وسط ركام القيود وخلف اسوار بعض التقاليد، لم يكن من السهل ابداً مجرد التفكير بالخروج من قوقعة الافكار البالية التي وجدت لها رواجاً في غفلة من الزمن بل ان هناك من يجرؤ على فرض افكاره ولو بالقوة والعنجهية، ومن يحاول ان يسبح ضد التيار السائد آنذاك، كان عليه ان يحارب ويضع مصيره في كف المجهول، كان هذا في زمن مضى وولّى بلا رجعة، وفي ذلك الزمن المشحون خرج شاب مرهف الاحساس، خرج من بين حوائط النخيل يعانق عزفه الشجي عزف البلابل على سعف النخيل، حمل هموم جيله وحلق بها رغم ما واجهه من العراقيل والحواجز شيئاً فشيئاً بدأ الناس يتكلمون بعد ان كانوا يهمسون!! من هو (عبدالعزيز السلمان؟!) بالتأكيد هو فنان بمعنى الكلمة ولكن هل سيستمر؟! أم يختفي كما اختفى غيره؟!!
حاربوه، اطلقوا عليه الشائعات، انهم اعداء النجاح ولكنه لم ييأس فقد وقف معه كل عشاق الفن الحقيقي الاصيل وساندوه، لم يأبهوا بما قاله البعض عنه، قالوا انه مغرور ومتكبر وانه سيسقط لامحالة!!! ولكن لايصح الا الصحيح فقد وصلت اغانيه في جميع الاتجاهات، وبلغت مبيعات اشرطته ارقاماً يصعب على جيله الوصول اليها، بل انه نافس الكبار بشهادة اصحاب محلات التسجيلات ليس في منطقته فحسب ولكن في جميع ارجاء المملكة فقلما تدلف الى احد تلك المحلات ولاتجد من يسأل عن جديده وقديمه ايضاً فهو بالفعل ظاهرة حتى ان هناك من غير عشاقه يحتفظ بالعديد من اغانيه الرائعة التي غنى بعضها في جلسات والاخرى في النسخ الاصلية، بل ان اسمه الفني المهضوم (عزازي) يطلق على احد اشهر شوارع الرياض المعروفة لدى الشباب وله الكثير من الاغاني المثيرة للاعجاب والتي يجزم الكثيرون بانها لو عرضت في الاذاعة وخاصة اذاعة MBC.FM لنجحت وادهشت من لايعرفونه بسبب انه بعيد عن دائرة الضوء ولكن حتى لو لم تعرض اغانيه فسيأتي اليوم الذي يظهر فيه للملأ لأنه كالذهب يزداد بريقه يوماً بعد يوم ولايضيره الغبار.
وانصح عشاق الفن الحقيقي والاصيل بالاستماع اليه عندما يعزف مقطوعاته الساحرة على آلة العود وخاصة عندما يغني كلمات شاعر بريدة الكبير المرحوم (ابراهيم الجمحان) الذي اختطفته يد المنون في بداية شهر محرم الفائت ومازلنا بانتظار المرثية التي وعد بها عزازي جمهوره وفاء لرفيق دربه وصاحب اروع المراثي والالفيات ومبدع الكلمات الصادقة والرومانسية، فهل يفي عزازي بوعده، مازلنا ننتظر!!