عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, وبعد:
اطلعت على جريدتنا الغراء الجزيرة في صفحة (عزيزتي الجزيرة) ذات مرة واستوقفني مقال للأخ/ سعد العليان - تحدث خلاله عن نشاطات مركز صالح بن صالح الثقافي بعنيزة ومقترحات حول تفعيل بعض النشاطات الاجتماعية التي يقدمها المركز والتي تهم بالدرجة الأولى شرائح كثيرة من المجتمع حسب قوله.
وأود هنا ان اطرح بعض التساؤلات او المداخلات ان صح التعبير.
- حقيقة لم تشهد منطقة القصيم صرحاً ثقافيا كمركز صالح بن صالح والذي يعد مفخرة لكل الأجيال والمعلم على وجه الخصوص حيث وكما يعلم الجميع انه تأسس تكريما ووفاء (للأستاذ/ صالح بن صالح - يرحمه الله) الذي قضى زهرة شبابه في تعليم ابناء المنطقة عموما والذين اصبح لهم باع طويل في مجالات عديدة فمنهم الوزراء والأطباء ورجال الفكر والثقافة، وقد انطلقت مسيرته المباركة في منتصف عام 1347ه تقريباً في وقت لم يعم التعليم مناطق كثيرة من المملكة؛ وكان حلمه - يرحمه الله - ان يعم التعليم كافة ارجاء المملكة وعاش حتى عام 1400ه ورأى ما كان يتمناه بفضل من الله ثم بجهود مباركة لحكومة حرصت على أهم مقومات الحياة ألا وهو التعليم.
وتأسس مركز ابن صالح الثقافي في عام 1407ه وهو العام الذي بدأ به ممارسة نشاطاته بشكل مكثف بعد افتتاحه رسمياً في شهر رمضان المبارك في نفس العام.
بدأ مركز ابن صالح الثقافي نشاطاته الثقافية وكان يعج بالمثقفين والاوفياء الذين وجدوا ضالتهم في هذا المركز الثقافي وكان هناك العديد من المنتديات الثقافية والندوات الأدبية وورش العمل التي افرزت لنا العديد من ابداعات هؤلاء المثقفين, وامتد العمل ليشمل الاجيال القادمة وعملت الخطط والبرامج التي تهدف في مجملها لخلق جيل واع مثقف ملم بما يحدث من تطورات في مجالات متعددة، وباسعار رمزية,, هذا في الماضي اما في الوقت الحاضر,, فاقرب تسمية ربما اليق بالمركز هي مركز صالح بن صالح الثقافي التجاري وهذا نابع من الطريقة التي يتبعها القائمون على المركز في الآونة الأخيرة,نتتبع كلمة اسعار رمزية فنجدها,, اسعاراً وهمية كثير من البرامج التي اشترك بها بعض من تربطني بهم علاقة هي في الواقع استنزاف للأموال تحت غطاء برامج وانشطة اجتماعية وأود ان اطرح على القائمين على هذا المركز تساؤلاً بسيطاً ألا وهو ان ابسط قاعدة اقتصادية تقول الطلب يحدد العرض فإذا كانت البرامج التي يقدمها المركز اقل من الطلبات المتراكمة للمشتركين في زيادة عدد البرامج ، نستنتج ان المركز قد حقق ربحية لابأس بها,, وقام بتحقيق رسالته في خدمة المجتمع,, اما ان تزيد تلك الرسوم سنة عن السنة التي سبقتها فهذا يعني ان المركز وباستنتاج بسيط اما انه يهدف من خلال هذه الرسوم الى تقليص اعداد المشتركين بالأنشطة,, ولا اظنه يهدف لذلك,, او الاحتمال الآخر هو زيادة الربحية والمتاجرة من خلال هذه الانشطة على حساب مشتركي الانشطة,, وهذا هو الاقرب الى الصواب كما أظن.
وإليكم بعض الأنشطة التجارية التي يقدمها مركز صالح بن صالح الثقافي بعنيزة,.
- المكتبة,, لايخفى عليكم ما للمكتبة من دور حيوي خاصة في حياة الطلبة والطالبات لمساعدتهم في بحوثهم العلمية والادبية ولأن مكتبة المركز تعتبر من المشارب الصخمة في منطقة القصيم ويقصدها الباحثون من الطلبة وغيرهم من شتى ارجاء المنطقة لاستعارة كتاب او مرجع معين كغيرها من المكتبات العامة,, ولكن,, يفاجأ طالب هذا المرجع او ذاك الباحث بأن هذه الكتب والمراجع قد حجبت عن الإعارة ومن اراد كتابا ما,, عليه بإيجاد شفيع,, او يدف قيمة تصوير جزء من هذا الكتاب وليس الكتاب كاملاً والذي يعتبر من المحظورات لدى المركز للحفاظ على حقوق الطبع وتحنب الدخول في مسألة هم في غنى عنها، وبيت القصيد في هذا الموضوع هو سعر التصوير اذ ان السعر قد حدد بريال واحد فقط,, لكل خمس صفحات,, فأين تشجيع طلبة العلم كما يزعمون,, مع ان التصوير خارج اسوار المركز ينافس هذه الاسعار.
- صالة التمارين الرياضية,, من منطلق حرص المركز على ايجاد جسم سليم للعقل السليم، فقد اوجد في المركز صالة تمارين رياضية باشتراك شهري قدره (مائة ريال) للفرد كما هو موضح لديهم في الإعلان,, رغم ان هذه الصالة تفتقر الى الكثير من الأجهزة الأساسية لأي صالة تدريب,, مع الأخذ بالاعتبار ان هذه الصالة ضاقت بمرتاديها الذين لم يتعدوا العشرة متدربين,, وهذه المعلومة استقيناها من احد المتدربين بالصالة المذكورة,, مع الأخذ بالاعتبار ايضا ان التدريب من بعد صلاة المغرب حتى صلاة العشاء فقط.
- صالة الالعاب الرياضية,, وهي في الحقيقة لاتستحق الذكر لانها والواقع يشهد بذلك استراحة لمرتادي المسبح والذي سوف يأتي ذكره.
- المسبح,, اصبح يئن تحت وطأة المواد الكيميائية لبث الروح فيه,, وقد قيل,, لايصلح العطار ما افسد الدهر,, اذ انه ومنذ (ثلاثة عشر عاما) لم يجر عليه أي صيانة تذكر وطفح أبناؤنا مادة الكلور والتي يغص بها المسبح,, علما بان المسبح في هذا العام فقط قد غص بالمرتادين وقد شاهدت ذلك بام عيني بعد زيارة في فترة الصيف إذ يفوق عدد المشتركين,, المائة مشترك,, هذا ما شاهدته والخافي اعظم,, ممن يرتادون صباحا ومساء وقد استفسرت من احد القائمين على المسبح عن قيمة الاشتراك علّني ألحق بركب السباحين,, وافادني، افاده الله، ان قيمة الاشتراك هي ثلاثمائة ريال لمدة شهر ونصف تقريباً,, وسألته وان كنت احفل بعضوية الجمعية,, (وبالمناسبة مركز ابن صالح الثقافي هو احد فروع الجمعية الخيرية الصالحية بعنيزة,, فرد علي هذا الموظف بأن العضو لايحق له بممارسة السباحة,, إلا,, ثلاثة ايام في الاسبوع,, فحمدت الله انني لم احفل بهذه العضوية,,! ولكم ان تتخيلوا وبحسبة بسيطة مدخول هذا المسبح.
- البرامج الموسمية,, وهي تلك البرامج التي تعقد في فترات معينة،,, كالمركز الصيفي مثلاً,, وعادة ما يستمر لمدة شهر ونصف تقريباً وقد دأب مركز ابن صالح على ايجاد هذا المتنفس لفلذات أكبادنا لايجاد نوع من التآلف بين هذه الاجيال وخلق روح العمل الجماعي الموحد,, وهذه من اهم مقومات المراكز الصيفية,,, ولكن يؤخذ على القائمين على هذه المراكز الصيفية التي يطالعنا بها مركز ابن صالح كل عام,, الصبغة المادية البحتة وارتفاع نسبة رسوم التسجيل من عام الى آخر والتي تصل الى (تسعمائة ريال) للطفل الواحد,, حتى غدا هذا المركز الصيفي للموسرين فقط علما بأن معظم المشتركين هم من ابناء الموظفين ذوي المراتب والمرتبات المتوسطة وذلك تلبية لضغط الابن للاشتراك بالمركز الصيفي بمركز ابن صالح للهروب من المراكز الأخرى والتي يغلب عليها طابع الصرامة من قبل القائمين على تلك المراكز.
وسؤالي,,, اين هو الدور الاجتماعي لمركز ابن صالح الثقافي,,؟ حتى لانطلق عليه الصبغة التجارية, ولعل الرسالة التي ظهرت ووزعت خلال الحفل الختامي للمركز الصيفي لهذا العام 1420ه والذي أتى عقيما مقارنة بحفل العام الماضي,, قد جسدت ما تحدثت عنه آنفا من خلال آراء المشرفين واعضاء المركز الصيفي وإبداء الكثيرمن الملاحظات حول البرامج المزمع تنفيذها ولم تنفذ,, والتي نفذت ولم ترتق لتطلعات المشتركين بهذا المركز وتفتقر لأبسط مقومات النجاح,, رغم المبالغ الباهظة التي تم تحصيلها من مشتركي المركز الصيفي.
- الحاسب الآلي,, ولانه لغة العصر,, اصبح قسم الحاسب الآلي بمركز ابن صالح (كمدعي العلم),, فمع فقره الى الكفاءات التي تتولى التدريب,, نجد انه يضرب بالاسعار دون هوادة وكأنه احد فروع مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ولكم بزيارة هذا المركز مركز الحاسب الآلي اليقين.
- اللغة الانجليزية,, رغم الحاجة الى وجود مثل هذا القسم لخدمة المجتمع من طلبة وموظفين إلا ان الصبغة التجارية قد طغت على خدماتها رغم التوافد الكبير من قبل المتدربين,, ولكن,, مجبر اخاك لا بطل وكأني بالكثير من الملتحقين في هذا القسم هم في حقيقة الأمر مجبرون لدفع هذه الرسوم للحاق بركب التطور وتطوير انفسهم بإيجاد رافد لهم للحصول على مستويات افضل في مجالاتهم.
كثيرة,, ومقحمة تلك الرسوم الرمزية,, يا إدارة المركز,,وعلى الرغم من ان مركز ابن صالح وحسب علمي من اناس ثقاة تصله تبرعات كبيرة فضلاً عن الدعم الذي يصل من مقام الرئاسة العامة لرعاية الشباب وهو مخصص لدعم انشطة وبرامج المركز.
وددت من خلال هذا المقال إبراز قليل من الحقائق,, والتي لا اظنها تخفى على مواطني محافظة عنيزة,, ولكن يجب ان يكون هناك تصحيح لهذا الوضع,, ليقوم مركز صالح بن صالح الثقافي بدوره الحقيقي في خدمة المجتمع, ولم يكن دافعي لكتابة هذا المقال إلا الغيرة على مرافق هذا الوطن الغالي,, وليكون مركز صالح بن صالح الثقافي بعنيزة، مركزا ثقافيا كما عهدناه,والله من وراء القصد,.
فيصل بن محمد الشارد
عنيزة