* بوينس ايرس - حاسون ويب - رويترز
يرتدون اسمالا بالية وعيونهم تلمع من شم الغراء او الكوكايين الرخيص يفتحون ابواب سيارات الاجرة قبل ان تمتد يد الراكب الى المقبض ثم يمدون ايديهم طلبا لعطية انهم اطفال الشوارع في عاصمة الارجنتين.
منظر عادي في بوينس ايرس تتركهم الشرطة لحالهم ويمكن للطفل ان يحصل من التسول على 20 دولارا يوميا ولكن احيانا يشكو منهم اصحاب المتاجر ويفشل معهم القانون.
قال اليخاندرو 15 سنة الذي يتسول وينام في شوارع بالقرب من مركز التسوق الانيق في اباستو يأمروننا بالابتعاد والا صوبوا مسدسا الى رؤوسنا .
اليخاندرو يعيش مشردا في الشوارع منذ ان كان في التاسعة ويعول نفسه بنفسه قال وهو يتحدث الى رويترز من مركز رعاية الاطفال والمراهقين الذي تديره بلدية العاصمة اريد ان اعيش حياتي عشت فترة مع عائلة كان افرادها يتعاطون المخدرات.
ويريد روبرتو وهو في الخامسة عشرة ايضا وقد اتسعت حدقتاه من شم الغراء ان يصبح ملاكما ولكن نموه متأخر ويبدو كما لو كان في العاشرة لولا شيء ما في عينيه بانه اكبر سنا.
هرب روبرتو من مركز احتجاز المراهقين المنحرفين بعد ان قضى عامين هناك قال: كانوا ينهالون علي بالضرب واضاف ان زوج امه كان ايضا يوسعه ضربا ولذلك هرب من البيت.
جاء اليخاندرو وروبرتو الى مركز رعاية الاطفال والمراهقين لتناول وجبة ساخنة وتغيير ملابسهما الرثة وتغيير الملابس امر مهم بالنسبة لاطفال الشوارع لان الملابس النظيفة تجعل من الصعب على الجمهور او الشرطة معرفة انهم من اطفال الشوارع فور رؤيتهم.
كما يساعدهم العاملون بالمركز في استخراج بطاقات هوية حتى يمكن نقلهم الى المستشفيات عند الضرورة.
قالت خولييتا بوخوموفسكي مديرة مركز الرعاية وهي خبيرة اجتماعية انهم يحطمون النوافذ بمراكز الاحتجاز ليهربوا ولكن هنا يحطمون النوافذ ليدخلوا.
لا توجد احصائيات صحيحة لعدد اطفال الشوارع في بوينس ايرس لكن تقديرات تقول ان هناك ما بين 2000 و 5000 طفل مشرد في شوارع العاصمة التي يبلغ عدد سكانها ثلاثة ملايين نسمة.
وكانت الارجنتين تعتقد لعشرات السنين ان الاطفال المشردين مشكلة تقتصر على جارتيها الفقيرتين البرازيل وبيرو.
لكن بوخوموفسكي تقول ان الامر لم يعد كذلك وان عدد اطفال الشوارع في الارجنتين يتزايد حيث تنهار عائلات بسبب البطالة التي يبلغ معدلها 5,14 في المئة خاصة وان الارجنتين تفتقر الى نظام حقيقي للضمان الاجتماعي.
وينام الاطفال المشردون في العراء ولكنهم لا يتضورون جوعا اذ غالبا ما يمنحهم صاحب متجر شطيرة او عابر سبيل نقودا لشراء طعام.
ولاحظ مراسل رويترز كيف تثقل مأساة اطفال الشوارع قلوب الارجنتينيين عندما شاهد صغارا يتسللون خارجين من احد متاجر السوبر ماركت حاملين حلوى وبعض اللعب البلاستيك وتغاضى عن رؤيتهم الزبائن بل ان الحارس على الباب تغافل عنهم.
ويقول اغلب الصغار في مركز الرعاية انهم هربوا من بيوتهم بسبب سوء معاملة زوج او صديق الام.
قالت جوزفينا سانيوك الطبيبة النفسية بشرطة بيونس ايرس احيانا يبلغنا الصغار ان امهاتهم اجبرن على الاختيار بين الزوج والابناء.
واضافت ان الشرطة لا تستطيع شيئا الا اذا ارتكب الاطفال جريمة وغالبا ما تكون جريمة صغيرة مثل خطف الحقائب او التسكع.
وعندما يفحصهم اطباء الشرطة يجدون باجسامهم علامات تعذيب من الضرب او حروق السجائر,ولا يخشى الصغار المشردون ان تقبض عليهم الشرطة لان هذا يعني وجبة ساخنة واطلاق سراحهم بعد 24 ساعة وفي اقسام الشرطة يحتجز الاطفال بعيدا عن الكبار.
ويقول خبراء اجتماعيون ومسؤولون بالشرطة ان الكوكايين الرخيص اغرق شوارع بيونس ايرس في السنوات الاخيرة بسبب تفشي العنف, في الماضي كان اطفال الشوارع يتسلون بشم الغراء ثم بالماريجوانا الرخيصة واخيرا جاء الكوكايين.
ويقوم مركز رعاية الاطفال بتشجيعهم على العمل في ورش لصناعة الاواني الفخارية واحيانا يساعدهم صحفي على اصدار مجلة تستخدم عائدات بيعها في جهود رعاية الاطفال المشردين.
كما يقوم اخصائيون اجتماعيون ببحث حالتهم والاستماع الى مشاكلهم ويحاولون مساعدتهم في استعادة احترامهم لانفسهم والتفكير في مستقبل افضل.