Thursday 7th October, 1999 G No. 9870جريدة الجزيرة الخميس 27 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9870


ارتياح عربي لجولة سمو ولي العهد في دول المغرب العربي
التحركات السعودية تتواصل من المحيط إلى الخليج والهدف واحد
تعزيز العلاقات وبلورة موقف عربي موحد وقضية القدس في صلب المحادثات

تحليل أعده: القسم السياسي
الراصد للسياسة الخارجية للمملكة العربية السعودية منذ ان توحدت على يد جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله يدرك الثبات الذي سارت عليه تلك السياسة عبر السنين الماضية لارتكازها على اسس ومبادىء راسخة لاتتبدل، ديدنها خدمة القضايا العربية والاسلامية وعدم التدخل في الشئون الداخلية للغير والعمل علىنشر الدعوة الاسلامية في كافة ربوع الارض وتلمس حاجة المسلمين في كل مكان وتوفيرها لهم ايمانا منها بالدور العظيم الملقى على عاتقها كونها حاضنة الحرمين الشريفين ومهبط الوحي ومنبع الرسالة الإسلامية.
ويلاحظ المراقبون السياسيون باهتمام بالغ التحركات السياسية للدبلوماسية السعودية على صعد شتى وبخاصة الزيارات المتوالية التي يقوم بها قادة المملكة العربية السعودية للدول العربية والإسلامية والامريكية والاوروبية والاسيوية وكلها تصب في اتجاه واحد هو تعزيز علاقات المملكة مع تلك الدول في عالم يعج اليوم بالتكتلات السياسية والاقتصادية فضلا عن خدمة القضايا العربية الملحة والقضايا الاسلامية الراهنة.
ويراهن المراقبون دائما علىنجاح كل زيارة اوجولة يقوم بها مسؤول سعودي لثقتهم في الدبلوماسية السعودية وحنكة وبعد نظر قادتها الذين لايقومون باي جهد او تحرك الا بعد دراسته جيدا ورصد اسباب ومقومات نجاح ذلك التحرك ولعل آخر ذلك نجاح الدبلوماسية السعودية بالاتفاق مع جنوب افريقيا في حل قضية لوكربي ذلك النجاح الذي لاقى صدى كبيرا على المستويين العربي والدولي ولاسيما من جانب ليبيا سواء على المستوى السياسي الرسمي او المستوى الشعبي الذي عبر عنه ابناء الشعب الليبي خلال الاحتفال الكبير الذي أقامه الليبيون في شهر صفر الماضي ابان زيارة صاحب السمو الملكي, وتواصلت التحركات السعودية على المستوى العربي من محيطه الى خليجه في مسعى سعودي لتكريس وتعزيز العلاقات السعودية مع الدول العربية وبلورة موقف عربي موحد تجاه مختلف القضايا العربية الراهنة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية ومسألة القدس والمساران السوري واللبناني في عملية السلام اللذان هما بحاجة الى دعم عربي يعزز من موقف البلدين في مفاوضاتهما مع اسرائيل في حال استئنافها ومن منطلق حساسية المرحلة الراهنة وتطورات الوضع في المنطقة العربية مما يتطلب عملا عربيا مشتركا بتضافر الجهود العربية وتنسيق وتوحيد مواقفها ونبذ خلافاتها جانبا جاءت التحركات السعودية لتصب في هذا الاتجاه وتسعى لتحقيق هذا الهدف.
ويرجع المحللون السياسيون النجاحات التي تحققها الدبلوماسية السعودية في هذا الخصوص الى عدد من المبادىء والاسس التي تقوم عليها السياسة الخارجية السعودية ومن اهمها:
-التزام المملكة العربية السعودية بالشريعة الاسلامية منهجا ومستندا لسياساتها الداخلية والخارجية.
-التروي في اتخاذ القرارات.
-الصدق وبعد النظر للقضايا والاحداث.
-اعتبار القضية الفلسطينية قضيتها الاولى وتتصدر اهتماماتها الخارجية.
ومن خلال تلك الثوابت الراسخة في السياسة الخارجية نالت الدبلوماسية الاحترام والتقدير من العرب خصوصا ومن العالم اجمع,, والشواهد علىنجاح الدبلوماسية السعودية على المستوى العربي عديدة يصعب حصرها في هذا المقام لانها لاتقتصر علىمجال واحد او قضية واحدة فهي تمتد من القضية الفلسطينية الى احتواء الخلافات العربية/ العربية وصولا الى اتفاق الطائف الذي انهى الحرب الاهلية في لبنان والجهود السعودية المتواصلة في اطار عملية السلام وانتهاء باتفاق لوكربي ولاتزال التحركات والجهود الدبلوماسية السعودية تتواصل لتحقيق المزيد من النجاحات التي تصب في مجملها لصالح العرب وقضاياهم العادلة.
التحركات السعودية من المحيط إلى الخليج
واستمرارا لتلك الجهود السعودية فقد تواصلت التحركات السعودية على اكثر من صعيد في الوطن العربي فبعد الزيارات الناجحة التي قام بها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الى المغرب وليبيا وسوريا والاردن ومصر التي حققت نجاحا كبيرا على صعيد التضامن العربي جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام لتونس والجزائر وتلتها جولة سموه في دول مجلس التعاون الخليجي التي شملت دولة الامارات العربية المتحدة وقطر والبحرين والكويت لتصب في هذا الاتجاه وتكمل مابدأه سمو ولي العهد ومن ثم جاءت زيارة صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض لتونس مواصلة لتلك الجهود,
جولة سمو ولي العهد في المغرب العربي
واستمرارا للتحركات السعودية على المستوى العربي جاءت جولة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز في دول المغرب العربي التي استهلها سموه يوم الجمعة الماضية بالمغرب وتشمل ايضا الجزائر وتونس.
هكذا تتواصل المسيرة السعودية في تعزيز ريادة المملكة عربيا ولتؤدي دورها الكبير في وطنها الكبير الوطن العربي لتحقق امال وتطلعات شعوبه نحو المزيد من الاستقرار والرخاء والازدهار لاستشراف الالفية الثالثة وهم في عزة وكرامة ومنعة.
ولاشك في ان مباحثات سموه مع قادة المغرب والجزائر وتونس وكبار المسؤولين في الدول الثلاث ستتركز على سبل تعزيز العلاقات بين المملكة وتلك الدول اضافة الى القضايا العربية الراهنة وخاصة قضيتي فلسطين والقدس وتطورات عملية السلام والسبل الكفيلة لاستئناف المفاوضات على المسارين اللبناني والسوري من حيث توقفت اذا كانت اسرائيل راغبة في الامن والسلام.
ولمعرفة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وشقيقاتها البلدان الثلاث لابد من العودة للوراء للتعرف على بداية العلاقات ومسار تناميها وتطورها عبر السنين,.
العلاقات السعودية المغربية
ظلت العلاقات الثنائية بين المملكة العربية السعودية وشقيقتها المملكة المغربية في تطور وتنام منذ عودة الملك محمد الخامس من منفاه ليعيد بذلك الاستقرار السياسي الى بلاده ويدعم علاقاتها مع شقيقاتها العربية وبخاصة مع المملكة العربية السعودية فكانت الزيارة التي قام بها جلالة الملك سعود الى المغرب عام 1373ه ايذانا ببدء مرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين تعززت وتطورت مع مرور السنين الى ان اصبحت الآن علاقات متميزة ومنفردة نظرا لمايربط بين البلدين من روابط الدين واللغة واواصر المحبة والمودة,.
وبالنظر الى خصوصية العلاقات بين المملكة والمغرب تواصلت الزيارات بين المسؤولين في البلدين الشقيقين واستمرت بينهما في كل ما يهم شعبيهما ويخدم مصالحهما المشتركة وفي كل مايخدم القضايا العربية والاسلامية نظراً لمكانة البلدين الشقيقين فالمملكة بمكانتها المتميزة عربيا واسلاميا ودوليا والمغرب بمكانتها المرموقة في القارة الافريقية وبحكم رئاستها للجنة القدس.
وبالعودة الى آخر الزيارات المتبادلة نسترجع زيارة سمو ولي العهد الى المغرب في شهر صفر الماضي ولقاءه جلالة الملك الحسن الثاني رحمه الله قبيل وفاته ببضعة اسابيع ومن ثم مشاركة المملكة العربية السعودية في تشييع جنازة الملك الحسن الثاني بوفد رفيع المستوى رأسه صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام وشارك فيه صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز امير منطقة الرياض الذي قام ايضا بزيارة خاصة للمغرب التقى خلالها الملك محمد السادس عاهل المغرب,, وفي المقابل أوفد عاهل المغرب وفدا رفيع المستوى برئاسة ولي عهده الامير رشيد بن الحسن الثاني الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في مقر اقامته بماربيا في اسبانيا لتقديم الشكر والتقدير باسم عاهل المغرب لخادم الحرمين الشريفين على مواساته له في وفاة الملك الحسن الثاني ووقوف المملكة الى جانب القيادة الجديدة في المغرب ومساندتها لها لتتواصل بذلك مسيرة العطاء والخير لعلاقات البلدين, وتلا ذلك ايفاد عاهل المغرب الملك محمد السادس ولي عهده ايضا الى خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في مقر اقامته بإسبانيا لتقديم التعازي له حفظه الله في وفاة صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن فهد بن عبدالعزيز رحمه الله ,, وهكذا تجسد هذه الزيارات وهذه الوفود الرسمية عالية المستوى بين البلدين مدى تميز وخصوصية العلاقات بين البلدين بل وتفردها في العلاقات العربية/ العربية.
والعلاقات بين المملكة العربية السعودية والمغرب لاتقتصر على المجال السياسي فحسب بل تمتد في تميزها الى المجالات الاقتصاديةوالثقافية والعلمية فهناك التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين الذي بلغ ذروته عام 1995م حينما وصل الى نحو 1851 مليون ريال,,والى جانب ذلك هناك التبادل الثقافي بين البلدين عبر الأسابيع الثقافية والتعاون العلمي بين الجامعات السعودية ونظيراتها المغربية.
العلاقات السعودية الجزائرية
العلاقات بين المملكة العربية السعودية والجزائر لها سماتها الخاصة ابرزها الثقة والمصداقية اللتان يتمتع بهما البلدان لدى الشعب العربي,, وتعود العلاقة بين البلدين الشقيقين الى خلفية تاريخية متشابهة فحينما فرغ الملك عبدالعزيز رحمه الله من توحيد المملكة العربية السعودية كانت الجزائر على ابواب ثورة تاريخية لتحريرها من الاستعمار حيث اندلعت الثورة عام 1954م ووقفت المملكة الى جانب الجزائريين في مقاومتهم للاستعمار منذ اليوم الاول للثورة وساندتها بالمال والسلاح الى جانب الدعم السياسي لها عبر المحافل الدولية,, وماان تحررت الجزائر واعلنت استقلالها كانت اهدافها تتفق تماما مع اهداف المملكة العربية السعودية في تنقية الاجواء العربية ودعم وتعزيز التضامن العربي وتوحيد كلمة العرب وهذان الهدفان مازالا حتى اليوم مكمن التوافق السياسي بين البلدين,.
ووقفت المملكة الى جانب الجزائر في محنتها التي لازمتها منذ عام 1992م المتمثلة في الحرب التي قادتها جماعة مسلحة ضد الحكومة الجزائرية لتمتد بعد ذلك الى الشعب الجزائري بكل فئاته السياسية والاعلامية والشعبية,, وناشدت المملكة باستمرار الى ضرورة عودة الهدوء والاستقرار الى الجزائر لينعم الجزائريون بالامن والطمأنينة ويؤدوا دورهم الفاعل في محيطهم العربي,, وما ان عاد الوفاق السياسي في الجزائر كانت المملكة من اولى الدول التي سارعت الى تهنئة الجزائريين بهذا النصر السياسي ولعلنا نستذكر في هذا الصدد زيارة صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز للجزائر بعد وقت قصير من فوز الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة بالرئاسة في الجزائر ليقدم له سموه التهنئة باسم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين ويؤكد له وقوف المملكة الى جانبه وتأييده في كل خطواته الهادفة الى اعادة الاستقرار الى ربوع الجزائر وتسخير طاقات الشعب نحو النماء والرخاء والتقدم والازدهار.
اما ما يتعلق بالتعاون في المجال الاقتصادي فإن هناك تنسيقا كبيرا بين البلدين في منظمة الدول المصدرة للبترول اوبك ,,ولعل آخره تنازل وزير الطاقة الجزائري عن ترشيحه للامانة العامة للمنظة لصالح المرشح السعودي وهذا ما يجسد العلاقة الاقتصادية المتميزة بين البلدين الشقيقين.
الأمير عبدالله وجهود مميزة في حل الخلافات العربية
ويتطلع المراقبون والاوساط السياسية في المغرب العربي بكل تفاؤل الى نتائج زيارة سمو ولي العهد لدول المغرب العربي الثلاث التي ستفضي ان شاء الله الى استكشاف السبل الممكنة لتدعيم العلاقات بين دول المغرب ببعضها البعض وحل خلافاتها بالود والاحترام والطرق الدبلوماسية ليعود الوئام الى ابناء المغرب العربي الكبير,.
وترجع الاوساط السياسية المغاربية تفاؤلها ذلك الى النجاحات التي حققتها المملكة العربية السعودية بدبلوماسيتها المشهودة وحنكة قادتها وحرصهم الدؤوب على تنقية الاجواء العربية لخدمة مصالح الشعوب العربية اضافة الى الجهود الكبيرة التي بذلها صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز في هذا الخصوص التي يشهد لها جميع ابناء الامة العربية فجهود سموه التي ينطلق فيها بتوجيهات من اخيه خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ناصعة البياض على جبين السياسة العربية فله يعود الفضل في حل كثير من الخلافات بين الدول العربية واحتواء بعضها الاخر من التفاقم والاتجاه على نحو لايخدم الامة العربية.
ولهذا يتطلع ابناء المغرب والجزائر الى نتائج ايجابية لزيارة سمو ولي العهد لهذين البلدين بما يعود على علاقتهما بالخير والنفع الكبير من خلال التوصل الى آلية تنهي الخلافات القائمة بين البلدين التي تؤججها قوى خارجية لاتريد للامة العربية الا الفرقة والتشرذم.
ويؤكد المراقبون ثقتهم في نجاح صاحب السمو الملكي الامير عبدالله في هذا الخصوص حينما يلتقي الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة لما يتميز به سموه من الوضوح والصراحة في القول والشجاعة في الطرح والرؤى الثاقبة والصائبة البعيدة عن تحقيق مكاسب ذاتية, فدائما مايؤكد سمو ولي العهد ان مباحثاته لاتمثل ذاتها وانما كل مايهم العرب والمسلمين.
العلاقات الاقتصادية
هذا المحور المهم من محاور العلاقات الثنائية للمملكة العربية السعودية مع كل الدول العربية والاسلامية والصديقة لن يكون بعيداً عن مباحثات سمو ولي العهد مع مضيفيه في الدول الثلاث فسموه دائما يحمل هذا الموضوع ضمن حقائب الموضوعات التي يبحثها مع قادة الدول التي يزورها سموه ادراكا من سمو ولي العهد ان الاقتصاد هو عصب الحياة في عالم اليوم ومن خلاله تتعزز وتنصهر العلاقات الثنائية عبر الاستثمارات المشتركة بين البلدين,, وهذا مايؤكد عليه دائما صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز في مباحثاته مع مضيفيه لأن عالم اليوم او ما يسمى بالنظام العالمي الجديد انما يتركز في التكتلات السياسية والاقتصادية وهو ما يوجب على الدول العربية ان تكون نواة قوة اقتصادية مشتركة تجابه بها القوى والتكتلات الاقتصادية في العالم اليوم.
لذا سيسعى سموه الى بحث هذا الموضوع مع قادة الدول الثلاث لاستشراف آفاق التعاون الاقتصادي بين المملكة وتلك الدول وخاصة في مجالات الاستثمار المشتركة بمايعود على البلدين وشعبيهما بالخير الوفير.
القضية الفلسطينية وتطورات عملية السلام في صلب المحادثات
هذه القضية التي تشكل هاجسا سعوديا وتتصدر المباحثات السعودية مع اي جانب سواء عربي او اسلامي او من احدى الدول الصديقة حيث يطرحها القادة السعوديون في كل مناسبة وفي كل محفل بغية حشد الرأي العام العالمي الى جانب الحق العربي ليدعم المطالب العربية المشروعة المغتصبة من المحتلين الاسرائيليين,, فدائما يكرر ويؤكد قادة المملكة ان القضية الفلسطينية وقضية القدس اخذت حيزا كبيرا من المباحثات,, والحديث عن مواقف المملكة العربية السعودية تجاه هذه القضية منذ نشوئها في الاربعينات الميلادية لايمكن حصره في هذا المكان الضيق ولايتسع الوقت لسرده في كلمات موجزة لاتفي الموضوع حقه فالمواقف السعودية تجاه هذه القضية امتدت منذ ايام الملك عبدالعزيز رحمه الله وحتى يومنا هذا وستتواصل الى ان يعود الحق الشرعي لأصحابه.
وبما ان عملية السلام التي تراوح مكانها على المسارين اللبناني والسوري وتسير بخطى متعثرة وبطيئة على المسار الفلسطيني فهي احوج ما تكون الى دعم عربي للمفاوض العربي في هذا الوقت بالذات وهذا ما أدركته المملكة العربية السعودية ووضعته علىطاولة المباحثات في كل المناسبات ان على الصعيد العربي لتنسيق المواقف العربية وتوحيدها او على المستوى الدولي لشرح وجهة النظر العربية حيال تجمد المفاوضات وتعثرها بسبب تصلب المواقف الاسرائيلية وتعنت القيادة في اسرائيل ومماطلتها في تنفيذ الاتفاقات التي توصلت اليها مع الفلسطينيين الى جانب تجاهلها للمفاوضات على المسارين اللبناني والسوري بوضعها شروطا غير مقبولة لاستئناف المفاوضات مما يؤكد عدم رغبتهم في استئنافها في الوقت الحاضر,.
سمو الامير عبدالله سيطرح مع مضيفيه في الجزائر وتونس كما في الرباط هذه القضية وصولا الى موقف عربي موحد يدعم مواقف الفلسطينيين والسوريين واللبنانيين في مفاوضاتهم مع اسرائيل التي تسعى للانفراد بكل جانب دون الآخر في حال تخلى عنهم العرب او تضعضع موقفهم تجاه هذا الموضوع,.
وأخيراً فإن جولة صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ستحقق بإذن الله النتائج التي يتوخاها سموه وكل العرب نحو تعزيز العلاقات العربية وخدمة القضايا العربية وتحقيق كل مايصبو اليه العرب جميعا من الامن والسلام والاستقرار والرخاء والازدهار.
ارتياح عربي لجهود سمو ولي العهد
لاحظ المراقبون علامات الارتياح والغبطة التي تسجلها الاوساط السياسية والاقتصادية في العالم العربي لجولات صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني ان على المستوى العربي او المستوى الدولي ويتضح ذلك من التصريحات لكبار المسؤولين في العديد من الدول العربية المفعمة بعبارات الشكر والامتنان والتقدير والاعجاب بخطاب سموه السياسي الذي يتسم بالوضوح والصراحة والشجاعة في الطرح والنصاعة في الرأي تجاه كل مايهم العرب والمسلمين.
ولاعجب في ذلك اذ ان سموه حفظه الله استطاع ان يفرض نفسه على الخارطة السياسية العربية والاسلامية كيف لا وهو واحد من ابناء اعظم قائد عربي عرفه التاريخ الحديث موحد هذا الكيان وصانع المعجزة في الجزيرة العربية.
كما ان سموه يسير في خطاه السياسية على نهج والده الراحل الملك عبدالعزيز واخوة سموه الملك سعود وفيصل وخالد وخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله واضع اسس السلام في المنطقة عبر مشروعه الشهير مشروع الملك فهد للسلام الذي تبنته القمة العربية التي عقدت في فاس بالمغرب.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved