** رغم أنني أدرك أنني أدافع عن قضية عادلة,, وعن حقوق مهضومة,, لكنني لم أتصور أبداً,, أن تكون ردود الفعل على الزاوية التي كتبتها عن التلفاز بهذا الحجم,.
** لقد تلقيت عشرات الاتصالات يومي الأحد والاثنين الماضيين,, وتلقيت عشرات الفاكسات,, فيما لاحظت على كل من واجهته شخصيا,, علامات السعادة والرضا حول ما كتبته عن التلفاز,.
** الكل يقول,, لقد قلت ما نود ان نقوله,.
** نعم,, لقد هضم تلفازنا,, ولقد تمادى البعض في حديثه عن التلفاز,, ولقد أصبح التلفاز ملطشة لبعض الجهلة,, واللوم كل اللوم,, ليس على هؤلاء أبداً,, بل على من ترك لهم الفرصة ليمارسوا شخبطاتهم وجهالاتهم في أعمدة الصحف,.
** الاتصالات,, لم يكن اكثرها ابداً من الزملاء في التلفاز,, بل كانت من مسؤولين ومن أدباء ومفكرين وأكاديميين ومثقفين ومن مختلف المشارب والثقافات,, كلها اجمعت,, ليس على استحسان الزاوية,, بل على ان تلفازنا ناجح ناجح,, وانه في المقدمة بين سائر المحطات العربية,, وانه الافضل بدون منافسة,.
** فيما اجمعت,, على ان ما يقال في بعض الصحف من شخبطات حول التلفاز ليس نقداً هادفاً,, وليس رأيا ناضجا,, بل تفحيط صحفي .
** لقد تحدث معي استاذ جامعي بدرجة برفسور في الآداب وقال: ألا يعي هؤلاء المشخبطون اسلوب النقد ومقوماته؟
** وهل يعتقد الاخوة رؤساء التحرير ان ما قيل في التلفاز,, يعد نقداً هادفاً يستحق النشر,, ويستحق أن يقرأ؟
** وهل يحق لمن هب ودب ان يتناول مؤسسة ثقافية اعلامية عملاقة يقوم عليها خبراء ومختصون ومهنيون ومثقفون,, يتناولها بشخبطات صبيانية تخجل من قراءتها؟
** ثم كيف اتيحت لهم الفرصة,, هل الصحافة بلا بوابة؟!!,, وهل الصحافة تنشر كل شيء؟
** ثم,, لمن يوجه هذا الكلام,, ومن الذي يصدقه,, ونحن نشاهد التلفاز ليل نهار,, وندرك حجم الجهود الكبيرة التي بذلت فيه,, ونعرف كيف نقيمها,, وكيف نتعاطى معها؟
** انني هنا,, ليس بوسعي ابداً,, ان أنقل لكم,, كل هذه الاتصالات,, وكل هذه الرسائل,, وكل ما قيل حول تلفازنا العزيز,, لكني اشكر كل من اتصل,, وكل من أرسل,, ابتداءً من زميلنا الكبير معالي وزير الاعلام الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي,, والذي اكد انه يهمه النقد,, ويهمه الرأي الآخر,, ويهمه كل ما ينشر,, متى كان يحمل رأياً ناضجاً,, وفكرة تستحق الدراسة,, ومروراً بالزملاء في التلفاز,, والزملاء في وسائل الاعلام الاخرى,, وبعض الاكاديميين والمثقفين والنقاد بمن اعتز برأيهم,, حيث اكدوا أجمع,, انهم يتعاطفون مع التلفاز,, ومع العاملين في التلفاز,, وأنهم يرون ان ما ينشر في اكثر الاحيان - مع الأسف - لا يمكن ان يصنف في خانة النقد بمقوماته الصحيحة,, وقالوا,, ان التلفاز يعاني بالفعل من هذه الاقلام والكتابات الركيكة,, التي جعلت هاجسها,, محاولة النيل من كل عمل ناجح,.
** ونحن اجمع,, لسنا ضد النقد أبدا,, بل ان التلفاز وغير التلفاز يرحبون بالنقد ولكن,, ليكن بالفعل نقداً,, تتوفر فيه شروط ومقومات النقد,, وعندها,, سأؤكد لكم,, ان التلفاز سيكون اول من يلتفت له ويتفاعل معه,, ويمد كل الجسور,, كما تعودنا منه ذلك دائما.
** مرة أخرى,, أشكر كل الذين اتصلوا,, وعلى رأسهم معالي زميلنا الكبير الدكتور فؤاد عبدالسلام الفارسي,, حيث غمرني بشكره وتقديره وقال,, ان زملاءك في التلفاز يشكرون لك هذه الوقفة,.
** ونحن بدورنا,, نشكر معالي الوزير على تفاعله ومتابعته لكل ما ينشر,, والله أسأل ان يمدنا بعونه وتوفيقه.