Thursday 7th October, 1999 G No. 9870جريدة الجزيرة الخميس 27 ,جمادى الثانية 1420 العدد 9870


هواجس جامعية(2)
إلى معالي وزير التعليم العالي مع التحية
فوزية عبد الله أبوخالد

بما انني وغيري من الكاتبات لا ندري ماذا نفعل ازاء إلحاح الطالبات الذي نواجهه يومياً والمتمثل في رغبتهن المعرفية الشديدة بافتتاح اقسام للطالبات بكل من قسم الاعلام وقسم القانون بالجامعة,, وبما انها اقسام علمية استطاعت ان تحقق كثيرا من الاستقرار والتقدم في مجال حيوي من مجالات التنمية الوطنية داخل بعض الجامعات السعودية كجامعة الملك سعود، فان عددا كبيرا على مايبدو من الطالبات الجامعيات او المقبلات على الجامعة يأملن ان تتاح لهن الدراسة ويفتح لهن باب القبول في كل من القسمين المذكورين، ليس أسوة او مساواة باخوانهن الطلبة وحسب، ولكن لان كلا من تخصص الاعلام وتخصص القانون هما من التخصصات الحيوية التي لم يعد بالامكان الاستغناء عن معارفها العلمية وخدماتها في عالم اليوم في المجالين الرجالي والنسائي من مجالات الحياة الاجتماعية, وبما انني وغيري من الكاتبات لا نملك حلا ولا ربطا في الأمر، فلا اقل من ان تخولنا امانة الكلمة لان ننقل لاصحاب القرار تلك الرغبة المعرفية التي نلمسها في نفوس الجيل الصاعد من الطالبات, ولذلك فقد قررت ان احرر نفسي من ذلك الالحاح وأحوله الى معالي الوزير ليتحول الموضوع من أماني معرفية تذروها رياح الانتظار الى موضوع قابل للحوار واتخاذ القرار.
***
* هناك نقطة اود طرحها بالنسبة لنشاط الطالبات اللاصفي بالجامعات وبما ان الرياضة والسباحة الداخلية والمسرح والرحلات من الأنشطة التي لاتزال يثار حول قبولها في اقسام الطالبات الجدل، فان من الممكن التفكير في بدائل اكثر قبولا واقل جدلاً لا تحرم الطالبات الجامعيات متعة تموج الحياة الجامعية خارج المقررات الصارمة.
فما الذي يمنع على سبيل المثال من فتح نوافذ معرفية تجمع بين الفائدة والمتعة عن طريق ايجاد وحدة كمبيوتر لها مدخل على البريد الالكتروني وشبكة الانترنيت تخصص لارتياد الطالبات بين المحاضرات, على ان يوفر بالوحدة ما لا يقل عن عشرين جهازا من اجهزة الكمبيوتر في كل قسم من اقسام الطالبات العلمية والادبية، يتم تنظيم استخدامها بالدور ولمدة لا تزيد على 45 دقيقة لكل طالبة كما هو معمول به في كثير من جامعات العالم اليوم على ألايزاحم اعضاء هيئة التدريس ولا سواهن الطالبات في الاستفادة من هذا النشاط.
ايضاً على سبيل المثال في البحث عن بعض الافق لامتصاص طاقة الطالبات الجامعيات في نشاطات لاصفية موجهة، ما الذي يمنع من إيجاد وحدة لتعلّم وممارسة التصوير الفوتغرافي لبعض اوجه الطبيعة، ومهارة تحميض الصور او ما هو في حكمها من النشاطات البريئة, هذه ايضا بعض من اماني الطالبات الصغيرة التي على صغرها لانستغني عن توجيهها الى معالي وزير التعليم العالي وإلى مديري الجامعات لعل يصدر فيها قرار او على الاقل يفتح حولها الحوار.
***
* بعث في نفسي بحث علمي قيّم وجاد اعدته الزميلة الدكتورة سعاد المانع في نقد النقد الأدبي النسوي في الغرب، تساؤلاً كنت كثيرا ما ابحث عن الوقت المواتي لطرحه وآمل الا اكون قد اخطأت التوقيت وهو سؤال: لماذا لا يقوم في جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبد العزيز وغيرهما من جامعاتنا مركز للدراسات النسوية؟ اننا لو اجرينا مسحاً احصائيا فقط لعدد البحوث والدراسات ومنها بحوث ودراسات الماجستير والدكتوراه والترقية في اقسام الطالبات بالجامعات المحلية فسنجد ان لدينا بجامعات المملكة اكبر عدد من الدراسات والبحوث التي تنصب مواضيعها او تدور حول البحث العلمي في المسألة النسوية، تعليم المرأة، عمل المرأة، وضع المرأة في الأسرة,, الخ.
فلماذا لا تعمل الجامعات على تأسيس مركز خاص بالدراسات النسوية للتدريس والدراسة فيه ما بعد المرحلة الجامعية، وذلك ليس اسوة بجامعات العالم وبعض الجامعات العربية ومنها جامعة صنعاء التي اسست مركز الدراسات النسوية من مطلع عقد التسعينات وحسب، ولكن لأن تأسيس مثل هذا المركز بجامعاتنا سيكون رافداً معرفياً علمياً وميدانيا من روافد الجامعة والمجتمع معاً في هذا الموضوع وفي إعداده كمرجع ومصدر معلوماتي عنا لجامعات العالم وللباحثين والباحثات في الداخل والخارج.
***
* سؤال اخير، ما الذي يمنع ان يكون هناك تمثيل طلابي في مجالس الجامعة ولجانها التي تخص مباشرة شؤون الطلاب الأكاديمية والادارية.
فلابد ان لهم رأيا ومشورة من خلال معايشتهم للحياة الجامعية في جانبها الطلابي المحض الذي قد لايعرف تفاصيل شجونه الكبار من الاكاديميين والاداريين، ليأخذ في الاعتبار عند مناقشة الأوضاع التي تخص الطلاب,
ويمكن الأخذ بالاقتراح على سبيل التجربة في المستويات العليا من الدراسة الجامعية، بان يبادر إلى ايجاد تمثيل طلاب يقتصر على طلاب ما بعد المرحلة الجامية في مجلس كلية الدراسات العليا لطلاب وطالبات درجة الماجستير والدكتوراه,
وبهذا احاول ان اختم هذه الهواجس الجامعية العاجلة التي بدأتها الاسبوع الماضي، والتي حاولت من خلال طرحها ألا أستاثر وحدي بنعمة الاحلام الصغيرة الحلال ,ولله الامر من قبل ومن بعد.
* الى معالي مديري الجامعات
الى عمداء الكليات
الى رؤساء الاقسام
مع التحية للجميع.
رجوعأعلى الصفحة
أسعار الاسهم والعملات
الاولــــى
محليـــات
فنون تشكيلية
مقالات
الفنيـــة
الاقتصـــادية
المتابعة
منوعــات
تقارير
عزيزتي
الرياضية
العالم اليوم
الاخيــرة
الكاريكاتير


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث][الجزيرة]

أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved