عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,.
استعنت بالله بعد تردد والتحقت بناد للتخسيس في محاولة جادة لانقاص وزني الزائد قليلاً، وتبعاً لذلك بدأت بالالتزام ببرنامج غذائي ورياضي اعده لي المدرب العربي الجنسية الذي يعمل في النادي، وبعد مضي بضعة اسابيع على ذلك كان الانخفاض في وزني ضئيلاً ولا يتناسب مع المجهود الذي بذلته، وقد كنت انتظر من المدرب ان يرفع من معنوياتي الا انه بدلاً من ذلك اخذ يؤكد على ان كتل الشحوم التي يكتنزها جسدي من النوع القاسي الذي من الصعوبة اذابته، واصبح يعزف على هذا الوتر الحساس كلما اتيحت له فرصة، وانا غارق في استغرابي الى ان تلاشى هذا الاستغراب عندما انفرد بي في احد الايام واخبرني ان الحل الافضل والاسرع لازالة الشحوم التي يكتنزها جسدي هو تناول اقراص لديه مهمتها الاسراع في انقاص وزني، واخبرني انه سيكون بمقدوري ان اتخلص من عشرة كيلو جرامات في الشهر بدلاً من ان اتخلص من خمسة اذا انا استخدمت هذه الاقراص التي لديه، ثم بدأ في اغرائي بالنتائج الباهرة التي تحققت لمن استخدمها قبلي، ثم اكد لي ايضاً على انه لا ضرر من استخدامها لانها عشبية، الا انني رفضت عرضه، ومما ساعدني على ذلك ان وزني لم يكن مرتفعاً بالشكل الذي يغريني بالانخداع بكلامه المعسول، حيث كنت احتاج الى انقاص بضعة كيلو جرامات فقط، ولكن الاسئلة التي خطرت في بالي لحظتها هي: هل سيرفض عرضه هذا من كان يحتاج الى ان ينقص من وزنه خمسين كيلو جراماً -مثلا- او اكثر، وكم استطاع ان يستغل خلال فترة عمله بالنادي، وكم من فرد تضرر جسدياً او صحياً من جراء تناوله لهذه العقاقير المجربة فقط، وكم وصل رصيده البنكي نتيجة استغلاله للحالة النفسية السيئة التي غالباً ما يكون عليها ذو الوزن الثقيل، الذي لا مانع لديه من خسارة المال في سبيل الوصول الى الرشاقة والقوام المثالي بأقل جهد واسرع وقت، ومما يؤكد ذلك مستحضرات واجهزة التخسيس التي اصبحت تجد رواجاً هائلا لدى الكثيرين واصبحت ملء السمع والبصر في كل وسائل الاعلام، واصبحنا نرى الكثير من الشركات التجارية وهي تستخف بذوي الوزن الزائد وتحاول بيع الوهم لهم، فاحدى الشركات التجارية -مثلاً- ازعجتنا ببنطلونها الذي ينقص الوزن بلا تمارين رياضية بمجرد ارتدائه لمدة نصف ساعة في اليوم، اما الشركة الاخرى فتؤكد على امكانية الحصول على الرشاقة والقد المياس بمجرد استخدام الدهان الذي تم تركيبه من قبلهم قبل النوم، وواحدة اخرى كسابقتيها زفت للجميع اختراعها المدهش الا وهو القلم السحري الذي يسد الشهية عن الطعام فينقص الوزن الى غير ذلك, اعود للمدرب العربي الذي - وللاسف الشديد- عندما اخبرت احد الذين تعرفت عليهم في النادي بما عرضه علي قال لي وبكل بساطة: خذ هذه الحبوب واذهب بها الى صيدلية تقع في شارع العليا بمدينة الرياض تبيع الكثير من حبوب التخسيس واستشرهم عن مدى ضررها عليك، وقد ادركت من جوابه هذا ان البعض منا لا يزال يفتقد الى الوعي الذي يجعله يدرك خطر تناول عقاقير -يقال انها عشبية- دون وصفة طبية، وحتى ان كانت عشبية فهل هي ملائمة لكل شخص على اختلاف حالته الصحية والتكوينية، ثم منذ متى كان الصيدلي يقوم مقام الطبيب، ومن يحمينا من تجاوزات بعض الصيادلة، حيث جعل البعض منهم من نفسه طبيباً واخصائياً في شؤون التغذية وخبيراً في شتى المجالات، ثم ايضاً ما دور وزارة الصحة في مراقبة الصيدليات التي اصبحت تبيع السموم بدلاً من الدواء، واختم هذه المقالة بالتساؤل عن دور الجهات المختصة كوزارة التجارة في متابعة اندية التخسيس وبناء الجسم التي تحولت بقدرة قادر الى مراكز تجارية طبية تتفنن في تسويق حبوب وعقاقير انقاص الوزن، سواء بمباركة من مالكيها او لضعف متابعتهم لها وسوء اختيارهم للمدربين، الذين لم يكتفوا باستغلال ذوي الوزن الزائد بل تجاوزوا ذلك الى استغلال الكثير من المراهقين الذين يرغبون في بناء اجسادهم ليحسوا بمقدار رجولتهم عندما يرون اجسامهم وقد تحولت الى كتل من العضلات، وذلك ببيعهم سموماً تنفخ عضلاتهم، ومن لا يصدق ما اقول فما عليه سوى التوجه الى احد اندية التخسيس وبناء الجسم ليرى بأم عينه فتى يافعاً لم يمض على اشتراكه في النادي سوى بضعة اشهر وقد تحول جسمه الى كتل من العضل, والله من وراء القصد
علي بن زيد بن علي القرون
حوطة بن تميم