Sunday 3rd October, 1999 G No. 9866جريدة الجزيرة الأحد 23 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9866


تعليم 21
المملكة تحتفل مع الأسرة الدولية بـ: اليوم العالمي للمعلم

اقرت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) يوم الخامس من اكتوبر ليكون يوما عالميا للمعلم يحتفل به المجتمع الدولي في كل عام ليعزز من خلاله دور ومكانة المعلم في عالم اصبح يمور بجملة من المتغيرات المتسارعة, ويأتي ادراج هذا اليوم ضمن (اجندة) العالم ليسلط الضوء على المعلم صاحب المهنة الاسمى بين المهن بقصد ابراز اهمية الرسالة التي يتصدى لها وتعريف المجتمع بما يواجهه من مشكلات وظروف تهدد مستوى ادائه لمهنته (القلق، تدني المستوى المعيشي ، نقص التدريب، ضعف الامكانات المدرسية، زيادة الطلاب في الفصل، ضعف الاعداد,, الخ), وطبيعيا ان الظروف او المشكلات التي يواجهها المعلم تتباين على رقعة الوطن العربي والصعيد العالمي، ولكن في كل الاحوال يبقى الاعتراف بتلك المشكلات هو الخطوة الاولى نحو اصلاح واقع المعلم.
ولو اردنا ان ننظر ونتأمل في الجوانب الايجابية لواقع المعلم هنا في المملكة العربية السعودية لوجدناه يتسم بما يلي : أولا - المعلم في هذه البلاد لايعاني من تدني المستوى المعيشي كما يعاني نظيره من الملايين في البلدان النامية ، ثانيا - يؤدي المعلم رسالته في مناخ يخلو من العنف والخطر قياسا بما هو موجود في العالم الغربي، ثالثا - يؤدي المعلم نصابا تدريسيا لايختلف كثيراً عما لدى الآخرين، رابعا - يؤكد مقررو سياستنا التعليمية باستمرار على ان المعلم هو العنصر الاهم على الاطلاق في عناصر منظومتنا التربوية، ولعل اهم مظاهر هذا الاهتمام محاولة السلطة التعليمية اظهار الوهج والتقدير الاجتماعي الذي يجب ان يناله المعلم اضافة الى تأكيدها اشراك المعلم في القرار التربوي.
اما لو اردنا ان ننظر في الجوانب السالبة لواقع المعلم لدينا لوجدنا ان برنامج اعداد المعلم يأتي على رأس القائمة, فالبرنامج (او البرامج ان شئت) لايزال في مجمله عبارة عن مجموعة من القرارات العتيقة المنفصلة التي يقوم على تقديمها باسلوب تلقيني وتنظيري اعضاء هيئة تدريس يجهلون واقع وتحديات المدرسة التي يعدون المعلم لها(كفايات المعلم التعليمية التي يقرر البحث العلمي علاقتها القوية بتعلم الطالب تكاد تكون غائبة), البرنامج في مجمله يقف عند حد التأكيد على العلاقة بين المعلم والطالب دون ان يتجاوزها الى تعريف معلم المستقبل بمدخلات اخرى مهمة لها تأثيرها المباشر علىتطوير واصلاح العملية التعليمية, ومن الجوانب السالبة ايضا في واقع المعلم ضعف نظام الدعم الفني الذي يفترض ان يتلقاه المعلم على مستوى المنطقة او مستوى المدرسة، ومن اهم مظاهر هذا الضعف نكوص المعلمين على اساليب تقويم متخلفة واساليب تدريس مملة وجافة (نفس الاسلوب الذي تلقوا به تعليمهم الجامعي) وغياب مفهوم (الزمالة) والافتقاد الى (الحوار) التربوي في مدارسنا وتكرار ظهور الفجوة - او الشد ان شئت - بين المعلم وبين بعض ممن يفترض ان يتلقى منهم الدعم والتوجيه, في اليوم العالمي للمعلم الذي يوافق هذا العام يوم الثلاثاء 25/6/1420ه تقيم الامم الندوات والحوارات المذاعة والمتلفزة حول تطوير وتحسين واقع المعلم وتراجع ما بذلت من جهود واقرت من سياسات يفترض ان ينعكس أثرها الايجابي على توفير افضل الظروف للمعلم لكي يقوم برسالته على اكمل وجه.
د, عبدالعزيز ابن سعود العمر

رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
مقالات
المجتمع
الفنيـــة
الثقافية
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
ساحة الرأي
الرياضية
مدارات شعبية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved