لابد ان كثيرا منا قد قرأ بتأثر عن حكاية المواطن السعودي التي نشرت قبل ايام في احدى الصحف السعودية، والتي تدور حول مواطن كانت زوجته تعاني من آلام المخاض فأخذها على وجه السرعة الساعة السادسة صباحا الى مستشفى الامير سلمان الذي رفض استقبالها بحجة عدم وجود أمكنة في الحضانة، ثم بعد ذلك أضطر لنقلها هو بنفسه الى مستشفى الرياض المركزي، الذي لطمه بنفس الجواب ومن ثم تحول الى مستشفى الملك خالد الجامعي فكان لا يملك سوى الاجابة نفسها مما اضطره الى نقلها وهي في حالة خطرة الى احد المستشفيات الخاصة الذي تداركها في لحظاتها الاخيرة وانقذ المولود بعد انفصال المشيمة وتعرضهما كليهما للخطر!!!!!
والحادثة السابقة على الرغم من سوئها فهي ليست الاسوأ كما انها ليست الحادثة الاولى ولا الاخيرة ولكنها بالتأكيد ترفع الكثير من علامات الاستفهام والتعجب عن طبيعة النظام الصحي القائم لدينا؟؟!!
فكما هو معروف ان في الولايات المتحدة وهي البلد الذي يتسنم قمة النظام الرأسمالي الجشع والذي تنخفض فيه الابعاد الانسانية لكن على الرغم من هذا يلزم اي مستشفى يصله مريض في حالة طوارىء بعلاجه وتقديم المعونة اللازمة لحياته وأي مستشفى يخالف هذا القانون يتعرض للجزاء القانوني طالما انه عرض حياة انسان للخطر، على حين من المفترض ان يكون مكانا لمساعدة البشر والتخفيف من آلامهم.
ونحن ازاء الحادثة السابقة صار من المحتم أن نقف وبصورة جادة لمراجعة كثير من الممارسات التي تتم لدينا على المستوى الصحي والجميع يعرف ان المواطن السعودي يتمتع بمجانية العلاج والتعليم وظل المواطن تحت هذا الغطاء الآمن سنين طويلة، حتى تحول هذا النظام الى سمة اجتماعية تجعله يغفل بند العلاج والتعليم من مصروفاته، كمواطن في دولة ذات ريع نفطي كبير.
ولكن اليوم اصبح لابد من وقفة جادة وحقيقية اتجاه مناطق القصور في كل من قطاعي التعليم والصحة، ذانك القطاعان اللذان يمثلان الشريان الاهم في تقدم المجتمع وحيويته.
قصة هذا الرجل وصلت بطريقة او اخرى الى الصحف واطلع عليها الجميع ولكن ماذا عن الكواليس ماذا تحمل تلك المناطق الخفية من هموم واحزان وتجاوزات في حق المواطن.
أميمة الخميس