* القاهرة - اندرو هاموند - رويترز
قال محللون ان حكومة كمال الجنزوري التي استقالت الثلاثاء دعمت اصلاح الاقتصاد المصري دون ان تتخلص بصورة كاملة من سيطرة الدولة.
واستقالت حكومة الجنزوري كما كان متوقعا بعد ان ادى مبارك اليمين الدستورية امام البرلمان ليبدأ ولاية رابعة مدتها ست سنوات.
وكلف الرئيس حسني مبارك اليوم عاطف عبيد وزير قطاع الاعمال ليرأس الحكومة الجديدة.
واستهدفت انتقادات الجنزوري (66 عاما) في الفترة السابقة على تغيير الحكومة.
وكتب سمير رجب رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الحكومية في افتتاحية بالصفحة الاولى امس ان الجماهير كانت قد علقت آمالا عريضة على حكومة الدكتور الجنزوري .
واضاف سرعان ما تحطمت تلك الامال,, على صخرة الضعف الاداري والغرور الزائد والانفصالية والجزر المنعزلة والشللية وحب الذات .
ويعتبر رجب على نطاق واسع لدى المؤسسة السياسية المصرية مقربا من الرئيس المصري حسني مبارك.
ويقول محللون ان مصر تمتعت باستقرار تحسد عليه في مجالات الاقتصاد الكلي في ظل حكومة الجنزوري.
وقال محمد سيد سعيد نائب مدير مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية ان حكومة الجنزوري مضت قدما في الاصلاح الاقتصادي والمالي بينما ترددت الحكومات السابقة .
وتحت قيادة الجنزوري وازنت الحكومة الى حد كبير ميزانيتها وخفضت التضخم الى 3,6 في المائة وابقت سعر الصرف مستقرا وحافظت على احتياطيات كبيرة من العملات الصعبة.
ومن المتوقع ان يصل النمو الى ستة في المائة في العام المالي الحالي بعد ان زاد باطراد من خمسة في المائة عام 1995/1996.
لكن كثيرين ممن شاركوا في مؤتمر نظمته مؤسسة يوروموني في القاهرة الشهر الماضي حثوا مصر على الاسراع باصلاحات السوق الحرة والتخلص من متاهة البيروقراطية.
وقال خبير الادرة الامريكية الشهير ليستر ثارو ينسب الى مصر انها اخترعت البيروقراطية ويقال ان لديها ابطأ جهاز بيروقراطي في العالم .
واضاف من وجهة نظر مراقب فان المبادىء الثلاثة الرئيسية (لحسن الادارة) هي السرعة والسرعة والسرعة .
ويقول محللون ايضا ان الحكومة ارسلت بعض الاشارات الخاطئة للمستثمرين.
وانتقد سعيد ما قال انه انشغال الحكومة بالمشروعات الزراعية الكبرى في الصحراء وهو ما وصفه بانه اسلوب عفا عليه الزمن.
واضاف ان المشكلة كانت تركيزها على استصلاح الاراضي ومشروعات الزراعة والري وهذه فكرة تقليدية جدا .
وتابع ان الجنزوري الذي قضى 12 عاما وزيرا للتخطيط قبل ان يصبح رئيسا للوزراء في يناير كانون الثاني 1996 اعتقد ان ازدهار مصر يعتمد على الزراعة وكان حريصا مثل مبارك على تنفيذ مشروعات طموحة مثل توشكي الذي يهدف الى استصلاح مساحات كبيرة من الاراضي في جنوب غرب البلاد.
وقال ان جيل الجنزوري تعلم في الخمسينات والستينات ويعتقد ان مستقبل مصر في الزراعة واعرب سعيد عن اعتقاده شخصيا بان الافضل هو التكنولوجيا المتقدمة والتعليم والبنية الاساسية.
وقد اعتقد البعض ان سياسة الحكومة فقدت الهدف بسبب رد فلعها ازاء ازمة نقص الدولار في السوق هذا العام اذ نفت في البداية وجود ضغوط على الجنيه ثم قالت انها زالت.
واعرب آخرون عن احباطهم من التقدم البطيء نحو تخصيص المرافق العامة وقطاع التأمين او ما يعتبرونه جهودا غير منظمة لتقليل الواردات.
وارتبط عبيد بنهج الحكومة التدريجي في التحرر الاقتصادي ولم يتضح بعد ان كان سيتبنى نهجاً مختلفا كرئيس للوزراء.
وقالت فيونا موفيت المحللة في وحدة المعلومات بمجلة ايكونوميست انه حين جاء الجنزوري الى المنصب فرض ضوابط على الاقل كان الناس (الوزراء) يحضرون اجتماعات مجلس الوزراء .
لكنه ليس ليبرالياً وليس ايديولجيا لقد عين لانه يفهم كيف تعمل السياسات المصرية ويمكنه تحقيق اجماع للاسراع ببرنامج الاصلاح .
ولهذا فان المرحلة الحالية تتطلب شخصية من نوع آخر إذ يرى المحللون ان يعطي تعيين عاطف عبيد المسؤول عن التخصيص رئيسا للوزراء دفعة لبرناج الاصلاح الاقتصادي المصري.
وتساءل بعض المصريين ان كان تعيين الوزير المخضرم يمثل اي تغير حقيقي في الاتجاه لكن طاهر جرجور محرر شؤون الشرق الاوسط في اتش اس بي سي للاوراق المالية في لندن وصف الاختيار بانه نبأ طيب جدا .
واضاف جرجور انه بدرجة الدكتوراه التي حصل عليها في ادارة الاعمال من جامعة امريكية وسنوات عمله الاكاديمي وسجله الطيب فيما يتعلق بالتخصيص فانه مؤهل على نحو بارز واعتاد على التعامل مع احتياجات المستثمرين وتوقعاتهم .
وكلف مبارك عبيد 67 عاما بتشكيل الحكومة الجديدة بعد ان كان يشغل منصب وزير قطاع الاعمال العام في حكومة رئيس الوزراء السابق كمال الجنزوري التي استقالت كالمتوقع عقب اداء مبارك اليمين في بداية فترة ولاية رابعة مدتها ست سنوات.
وابلغ عبيد الصحفيين ان وزراءه يجب ان يتمتعوا بالكفاءة والنزاهة والخبرة وسجلات انجازات ناجحة.
وقال عنه انجوس بلير محلل شؤون الشرق الاوسط بمؤسسة ايه بي ان امرو للاوراق المالية في لندن ان عبيد اظهر التزاما ببرنامج التخصيص ومرونة في خفض اسعار العطاءات لمؤسسات الدولة الى مستويات واقعية.
واضاف ان عبيد رجل براجماتي في الاصلاح الاقتصادي ومع ذلك يطل داخل الصف السياسي المصري.
انه ليس بالرجل الذي يمكن ان يحدث تغييرات كبيرة محليا ولكنه سيواصل برنامج المسؤولية الاجتماعية .
وقال رجل الاعمال منير عبدالنور عضو مجلس ادارة المركز المصري للدراسات الاقتصادية ان عبيد كان خيارا ممتازا.
واعرب عن أمله في ان يحيط رئيس الوزراء الجديد نفسه بوزراء شباب واكفاء لهم افكار ورؤى جديدة.
وعبيد متزوج وله ابن وبنت.
|