Wednesday 6th October, 1999 G No. 9869جريدة الجزيرة الاربعاء 26 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9869


إسرائيل تواجه تحديات تغيير البنية السكانية

* القدس المحتلة - دانييل هاس - رويترز
القدس منذ اقامتها قبل 51 عاما في قلب الشرق الاوسط واسم اسرائيل مرادف لعبارة الدولة اليهودية اغلب السكان يهود والقوانين مشتقة من الشريعة اليهودية.
ولكن اسرائيل شهدت في السنوات الاخيرة تناميا في عدد السكان غير اليهود وخصوصاً العرب الذين يتكاثرون بمعدل اكبر من اليهود.
ورغم ان هذا لا يعني تراجع الهيمنة اليهودية في المستقبل القريب ولكنه يعكس تطور اسرائيل من دولة يهودية الى بلد تعددي عليه ملاءمة مؤسساته وقوانينه وسياساته.
ومن مؤشرات التغيير في بيئة اسرائيل السكانية اعلان وزير داخليتها ناشان شارانسكي في وقت سابق هذا الشهر ان الحكومة خففت القيود على وفادة الزوجات غير اليهوديات للمواطنين اليهود.
قال موسى ليساك عالم الاجتماع بالجامعة العبرية في القدس لا ريب في ان هذه التغييرات ستكون مهمة جدا خلال عقد من الزمن وحتى الان كانت تغييرات هادئة ولكنني اعتقد انه في وقت ما في المستقبل سيتذمر غير اليهود من وضعهم المتأرجح في المجتمع اليهودي .
ظاهريا يهود اسرائيل في وضع جيد اشار تقرير للمؤتمر اليهودي العالمي في 1996 ان اسرائيل احد اربعة بلاد في العالم فقط يتنامى فيها عدد السكان اليهود مع المانيا وبنما وكندا.
ويتنبأ المجلس ومقره القدس انه في غضون عشر سنوات ستضم اسرائيل اكبر عدد من اليهود في العالم وتتفوق حتى على الولايات المتحدة حيث يبلغ عدد اليهود الان 5,6 ملايين.
غير ان 18 في المائة من نحو ستة ملايين نسمة اجمالي سكان اسرائيل غير يهود والنسبة تتزايد.
وعلى المستوى العام يقل معدل النمو السكاني اليهودي في اسرائيل وكان اقل بنسبة 2,1 في المائة في 1996 عن مثيله بين غير اليهود.
ويرجع جزء من الزيادة بين غير اليهود الى القطاع العربي وتقول تقديرات انه بين 20 و 30 في المائة من مجموع 800 الف مهاجر جاءوا من الاتحاد السوفيتي السابق في بداية التسعينات ليسوا يهودا وعدد كبير من هؤلاء لم يظهروا اي مؤشر الى اعتزامهم اعتناق اليهودية.
وتحول التغيير في التركيبة السكانية الى قضية ساخنة، قبل اربعة اعوام ثارت ضجة حول رفض جمعيات المقابر الاسرائيلية دفن صبي وافد من روسيا لان امه غير يهودية لذلك فهو غير يهودي طبقا للشريعة اليهودية.
ويذكر ان قانون العودة يمنح اي شخص اجداده من اليهود الحق في الاقامة في اسرائيل بينما ينطبق قانون المواطنة الاسرائيلية على الوافدين المقبولين بموجب قانون العودة.
ادى اعلان شارانسكي بان الزوجات غير اليهوديات للمواطنين اليهود يحصلن على الجنسية الكاملة بعد اربع سنوات بدلاً من ست الى تحسن اوضاع غير اليهود.
غير ان اليهود اليمينيين يتوجسون خيفة من تناقص كثافة التركيبة اليهودية للمجتمع الاسرائيلي.
قال مائير بوروش زعيم حزب اتحاد التوراة اليهودية يجب ان نتوخى الحذر نظرا للتأثير المتوقع على الهوية الوطنية.
لا نستطيع الوقف مكتوفي الايدي امام عشرات الالوف من الوافدين الذين يعتبرون اسرائيل مجرد بلد آخر للهجرة وليس الوطن الروحي للشعب اليهودي .
واحتمالات تقلص البنية اليهودية قضية بالغة الحساسية خصوصاً عندما تتعلق بالقدس التي تتزعم اسرائيل انها عاصمتها الموحدة بينما يؤكد الفلسطينيون ان القدس عاصمة دولتهم.
ورغم ان اليهود يشكلون ثلثي سكان القدس الكبرى التي تضم 633 الف نسمة فان دراسة حديثة لمعهد الدراسات الاسرائيلية في القدس اشارت الى ان نسبة النمو السكاني اليهودي بالمدينة بلغ واحد في المائة في عام 1998 بالمقارنة مع نمو سكاني عربي مقداره 3,5 في المائة في الفترة نفسها.
قال ليساك سيكون لهذا النمو السكاني العربي مغزى مهم جدا في مرحلة الوضع النهائي للمدينة في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين .
ويذكر انه في الشهور الاخيرة جدد يساريون دعوتهم الى تغيير ما أسموه التفرقة التي تتبعها السياسة الاسرائيلية ضد السكان الفلسطينيين في القدس الشرقية.
يجرد الفلسطينيين في القدس الشرقية من ممتلكاتهم اذا طال غيابهم عن المدينة لمدة ستة اشهر مما يعتبر محاولة لزيادة الاغلبية اليهودية.
بل ان رئيس بلدية القدس اليميني ايهود اولمرت دعا الى انتقال مزيد من اليهود الى المدينة لدعم الكثافة السكانية اليهودية.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
الاســـواق
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
القرية الالكترونية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
تغطيات
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved