عدد من المشاركين في المسابقة الدولية للقرآن الكريم يشيدون باهتمام وعناية حكومة المملكة بالقرآن وحفظته
* مكة المكرمة - الجزيرة
أثنى عدد من الطلاب المشاركين في المسابقة الدولية الحادية والعشرين لحفظ القرآن الكريم وتلاوته وتفسيره بمكة المكرمة على الجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد في خدمة القرآن الكريم وحفظته في كل مكان بأنحاء العالم.
واكدوا في احاديث لهم أن اهتمام المملكة الكبير بكتاب الله واهله شجعهم على اتقان الحفظ والاقبال على المنافسة كما اكدوا على اهمية دراستهم وحفظهم السنة النبوية حتى يمكنهم ان يصبحوا دعاة الى الله على بصيرة.
وطالبوا وسائل الاعلام في العالمين العربي والاسلامي بزيادة الاهتمام بهذه المسابقة الدولية لما لها من تأثير كبير في زيادة اقبال ابناء الامة على حفظ كتاب الله الكريم طمعا في مرضاة ربهم وزيارة بيت الله الحرام.
الشوق كان دافعي
فمن دولة الفلبين تحدث المتسابق في الفرع الاول عالم الدين آدم 22 سنة الذي اوضح ان مشاركته في هذه المسابقة كان دافعها الاول تأكيد حفظه لكتاب الله الكريم الذي يحفظه كاملا، وكذلك دافع الشوق الشديد لزيارة هذه البقعة المباركة من ارض الله التي يكثر اجرها في العبادة وكونها مكان مولد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وافاد بأنه بدأ حفظ القرآن الكريم منذ كان عمره 12 سنة وانه كان يعاني كثيرا من صعوبة تعلم اللغة العربية رغم سرعة حفظه لكتاب الله وذلك نتيجة للفقر وقلة الامكانات التي يعاني منها قومه في جنوب الفلبين الا انه حفظ كتاب الله كاملا في اربع سنوات بمعهد فاسيجان بالفلبين.
ويطمح آدم ان يصبح معلما للقرآن الكريم قراءة وتجويدا ومنهجا وتطبيقا وان يخدم ابناء بلده من المسلمين بنشر علوم القرآن الكريم مع حمل لواء الدعوة الى الله عز وجل وطالب في هذا الصدد بضرورة استمرار المنح الدراسية التي تهبها المملكة العربية السعودية في جامعاتها لأبناء المسلمين وخاصة حفظة كتاب الله الكريم في دول الاقليات المسلمة المحتاجين.
ويرى المتسابق الفلبيني ان الحوافز التشجيعية والتسهيلات التي تقدمها الوزارة للمتسابقين كافية لايقاظ مشاعر المشاركين وحفزهم على التنافس في شرف الحصول عليها.
وعن شعوره اثناء ادائه العمرة يقول انه شعر بجلال الله وقدرته، كما بهرته التوسعة المباركة ودعا الله ان يوفقه لزيارة اخرى مع اسرته ووالديه للحرمين الشريفين.
قطعت دراستي
اما المتسابق الاوغندي محمد متواتر موسى سبليمي 25 سنة فأفاد بانه اتم حفظ القرآن الكريم كاملا خلال ثلاث سنوات ونصف السنة مشيرا الى انه حبا في كتاب الله وحفظه قطع دراسته وهو في المرحلة الاعدادية وبعد اتمام الحفظ في المعهد الاسلامي بوغيمي جنجا عاد لاستئناف دراسته وحصل على الثانوية.
وينصح محمد سبليمي الراغبين في حفظ القرآن الكريم باجتناب المحرمات والابتعاد ما امكن عن التلفاز واختيار مدرس مجتهد يتعلم على يديه.
ودعا سبليمي اهل الخير والاحسان بهذا البلد الكريم لدعم ومساندة حفظة كتاب الله في اوغندا واعانتهم على اداء رسالتهم في تعليم النشء كتاب ربهم ونشر علومه مؤكدا في هذا الصدد ان جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الاسلام والمسلمين في كل مكان لا تقدر بثمن.
وأبان المتسابق الاوغندي ان هذه ليست المرة الاولى التي يشارك بها في مسابقات دولية حيث سبق له المشاركة في مسابقتين في كل من ايران ومصر.
تشجيع الوالدين وراء مشاركتي
ومن جانبه اكد المتسابق محمد ياسر طاهر الدين 21 سنة من دولة سريلانكا ويشارك في الفرع الثاني انه لم يجد اية صعوبة منذ بدايته لحفظ القرآن الكريم كاملا وانه كان ينظم اوقاته بين الحفظ ودراسته العلوم الاخرى بالجامعة الاسلامية في بناولفديا بسريلانكا، حتى تمكن من الحفظ في وقت يسير بفضل الله تعالى ثم بالتدريب على يد والديه منذ صغره رغم عدم تحدثه بالعربية.
واشار طاهر الدين الى ان والدته كانت وراء تشجيعه على التفوق في الحفظ والمنافسة للمشاركة في هذه المسابقة وان رغبته الشديدة في رؤية الكعبة المشرفة كانت ايضا وراء مشاركته في هذه المسابقة.
دراسة السنة النبوية مهمة
ويرى المتسابق مثقال حسن كساب عيسى 21 سنة من فلسطين والذي يشارك في الفرع الثالث رغم حفظه لكتاب الله كاملا ان على حافظ القرآن الكريم دراسة السنة النبوية وحفظها ايضا لانها مكملة للقرآن الكريم ولا غنى للانسان عنها.
وعن بداياته مع حفظ القرآن الكريم اشار مثقال عيسى الى انه كان يخصص ساعتين يوميا للحفظ صباحا ومساء وكان يخصص يوم الجمعة للمراجعة.
كما انه كان يستمع لاذاعة القرآن الكريم من القاهرة ويحفظ عن طريق شرائط الكاسيت ومع النية الصادقة والاخلاص وبعد التحاقه بمركز تحفيظ في قرية عانين التي يعيش بها تمكن من حفظ القرآن الكريم كاملا.
ويرى مثقال ان ما شاهده من توسعة عظيمة في الحرم المكي الشريف وما تشهده المملكة من نهضة حضارية تبهر العقول وتحير الالباب اما عن جهود المملكة في خدمة الاسلام والمسلمين فيؤكد بأنها محل اعتراف من كل مسلم وقال في هذا السياق وكيف لا؟ وهي الاراضي المقدسة التي تحوي اطهر مكان على وجه الارض.
جهود طيبة
ومن نيبال يشارك اشرف ميان منصوري 24 سنة في الفرع الثالث وهو يحفظ عشرين جزءا ويؤكد انه يأمل في ان يوفقه الله لاتمام حفظ القرآن الكريم ثم دراسة السنة النبوية والعلوم الدينية الاخرى حتى يكون من رجال الدعوة الى الله في دولة نيبال التي تنتشر فيها عبادة الوثنية.
كما اشاد منصوري في حديثه بمسابقة القرآن الكريم الدولية مشيرا الى انها تدل على عناية المملكة العربية السعودية بكتاب الله الكريم وبحفظته والعمل على زيادة اعدادهم في كافة انحاء العالم.
واثنى على الجهود الطيبة التي يبذلها المسؤولون عن تنظيم هذه المسابقة في وزارة الشؤون الاسلامية والاوقاف والدعوة والارشاد بالمملكة وكذلك جهود المملكة بصفة عامة في خدمة الاسلام والمسلمين بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله.
زيادة الاهتمام الإعلامي
اما محمد اويس بل صديق دلخولص 18 سنة ويشارك في الفرع الرابع عن رابطة العالم الاسلامي بموريشيوس فيقول انه حفظ القرآن كاملا خلال خمس سنوات ويطمح في ان يتفرغ للقرآن الكريم وحده وبأن يصبح اماما في احد المساجد في بلاده وان يعمل في مجال الدعوة الى الله تعالى.
ويرى المتسابق اويس ان ولاة الامر والمسؤولين في المملكة يشجعون ويعينون على حفظ كتاب الله الكريم في كل انحاء العالم.
ودعا المسؤولين عن الاعلام في المملكة العربية السعودية وخارجها الى زيادة الاهتمام بهذه المسابقة الدولية للقرآن الكريم لاهميتها في تشجيع ابناء الامة على الاقبال على حفظ كتاب الله الكريم.
ثلاثة مستويات وفرع للسنة
كما تحدث المتسابق احمد ميهوب عبدالحميد 22 سنة من جمهورية مصر العربية ويشارك في الفرع الخامس، وعلى الرغم من حفظه لكتاب الله الكريم كاملا بأحكامه إلا ان حفظه للقرآن لم يتعارض مع تحصيله الدراسي للعلوم الاخرى بل على العكس كان حفظ القرآن سببا مباشرا في تفوقه في العلوم الاخرى.
وعن بدايته مع الحفظ اوضح انها كانت في مكتب القرية في بلدته بني سويف بمصر بتشجيع من والده وانه يرغب في العمل في مجال تحفيظ القرآن الكريم وتعلم احكامه وقراءاته.
واشار ميهوب إلى أن لديه اخوين آخرين احدهما يحفظ كتاب الله مثله كاملا والآخر لم ينته منه بعد وينصح في هذا الصدد الراغبين في الحفظ بالصبر والاخذ من المشايخ ومعلمي القرآن المتخصصين.
وشدد على انه يجب على الحافظ المداومة على مراجعة القرآن في كل لحظة من لحظات حياته.
واقترح المتسابق المصري ان تكون الفروع الاولى للمسابقة ذات جوائز متساوية وعلى ثلاثة مستويات مع حفظ القرآن كاملا على ان يكون المستوى الاول منها قرآن وتفسير والثاني قرآن واحكام واما الثالث فيكون في قرآن مع الصوت الحسن وطالب ميهوب ان يخصص في هذه المسابقة فرع للاحاديث النبوية.
ويرى ميهوب ان المملكة العربية السعودية تشهد بالفعل نهضة حضارية وتكنولوجية في جميع المجالات مبينا ان شعوره كان لا يوصف عندما وطأت قدماه الاراضي المقدسة وكان يظن نفسه في حلم جميل.
واكد المتسابق المصري انه لم يشعر ابدا انه في بلد آخر غير مصر، بل شعر انه ما زال بين اخوته واهله.