تجربة المملكة بثرائها وخصوصيتها,, محطة مهمة لابد لكل راصد ان يتوقف عندها,.
كانت المملكة دوماً على وعي تام بما خصها الله به من دور، حيث احتضنت الحرمين الشريفين، وانطلقت منها رسالة الإسلام الخالدة، وأصبحت أرضها مقصداً للمسلمين من كل اصقاع الدنيا, تتجه إليها أفئدتهم وقلوبهم,, وتطمح أنفسهم في بلوغها حجاً وزيارة واعتماراً,.
كما كانت المملكة دوماً على وعي تام بخصوصية تجربتها السياسية,, حيث عاشت تجربة تأسيسية توحيدية فذة,, قاد خطواتها الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - ليقيم وطناً متحداً متماسكاً على أنقاض التمزق والشتات الذي كان سائداً، فاشرأب الوطن عملاقاً عبر تحكيم الشريعة الإسلامية أولاً، ثم توحيد القلوب، ولم الشمل، وتأهيل الإنسان، واستثمار الثروات، والدفع بعجلة النماء الى الامام,, ليكون الانسان السعودي في المستوى المأمول,, رغداً في العيش,, وأمناً في الوطن,, واطمئناناً على الأهل والولد.
بتلك القيم، وعبر تلك المراحل السابقة ترسخ الكثير من الممارسات الحياتية,, لتتجسد روح الأسرة السعودية الواحدة,, وليكون هذا الوطن نموذجاً فريداً في الحياة المعاصرة,, من خلال اساليب التعامل مع القضايا والهموم والآمال والآلام ,, ومن خلال طرائق التناول للشأن العام والخاص في اطار البيت الواحد.
لقد كان خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - يحفظه الله - وهو يستقبل مساء أول أمس أصحاب الفضيلة العلماء والمشايخ وجموع المواطنين الذين قدموا للسلام عليه أيده الله,, كان - يحفظه الله - يواصل نهجاً ثابتاً ظل حريصاً عليه دونما انقطاع,, وهو أن تكون الصلة مباشرة بينه وبين أبناء شعبه,, أبواباً مشرعة,, وقلوباً مفتوحة,, وفهماً ووعياً ودعماً وتعاضداً,, دون حواجز أو إجراءات تعيق السبل للقاء الأسري الكريم.
إن هذا الأسلوب الراسخ في نهج قيادتنا الكريمة,, والذي يحرص خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - شخصياً على انتهاجه,, هو احد علامات تلك الخصوصية التي تميز الأسلوب والمنهج والتجربة والتربية في مملكتنا الغالية، حيث جنينا ثمار ذلك واقعاً زاهراً وزاخراً بكل مقومات الحياة الكريمة,, وأنموذجاً متميزاً نقدمه للعالم,, باعتبار ما تحقق عبره من ارتقاء ونماء وازدهار لواقع الحياة في بلادنا الكريمة,.
الجزيرة