* جوهانسبورغ - أ,ف,ب
يعكس جدل اثارته حملة تلفزيونية ضد الاغتصاب توقفت بعد ان اعتبرت مهينة جدا للرجال الصعوبة التي تواجهها جنوب افريقيا في مواجهة ظاهرة لافتة هي اغتصاب مليون امرأة سنويا.
وبدأت في نهاية اغسطس الماضي حملة قاسية لإثارة الرأي العام ضد الاغتصاب في تلفزيون جنوب افريقيا، حيث ظهرت احدى ممثلات هوليوود الجميلات شارليز تيرون المولودة في جنوب افريقيا تتحدث في مونولوج اعلاني موجه للرجال.
وأثار هذا الاعلان الدعائي ردود فعل شديدة واصبح موضوع رسائل قراء الصحف والمجلات وبرامج الاذاعة مما اثار استياء البعض لكن عددا كبيرا من الرجال قال ان الاعلان هزة وبشكل عام لقيت هذه المبادرة قبولا من قبل الجمهور.
وجاء اعلان ثان في سبتمبر ليثير صدمة كبرى اذ تقول فيه شارليز تيرون يطرح علي غالبا سؤال عن رجال جنوب افريقيا، ثم تنتقل الى سلسلة من الملاحظات قائلة ان عدد النساء اللواتي يغتصبن في جنوب افريقيا اكبر من اي مكان آخر في العالم وهناك امرأة جنوب افريقية من كل ثلاث تتعرض للاغتصاب في حياتها وامرأة تغتصب كل 26 ثانية.
وتضيف ان الآخرين يعتقدون ان الاغتصاب ليس مشكلتهم لذلك من الصعب القول ما هو حال رجال جنوب افريقيا الحقيقيين ويبدو انهم قلة.
واضطرت سلطة الاشراف على الاعلانات الدعائية لسحب هذا الاعلان الدعائي بعد ان انهالت عليها الشكاوي - أربعة منها فردية وعريضة وقعها 28 شخصا بينهم امرأة واحدة - فقد رأت ان هذا الاعلان يتضمن تعميما غير منطقي وغير مبرر على رجال جنوب افريقيا الذين وصفوا بأنهم اما يرتبكون جرائم الاغتصاب او يغضون النظر عنها.
وقالت السلطة نفسها التي اكدت انها تدرك خطورة حالات الاغتصاب غير المقبولة ان التعميم بهذه الطريقة يعني تمييزا ضد الرجال لأن هناك رجالا طيبين في جنوب افريقيا من ازواج واشقاء وأصدقاء لايمكن اتهامهم بالتواطؤ.
وعبرت مجلة فيمينا التي تشارك في رعاية هذه الحملة عن استيائها من الرقابة التي فرضتها السلطة, وقالت رئيسة تحرير المجلة جين رافايلي التي طعنت في قرار السلطة ان السلطة بادارتها التي يغلب الذكور عليها عملت باسم اقلية من الذكور شعروا بالاهانة من دون ان يفكروا بمراعاة مليون امرأة تتعرض للاغتصاب كل عام.
وقال مركز ازمات الاغتصاب والصدمات وهو مجموعة لمساعدة الضحايا ان هذه الحالة تعكس الصعوبة في تغيير المفاهيم في جنوب افريقيا حيث لا يملك الرجال اي تفهم حقيقي لجرائم الاغتصاب التي يعتبرونها مشكلة النساء فقط.
وتبدو الحكومة مصممة على توجيه ضربة قاسية وتدرس قانونا صارما حول الاغتصاب ينص خصوصا على اجبار المشبوهين على الخضوع لفحص للكشف عن مرض الايدز واجبار المتهم الذي يتذرع بموافقة الضحية على اثبات ذلك للقضاء وتسهيل ملاحقة الازواج الذين يغتصبون زوجاتهم.
وتفيد الاحصاءات ان واحداً أو اكثر من كل رجل يرتكب جريمة اغتصاب في جنوب افريقيا يكون من معارف الضحية.
ولكن يبدو ان الوقت لم يحن بعد لتوعية الجمهور الاكبر فقد عبرت مجموعة لمساعدة الاطفال الذين يتعرضون للاغتصاب عن اسفها لأن عدد المشاركين في مسيرة ضد الاغتصاب في جوهانسبورغ لم يتجاوز السبعين شخصا بينما شارك سبعة آلاف شخص في تظاهرة في يوليو احتجاجا على اساءة معاملة 14 فيلا في بريتس شمال بريتوريا .
|