احدى المحطات الفضائية المشفرة والتي تعتمد على (الهشك بشك) في اجتذاب زبائنها,,؟! لم تكتف بما سببته من افساد كبير للذوق العام فلجأت لقاموس البرامج الجماهيرية التي يتعلق بها ابناء المنطقة فوجدت موضوع الشعر النبطي والذي يجد اقبالاً منقطع النظير من ابناء المملكة والدول المجاورة والذين اصبح
اغلبهم شعراء ولم نعد نجد من يستمع لهم,,؟!
وقد اخذت تلك المحطة بالإعلان عن هذا البرنامج منذ فترة زمنية طويلة وما ان بدأت ببث العمل حتى شاهدنا العجب العجاب وذلك من خلال معد ومقدم البرنامج الذي لايعرف لغة الشعر ومفرداته الا كمعرفتي (باللغة الكورية),,؟!
فقد اخذ هذا المذيع يصول ويجول في بحور الشعر النبطي ويمر على اسماء بعض الشعراء وينطقها بشكل ركيك ومخجل غير مفهوم وبلسان اقرب للفرنسية منه للعربية؟! كذلك غربته الضاربة في الجذور عن هذه الثقافة ذات الخصوصية والهوية والشكل المحدد جعلته يضحك الآخرين بضحالته وعدم المامه بالموضوع شكلاً ومضموناً,.
وهذا ما جعله ايضاً يستضيف احد الشعراء على حد قوله في البرنامج المذكور واكاد اجزم بان هذا الشاعر الضيف ربما كان شاعراً بعسر هضم او (دوخة) واخذ هذا الضيف يتحدث بإسهاب شديد عن الشعر وقصائده التي لاتلتزم بأي شيء في الدنيا سوى ببعض المفردات القادمة لنا من الشرق الاقصى ,, ثم استرسل في تقويم وتصنيف شعراء النبط في المنطقة,,؟!
والسؤال,, إلى هذه الدرجة يتم الاستخفاف بعقولنا وحضارتنا وتاريخنا وثقافتنا,, ألايعرف السادة القائمون على تلك المحطة بان الشعر النبطي بالنسبة لنا يعتبر امتداداً طبيعياً وحقيقياً للشعر العربي وللغتنا العربية,,؟! ولماذا لايكتفون ببرامج (,,,) ويبعدون عنا ولايحاولون المساس بنا لاننا ومهما كانت الظروف اصحاب حضارة ضاربة في جذور هذه الارض ولن يؤثر فينا من يحاولون سلخنا او التشويش على ثقافتنا,,؟!
ولكن وامام هذا الضياع الذي تعيشه تلك المحطة تبث محطة فضائية اخرى برنامجاً نموذجياً يجسد ويبلور هذه الثقافة ويقدمها بأسلوب حضاري جميل يتفق مع اصالة وقيمة هذا الشعر,, تحت مسمى (عذب الكلام) وما اعذب ما يقال وما نشاهده من خلال هذا العمل وكما يقال,, (أعط القوس باريها),,؟!
سامي عبدالعزيز العثمان