عزيزتي الجزيرة
جهاز صغير لا يحتاج الى كهرباء ولا صيانة تحمله معك هبة من الله اينما ذهبت وحيثما حللت انه لسانك الذي في فمك تسبّح به الله تعالى وتحمده فلا يأخذ منك التسبيح والتحميد اكثر من ثانية او ثانيتين ولا يكلفك من الجهد شيئاً فما اكثر ما نستخدم اللسان في كلام لا طائل من ورائه ان لم يكن مجلبة للسيئات اذا كان حديثنا غيبة او نميمة او كذبا.
قد تقول صحيح ان التسبيح والتحميد لا يأخذ من وقتي ولا يكلفني من الجهد الكثير ولكن اين الارباح؟ لست انا من يخبرك بأرباح وجوائز هذا التسبيح والتحميد وغيره من ذكر الله تعالى بل انه الرسول عليه الصلاة والسلام قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في كل يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتبت له مائة حسنة ومحيت عنه مائة سيئة وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ولم يأت احد بأفضل مما جاء به الا احد عمل اكثر من ذلك , تعال اخي المسلم نحسب كم ربحت من هذا التهليل والتحميد لو اردت ان تحسب ثمن عشر رقاب اشتريتهم لتعتقهم وتنال باعتاقهم اجرا من الله الا يكون المبلغ كبيراً بل كبيراً جداً هذا هو الربح الاول, ثم بكم ستتصدق على الفقراء والمساكين حتى تنال مائة حسنة لاشك انه مبلغ لا بأس به وهذا هو الربح الثاني, ثم بكم ستتصدق ايضاً حتى تنال حسنات تذهب مائة سيئة عليك مصداقاً لقوله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات انه مبلغ لا بأس به ايضاً وهذا هو الربح الثالث, واخيراً كم تدفع اجراً في اليوم لحارس يحميك من غدر يتهددك وهل هناك غدر اخطر من الشيطان لقد اخبرنا عليه الصلاة والسلام ان كلمات الذكر السابقة تكون لمن يذكرها مائة مرة حرزاً من الشيطان يومه حتى يمسي، والحرز كما جاء في قواميس اللغة هو الموضع الحصين ويؤكد الرسول عليه الصلاة والسلام ان هذه حقيقة وليست مبالغات وذلك في قوله عليه الصلاة والسلام في نهاية الحديث ولم يأت احد بأفضل مما جاء به الا احد عمل اكثر من ذلك اي احد اعتق عشر رقاب وعمل بما جلب له مائة حسنة ودفع عنه مائة سيئة وصرف عنه الشيطان فلم يوقعه في معصية او يؤذيه طوال ذلك اليوم فما اعظمه من كسب وما اربحها من تجارة رأس مالها قليل وجهدها سهل وربحها مضمون, فما عليك اخي المسلم الا ان تسخر هذه النعمة اللسان في كسب الحسنات وجلبها ومحو السيئات وازالتها بالاكثار من الذكر والاستغفار وانت في البيت او العمل او السيارة فان ذكر الله باللسان لا يحتاج الى طهارة او استقبال القبلة فكن دائماً ذاكرا لله عز وجل تنل هذه الارباح العظيمة.
خولة بنت إبراهيم أبو حامد
الرياض