز,, ووصف المقاتلين في داغستان بأنهم ارهابيون دوليون يتسترون وراء شعارات اسلامية وان كان بوتين لم يكشف عن الاسلوب الذي اتبعته بلاده وجعلها تبقى في القوقاز في الماضي إلا ان الكسندر جريجوريانتز المتخصص في شؤون القوقاز ومؤلف كتاب جبل الموت يتطرق الى هذه النقطة قائلا: ان الروس لم يستطيعوا البقاء في القوقاز في القرن الماضي الا عن طريق دفع الرشاوي إلى الزعماء المحليين او شن عمليات قمع واسعة النطاق.
غير ان المتأمل لاوضاع روسيا حاليا يجدها عاجزة عن القيام بذلك بعد ان تراكمت عليها ديون خارجية بلغت 183 مليار دولار ولم تعد قادرة على اطعام سكانها فكيف تدفع رشاوي للاخرين اما من ناحية القوة فهي ليست بأفضل حال من الاسد الذي شاخ ولعبت القطط بشواربه حيث نرى اليوم تفجيرات وصلت إلى اسوار عرين الاسد في الكرملين.
ولن تنسى روسيا ان منطقة القوقاز هي احدى التكتلات الثلاثة التي كان يتكون منها ما كان يسمى بالاتحاد السوفيتي الى جانب التكتل السلافي وتكتل الجمهوريات الاسلامية في آسيا الوسطى التي يعتنق 90% من سكانها المسلمين المذهب السني بينما يتبع 10% المذهب الشيعي اما من الناحية العرقية فإن سكان القوقاز ينتمون إلى ثلاث مجموعات هي مجموعة الشعوب التركستانية التي تعيش في اوزبكستان وكازاخستان وأذربيجان وتركمنستان وقيرغستان وهم اقرب الى تركيا من الناحية اللغوية والثقافية وينتمون إلى العرق المغولي والتتاري.
وهناك مجموعة الشعوب الايرانية الذين يتركزون في طاجيكستان وهم أقرب حضاريا وثقافيا لايران والمجموعة الثالثة هي مجموعة الشعوب الايبروقوقازية التي تعيش في منطقة القوقاز وروسيا.
وفي الوقت الذي يتساوى فيه عدد غير المسلمين في الجمهوريات الاسلامية الست في آسيا الوسطى والقوقاز مع عدد المسلمين في الجمهوريات الاخرى غير الاسلامية مثل تتاريا وانجوشيا فإن المتأمل للتركيبة العرقية في بعض الجمهوريات الاسلامية بالمنطقة يدرك ان مستقبلا مجهولا بانتظارها,ففي جمهورية كازاخستان ينتمي 35% من سكانها إلى عنصر الكازاخا الذين يعتبرون انفسهم اصحاب البلاد الاصليين بينما ينتمي الاخرون إلى عناصر التتار والروس والاوكرانيين وقد ثارت العناصر الكازاخية عام 1986 ترفع شعار كازاخستان للكازاخيين بل وشنوا هجمات على العناصر الاخرى غير الكازاخية,وفي قيرغستان ينتمي 52% من سكانها للعنصر القيرغزي مقابل 22% للعنصر الروسي و12,9% للاوزبك و2,5% للاوكرانيين وفي اذربيجان يشكل العنصر الاذاري نسبة 83% من سكان البلاد والباقون من الارمن والروس بينما يمثل الطاجيك 62% من سكان طاجيكستان والباقون من الاوزبك والروس ويشكل الاوزبك 71% من سكان اوزبكستان والباقون من الروس والتتار والكازاخ والطاجيك وهناك مفارقات اخرى في هذه الجمهوريات لعل ابرزها ما نلاحظه في جمهورية مثل داغستان حيث لا يزيد عدد سكانها على مليوني نسمة بينما يوجد بها 36 جنسية مختلفة لكل منها لغتها الخاصة بها وفي قيرغستان يوجد 13 حزبا سياسيا وأربع جماعات ضغط.
لقد طال لهيب الصراع في منطقة القوقاز منطقة محفوفة بالمخاطر عندما لقي مئات الاشخاص مصرعهم عام 1992 بعد قيام المسيحيين في منطقة بريجورودني في جمهورية شمال اوسيتشيا بطرد المسلمين الانجوش الذين لهم علاقة بحرب الشيشان مما دفع رئيس انجوشيا رسلان اوشيفا إلى التحذير من ان بلاده على بعد خمس دقائق من الحرب مع اوسيتشيا.
ولم تكن جمهوريات القوقاز وآسيا الوسطى استثناء من الصراعات الحدودية المنتشرة هذه الايام ويكفي ان نضرب مثلا بالصراع بين قيرغستان وطاجيكستان على منطقة وادي اصفارا على الحدود الجنوبية الغربية مع طاجيكستان مع اتهامات من جانب قيرغستان بتسبب عناصر اوزبكية من طاجيكستان اليها للعبور الى اوزبكستان لشن حرب ضد القوات الحكومية هناك.
وقد حمل الرئيس القيرغيزي عسكر عكاييف هذه العناصر مسؤولية خطف الرهائن في بلاده في الوقت الذي يتواصل فيه تسبب العناصر الاسلامية من الشيشان الى داغستان لخوض قتال ضد القوات الروسية مما يعكس بوضوح حالة الحدود بين دول المنطقة.
كان لابد ان تؤدي الصراعات العرقية والدينية والحدودية في منطقة القوقاز الى جانب الخوف من قيام تكتل اسلامي بها والخوف على الثروات الطبيعية بها وفي مقدمتها البترول الى تحفيز عمليات الاستقطاب الدولي خاصة وان جمهوريات المنطقة تشترك في الحدود مع دول تحكمها انظمة ليست فوق مستوى الشبهات مثل ايران وافغانستان بل ان تركيا وإيران وباكستان تعد المنافذ البحرية الوحيدة لهذه الجمهوريات.
ولا يخفى على احد ان قائمة الدول المتنافسة على ثروات القوقاز وآسيا الوسطى او احتوائها تضم الى جانب تركيا وباكستان وإيران كلا من روسيا والصين والهند ومن وراء الستار الولايات المتحدة واسرائيل وبعض الدول الغربية الاخرى.
فقد سارعت ايران وباكستان وتركيا الى ضم الجمهوريات الاسلامية المستقلة عن الاتحاد السوفيتي السابق ما عدا كازاخستان الى ما يسمى منظمة التعاون الاقتصادي التي اسستها الدول الثلاث واقترحت ايران اقامة تكتل من الدول المطلة على بحر قزوين يضم الى جانبها كلا من اذربيجان وروسيا وكازاخستان وتركمنستان.
غير ان اهم ما يباعد بين ايران والجمهوريات الاسلامية ان إيران تسير على مذهب الشيعة الاثنى عشرية بينما تسير الجمهورية الاسلامية على مذهب السنة وحتى الجمهوريات التي تسير على مذهب الشيعة فانها تتبع مذهب الشيعة الاسماعيلية وليس الاثنى عشرية الذي تسير عليه ايران.
ورغم الاختلافات المذهبية هناك تقارب بين ايران واذربيجان مثلا على الصعيد الاقتصادي ربما تمثل مؤخرا في توقيع الدولتين على اتفاق لاقامة سد مشترك على نهر تاجان باسم سد الصداقة بتكاليف 170 مليون دولار تتحملها الدولتان مناصفة ويروي عند الانتهاء منه بعد خمس سنوات 20 ألف هكتار من الاراضي.
وعلى الصعيد السياسي تبذل ايران مساعيها الدبلوماسية بين اذربيجات وارمينيا من اجل التوصل الى حل لمشكلة اقليم ناجورونو كاراباخ المتنازع عليه بين الدولتين والذي ضمته اذربيجان اليها اداريا عام 1923 وطالب نحو الف متظاهر في ارمينيا به عام 1987م.
وشغلت احداث القوقاز بال الكثيرين في المنطقة حيث عقد وزراء خارجية إيران وارمينيا واليونان اجتماعا في ارمينيا خلال الشهر الماضي صدر عنه بيان يؤكد على ضرورة احتواء الازمة في القوقاز.
وتقفز الصين وروسيا الى دائرة الاهتمام بما يجري في منطقة القوقاز وشكلت الدولتان مع قيرغستان وطاجيكستان وكازاخستان ما يسمى بمجموعة شانغهاي التي عقدت اجتماعها الاخير في العاصمة القيرغيزية بيشكيك في سبتمبر الماضي حيث ابدى قادة الدول الخمس القلق مما تمثله الحركات الاسلامية من تهديد في منطقة القوقاز وتعهدت الدول الخمس في البيان الختامي لها بسحق الحركات الاسلامية في جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق بصورة عامة.
وكان مبرر القلق في روسيا والصين من هذه التطورات واضحا بعد ان لقي اكثر من 300 شخص مصرعهم من المواطنين الروس بسبب انفجارات دبرتها عناصر اسلامية سواء داخل روسيا او في داغستان فضلا عن اكتشاف كميات كبيرة من المتفجرات مخبأة في بعض المدن حتى تحن لحظة استخدامها.
ودوافع القلق الصيني مما يجري بما يحدث في القوقاز يفسرها ما يجري في اقليم شينجيانج الواقع في الشمال الغربي منها ليس بعيدا عن الجمهوريات الاسلامية وهو اقليم يسكنه الويغوريون ويبلغ عدد سكانه 17 مليون نسمة ثلثهم من المسلمين وينتمون الى عرقيات الكازاخ والاوزبك والتتار ويطالبون باقامة دولة اسلامية بالاقليم باسم تركستان الشرقية.
ومن المؤكد ان تجد هذه العناصر يد المساعدة ممدودة اليها من العناصر النظيرة في الجمهوريات الاسلامية عند الضرورة مما يشكل تهديدا لوحدة الاراضي الصينية.
وهنا يسارع عمدة مدينة اوروميتشى عاصمة اقليم شينجيانج نور بكرى إلى القول اننا لن نكرر اخطاء الاتحاد السوفيتي السابق في مواجهة الاقليات العرقية,, مشيرا إلى ان الصين لن تنهار بسبب المشاكل العرقية وان شينجيانج كانت جزءا لا يتجزأ من الصين على مدى قرون عديدة وان الارهابيين يمثلون قلة قليلة للغاية بالاقليم.
وأشار بكري الى ان الرئيس الصيني جيانج زيمين توصل الى اتفاق خلال لقائه مع نظيريه في كازاخستان وطاجيكستان في العام الماضي الى ضمانات امنية لوقف انشطة الانفصاليين في الوقت الذي قابلت فيه السلطات الصينية في الداخل دعاة الانفصال بالشدة والحسم حيث تم اصدار 210 احكام بالاعدام في شينجيانج تم تنفيذ 190 حكما منها حسب احصاء منظمة العقو الدولية بينما تشعر الصين بقلق بالغ من تدفق الاسلحة عبر حدود الاقليم الممتدة لمسافة ستة آلاف كيلو متر مع بعض الجمهوريات الاسلامية.
وليس بعيدا عن الصين تقع الهند وباكستان وبينهما صراع ديني خفي حول اقليم كشمير وانطلاقا من الخوف من امتداد حرب القوقاز الى كشمير سارع وزير الخارجية الهندي جسوانت سينج الى توجيه رسالة إلى نظيره القيرغيزي مورات ايماناييف يؤكد له فيها تضامن بلاده مع الحكومة القيرغيزية في مواجهة الوضع المتفجر في جنوب البلاد وضرورة مواجهة الارهاب القادم عبر الحدود.
وأجرى المنسق الامريكي لشؤون الارهاب الدولي ما يكل شيها مباحثات مع المسؤولين الهنود تناولت تصدير افغانستان للارهاب الى دول آسيا الوسطى وهو الامر الذي دفع الهند للمشاركة في مؤتمر الامن الآسيوي الذي عقد في الماتا عاصمة كازاخستان وشاركت فيه ست عشرة دولة لبحث التحديات الامنية المستقبلية التي تواجه المنطقة والمتمثلة في الارهاب الديني.
وتعهد المشاركون في المؤتمر بعدم مساندة اي جماعة ارهابية تعمل في الدول الاخرى بهدف الاطاحة بحكوماتها الشرعية والتأكيد على استئصال منابع الارهاب.
وفي اطار الجهود الهندية المبذولة لاحتواء ما يجري في القوقاز بحث مستشار الامن القومي بها براجيش ميشل مع رئيس الوزراء الروسي بوتين مباحثات حول التهديدات الارهابية في آسيا الوسطى المنطلقة من باكستان وأفغانستان وربما كان ذلك وراء توقعات صحيفة ذي هندو الهندية الخاصة بتزايد الدور الاستراتيجي للهند في منطقة آسيا الوسطى والقوقاز مع نمو مخاطر الارهاب بالمنطقة.
بل وتوقعت الصحيفة ايضا نمو تحالفات جديدة تشارك فيها الى جانب الهند كل من روسيا وتركيا وايران مشيرة في هذا الصدد الى اتفاق الهند مع عدد من الدول الرئيسية في آسيا الوسطى على تبادل المعلومات الاستخباراتية لمحاربة الارهاب,الا أن الاخطر في الامر ان تدخل اسرائيل طرفا في الصراع الدائر في القوقاز حيث تم الاعلان عن فتح مكتبين لجهاز الامن الفيدرالي الروسي ووزارة الداخلية الروسية في تل ابيب في الوقت الذي اشارت فيه صحيفة نبزافيسيما يا جازيتا الروسية المستقلة الى ان اسرائيل ستشارك روسيا محاربة الانفصاليين الاسلاميين في المنطقة.
وقالت ان سفير روسيا في اسرائيل طلب من وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي ضرورة تبادل المعلومات الاستخباراتية عن الانفصاليين في القوقاز التي تقول صحيفة فريما ان اسرائيل لديها معلومات دقيقة عنهم ومما يؤكد الدور الاسرائيلي هنا مشاركة اسرائيل في مؤتمر الامن الآسيوي الذي عقد في الماتا.
كان وزير اعلام طالبان اميرخان متقي على صواب عندما قال انه لو تم وقف تدفق الاسلحة على افغانستان فإن المشكلة سوف تنتهي في شهر واحد ولكنه لم يقل لصالح من وعلى اي الاحوال ربما يكون المسؤول الافغاني قد وضع يده على الحقيقة المؤسفة وهي تجارة السلاح في العالم حيث ناشدت منظمة هيومان رايتس ووتش الامريكية حلف الناتو العمل على وقف تدفق الاسلحة الى مناطق النزاع والصراع العرقي.
في هذا الاطار اشار تقرير جهاز ابحاث الكونجرس الامريكي الى ان الولايات المتحدة تصدرت قائمة الدول المصدرة للسلاح في العالم في العام الماضي برصيد 7,1 مليارات دولار تليها المانيا 5,5 مليار دولار ثم فرنسا 3 مليارات دولار اما روسيا فقد باعت في العام الماضي اسلحة بمبلغ 1,7 مليار دولار مقابل 8,2 مليار دولار في عام 1991 وان قيمة مبيعات الاسلحة الجديدة في العالم بلغت 23 مليار دولار عام 1998م مقابل 21,4 مليار دولار عام 1997 بينما سجل عام 1993 رقما قياسيا هو 37,4 مليارا.
وتعد الولايات المتحدة طرفا في الصراع الدائر في القوقاز انطلاقا من اهتمامها بالمحافظة على مصالحها الاقتصادية بالمنطقة حيث وقعت مجموعة شركات امريكية في فبراير الماضي عقدا مع حكومة تركمانستان لمد خط انابيب لنقل الغاز منها إلى الاسواق العالمية عبراذربيجان وتركيا وجورجيا بتكلفة 3 مليارات دولار فضلا عن مشروع خط انابيب باكو اذربيجان، جيهان تركيا لنقل البترول من بحر قزوين الى الاسواق العالمية عبر الاراضي التركية بتكاليف 2 مليار دولار.
وهذا الخط الذي تسعى ايران جاهدة إلى مروره عبر اراضيها الى ميناء خرج على الخليج العربي لكنها تلقى معارضة شديدة من الولايات المتحدة,, كما ان هناك خط انابيب آخر يمر في داغستان من باكو الى نوفوروسيسك على البحر الاسود وينقل 2,5 مليون برميل بترول يوميا.
ويرى مارتن ماكولي خبيرا لشؤون الروسية حول تأثير ما يجري في القوقاز على المصالح الاقتصادية الغربية,, انه في حالة سقوط داغستان فان الدور سيكون على اذربيجان الغنية بالبترول والتي تحتضن استثمارات هائلة بريطانية وامريكية,, مشيرا إلى انه من المؤكد ان تنهض الدولتان الى الدفاع عن مصالحهما الاقتصادية إذا اقتضت الضرورة ذلك.
فهل نشهد كوسوفا اخرى,, تعزز صحيفة لوبوان الفرنسية رأى ماكولي بقولها ان ثورة جبال القوقاز من شأنها تعريض المصالح البترولية الغربية بل والروسية في المنطقة للخطر.
ولقد نصح الرئيس الامريكي الاسبق ريتشارد نيكسون في كتاب له بعنوان انتهزوا الفرصة بضرورة اعطاء الدول الاسلامية دورها في النظام العالمي الجديد حتى لا يتعرض استقرار العالم لخطر, وعلى الولايات المتحدة التي تقود العالم في الوقت الراهن ان تفهم نصيحة رئيسها الاسبق او ان تكتوي بنار العرقية الذي حذرت منه دراسة اجريت في نيويورك على ست جماعات عرقية جاءت نتيجتها ان الدين والعنصرية سوف يحددان معالم المرحلة القادمة في تطور الشعوب الامريكية.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
شعر
تقارير
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved