وعي المملكة العميق بأدوارها المرتجاة في إطار الأسرة الدولية,, لم يكن أمراً طارئاً أو اهتماماً ثانوياً في قائمة الأولويات السياسية السعودية.
فالمملكة ظلت دوماً عضواً فاعلاً، بل ومؤسساً في العديد العديد من المنظمات الدولية، وكان إسهامها في تلك المنظمات - وعلى رأسها الأمم المتحدة - إيجابياً سواء في الانحياز الكامل للسلام والعدل الدوليين، أو دعم سبل التعاون بين شعوب العالم، أو المشاركة الفاعلة في كل ما يخدم أهداف الإنسان وطموحاته على ظهر الأرض.
لذلك، اكتسبت المملكة عبر سني عمرها المديد - بإذن الله - مكانة دولية مرموقة، جعلت منها محطاً لأنظار كل العالم فيما يخص مواقفها تجاه القضايا والأحداث والمستجدات، بما ترتبه هذه المواقف من أهمية على أرض الواقع، خصوصاً وأن الاحترام العميق الذي يحظى به قادة المملكة، يجعل من القرار السعودي ذا وزن خاص على صعيد المجتمع الدولي بكل كياناته ومجموعاته.
وفي كلمة المملكة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي تابعتها أجهزة الإعلام الدولية، تواصل النهج السعودي الراسخ تجاه دعم كل ما يحفظ استقرار وأمن شعوب العالم,, بعيداً عن ويلات الحروب وكل مهددات السلم الدولي، فكان التشديد على أن التعاون فيما بين دول العالم لحل المشكلات الراهنة بكل التجرد والموضوعية والشعور بالمسؤولية أصبح يشكل ضرورة لا مناص منها، ويتوقف عليه مستقبل منظمة الأمم المتحدة ومستقبل العالم .
وحمل الخطاب حرص المملكة المستمر على التمسك بمبادىء وأهداف ميثاق الأمم المتحدة، وضرورة دعم هذه المنظمة الدولية ووكالاتها المتخصصة، اقتناعاً بأن الأمم المتحدة تشكل أفضل إطار ممكن للتعاون الدولي في ظل موجة العولمة المتدفقة.
وتجيء التأكيدات السعودية على المواقف المبدئية المنحازة لسيادة روح التعاون والصداقة ونبذ العنف,, رسالة للعالم أجمع من خلال منبر الأمم المتحدة,, بأن المملكة باقية - كعهدها - على ثوابت سياساتها الخارجية، وأنها تعي دورها المهم على الخارطة الدولية، كدولة لها وزنها المعروف في تشكيل وصناعة القرار الدولي، وأنها من هذا المنطلق ستظل عوناً وسنداً لكل جهد دولي يقي سكان الأرض شرور النزاعات والحروب المدمرة، ويرفد حياة الإنسان لينعم العالم كله بالخير والأمن والسلام والاستقرار.