عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
لقد طغى حب المال على أفكار وعقول كثير من الناس فأفسد عليهم دينهم ودنياهم فلم يعودوا يبالون بأي وسيلة جمعوه ولا بأي طريقة حصلوا عليه فالحلال عندهم ما حل في جيوبهم وأرصدتهم والحرام ما حرموا منه ولم يستطيعوا الحصول عليه بطرقهم الملتوية والمحرمة متناسين تحذير ربهم سبحانه وتعالى من المال الحرام وانه فتنة لهم قال تعالى:(إنما أموالكم وأولادكم فتنة والله عنده أجر عظيم) وقول الرسول صلى الله عليه وسلم: لا تزولا قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يسأل عن ثلاث عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه , فالمال نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى انعم بها على الانسان اذا اكتسبه من طرق الحلال التي احلها الله وأنفقه بطرق الخير والمعروف والصدقات ومواساة الفقراء والمحتاجين وبذله بسخاء على أهله وعياله ووصل به أقاربه وذوي رحمه وتقرب به الى أحبته واصدقائه وكسب به معروفا وسمعة طيبة في مجتمعه ونفس به كربة محتاج رغبة منه في ان ينفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم, كما ان المال نعمة مدمرة وفتنة مهلكة اذا ابتلى به الانسان فجمعه من أبواب الحرام من الربا والغش والتدليس والسرقة والتزوير والاختلاس والكذب والحلف والخداع والاحتيال والنصب والدجل والسحر والشعوذة والتستر التجاري ومعاونة المتخلفين وايوائهم والتستر عليهم ومخالفة أنظمة الدولة واستغلال المناصب والجاه في أكل الأموال العامة وأموال الناس بالباطل والظلم والاثم والعدوان والرشوة والاكراه والمماطلة في دفع حقوق الناس المتعلقة بالذمة، فكثير ممن ماتت ضمائرهم لا يهتمون بحقوق الغير التي في ذمتهم سواء كانت دينا أو قرضا مؤجلا فحل أو قرضا لوجه الله أو أموالا لأصحاب المحلات التجارية أمهلوا فيها فهم يماطلون في تسديدها على الرغم من أنهم واجدون ولديهم أموال طائلة ولكن الشيطان يحثهم على عدم تسديد ديونهم فهو يعدهم الفقر ويحبب اليهم المال الحرام وأكل الحقوق فاذا وقعت الواقعة تخلى عنهم وتركهم لمصيرهم المحتوم فكل شيء يغفره الله إلا الدين فانه متعلق بالذمة حتى يقضى.
والله المستعان.