بلادنا الغالية حباها الله بقيادة سخرت جميع امكاناتها لابن الوطن وجعلته الركيزة الاساسية في عملية التنمية الشاملة ومن هذه الامكانات واهمها التربية والتعليم فانشأت المدارس وهيأتها بجميع ما تحتاجه من مدرسين واداريين مؤهلين وجهزتها التجهيز المناسب وجميع المعلمين بحمد الله يقومون بدورهم على احسن وجه وكل معلم يزود الطالب على قدر ما لديه من امكانات تعليمية كل حسب اختصاصه وحسب فكره فمدرس التربية الاسلامية يزود الطالب بما يحتاجه في امور دينه وسلوكه وعبادته ومدرس الرياضيات يعطي الطالب المهارات الذهنية العقلية ومدرس التربية البدنية يعلم الطالب المهارات الرياضية وبناء الجسم السليم.
وهكذا كل معلم له دوره في العملية التعليمية فدور معلم التربية الفنية لا يقل باي حال من الاحوال اهمية عن غيره من زملائه المدرسين فهو الشخص الذي يربي الطالب ويعلمه الجمال ويزوده بالمهارات من خلال الاعمال اليدوية وهو كذلك لا يفوت الفرص المتاحة له حيث يقوم بين الحين والحين بتنظيم الزيارات الطلابية للمعارض الفنية والمتاحف والمناسبات والفعاليات الثقافية وكذلك يقوم بالرحلات الطلابية ويشجع الطلاب على البحث والدراسة والتجارب عن كثب ويتيح الفرصة للطلاب بعرض اعمالهم في معرض مصغر على مستوى المدرسة يحضره اولياء الامور وبعض المسؤولين وكذلك يختار المعلم الاعمال الجيدة ويقوم بتعليقها في نواحي المدرسة وجزء منها يتم ارساله الى الجهة المختصة في الادارة لكي تشارك هذه الاعمال في معارض داخلية او خارجية وكل هذا يزرع روح التنافس الشريف بين الطلبة ويدفعهم الى الحماس والابداع ومن خلال الخطط والدروس التي يعدها معلم التربية الفنية يقوم كذلك بالربط بين مواد التعليم العام بحيث يساهم في تثبيت المعلومات لدى الطالب كل هذا يفتح امام الطالب, ابواب الفكر والابداع وتتسع دائرة الادراك لديه ومن خلال ممارسة الطالب للاعمال الفنية ينمو لديه التذوق الجمالي فيما يعمل وما يرى فمعلم التربية الفنية مطالب بأن يهيىء هذه الاجواء بخلق هذه الظروف للطالب ويكون ذلك بمساعدة ادارة المدرسة ووقوفها الى جانب معلم التربية الفنية وتهيئة جميع ما يحتاجه المعلم بعمله مع هؤلاء الطلاب.
فهو يجعل من الطالب شخصا نافعا عاملا في مجتمعه مزودا بالفكر والمهارات اليدوية متذوقا لما هو جميل نامي الوجدان رهيف الحس ويكون بعون الله شخصا ناجحا في حياته العلمية والعملية فهو لا يريد من الاشياء الا ماهو حسن ولا يقبل الا ما هو كامل فهو يبحث عن الكمال في جميع ما يراه وما يسمعه وما يعمله فهو مستقيم الخلق يأنف من صغائر الامور ولا يرضى الا بالعظيم منها وبالله التوفيق.