عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن التعليم والتعلم، واصبحت اكثر المقالات في هذه الصفحة العزيزة حول التعليم عامة في هذه البلاد بداية بالطالب ونهاية بالمعلم والادارة المدرسية وغيرها من مجالات التعليم المتعددة، والحقيقة ان الاخوة والاخوات الذين كتبوا حول هذه المواضيع المختلفة قد وفقوا الى حد ما باعطاء الحلول والمقترحات والتعليقات والردود المناسبة، وتكملة لما يدور حول هذه المواضيع احببت ان ادلو بدلوي المتواضع هذا والذي ارجو ان ينال القبول.
نلاحظ ضعف وجود الثقة بين بعض افراد المجتمع تجاه المدرس الوطني، بمعنى ادق ان المواطن يثق بالمعلم الاجنبي اكثر من المعلم الوطني، وهذه مشكلة خطيرة يتوجب تلاشيها عن اذهان وعقول بعض افراد هذا المجتمع، ولاشك بأن المعلم الاجنبي ومع احترامنا الشديد له ماهو الا معلم يقضي عدة سنوات في هذه البلاد عن طريق التعاقد وبعدها يعود الى بلده بينما المعلم الوطني هو الذي يبقى للوطن وابناء هذا الوطن، ووجود مثل هذه الفجوة، واعني بها ثقة المواطن بالمعلم الوطني، تكتسب الاهمية في كون ان المعلم الوطني اصبح اليوم مثالاً يحتذى به بما يحمله من تأهيل ودرجة علمية متقدمة في مجال التربية والتعليم.
ان عامل الثقة مكسب ومطلب لاغنى عنه، وعندما تنعدم هذه الثقة يصبح المعلم لا قيمة له ولا بعلمه, والفكر السائد اليوم ان المعلم الاجنبي اقدر واكفأ من اخيه المعلم الوطني، وهذا فكر ومفهوم خاطىء لاشك انه ليس في محله, فعامل الثقة بين المواطن والمعلم الوطني يكمن في ترسيخ مبدأ ان المعلم الوطني جدير بعمله ولم يبلغ هذا الموضع ولم يصل الى هذه المكانة الا لاستحقاقه ذلك، فقد كان يوماً ما طالباً على مقاعد الدراسة وتخطى هذه المرحلة ودرس وكافح حتى اصبح معلما تقع عليه مسئولية تربية الاجيال, ان المعلم على قدر كبير من تحمل هذه المسؤولية وهذه الامانة ومؤهل لهذا الغرض ولله الحمد, وان من واجب الاسرة ممثلة في الاب والام واجهزة الاعلام المختلفة والشارع السعودي عموماً تقديم افضل صورة للمعلم الوطني حتى يرسخ هذا المفهوم في عقول واذهان ابنائنا الطلاب وحتى يكسب المعلم من خلال ذلك المفهوم ثقة الطالب اولاً وهذا هو المهم ومن ثم ثقة المواطن, ان شعورنا بالمسؤولية واحساسنا اللامحدود تحتم علينا عدم التقليل من شأن واهمية المعلم الوطني والتي لا تقدر بثمن, كما يجب ان نعطي المعلم الوطني كل الثقة ونمكنه من ذلك حتى تكسبه هذه الثقة المزيد من العطاء والدافع نحو ماهو افضل, وصدق الشاعر حينما قال,.
قم للمعلم وفّه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولاً |
اعيد القول بأن الثقة من اهم العوامل الدافعة للمعلم للمزيد من العطاء والتضحية, ودمتم.
يوسف بن صالح محمد الحزيم
سكاكا- الجوف