عزيزتي الجزيرة
أضحت السعودة حديث المجالس, وما كان ليحصل هذا لولا أهمية الموضوع وكذا الفراغ الذي يعيشه الشباب وبقاؤهم عبئا على أسرهم، فما تسمع إلا الأنين من ذويهم بعد أن حاصرهم شبح البطالة، فلا المؤهل الدراسي أتاح لهم فرصة العمل ولا وضعهم التربوي ساعدهم على تجاوز الصعاب، فقد تعودوا على الحياة المتصفة بالسهل وحب الجلوس بين وسائل الترفيه، بمعنى أن الشباب يبلغ سن العمل دون أن يمر بشيء يكسب من خلاله معرفة بالحياة وما تتطلبه من جهد وصبر، فتجده يمل من كل شيء فيه خروج عن المألوف وما درج عليه في صغره, حتى في المنزل لا يريد التكليف بمهام فيها نوع من المعاناة وتتطلب منه الصبر وقوة التحمل - إلا ما ندر - ولذا لابد من التفكير في شيء يكسب الشباب المثابرة حتى يسهل عليهم الدخول إلى معترك الحياة, فالطالب ينهي دراسته ويروم العمل بشكل سهل وميسر فلا يجد فرصة لتحقيق أحلامه ورؤاه بواقعه فكان لابد أن تشترك جهات حكومية تعليمية وغير تعليمية في وضع برامج تقضي على تلك المشكلة وإلى أن يتم شيء من هذا الحلم - المفرح المفزع - على أرض الواقع, نتمنى أن يكون البرنامج الذي تعتزم المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني تنفيذه لمن قعد به حظه دون الإلتحاق بالجامعات والكليات مفيدا ومحققا للطموحات المرجوة، وألا تقل مدته عن سنة كاملة، ويكون لهذا البرنامج سماته المتميزة عن برامج التدريب القائمة في مركز التدريب، ونشره في جميع المحافظات وكذا معادلة البرنامج حتى يمكن للمتدرب الراغب في مواصلة دراسته أن يجد الفرصة مع منحه الحوافز أثناء فترة التدريب وهو - أي البرنامج - واحدة من الخطى المؤمل نجاحها لتضييق الفجوة التي تتسع يوما بعد آخر بين الشباب ومواقع العمل نتيجة عدم الخبرة والشروط التعجيزية التي تطلبها جهات العمل في اعلاناتها الصادرة في الصحف بين وقت وآخر, وربما تغنينا عن الشكوى لمن لم تتح له فرصة اكمال الدراسة المسارعة إلى الحصول على شهادة الحاسب حتى يقبل في القطاع الخاص، لكن هل كل الأعمال تعتمد على مثل هذه الدورة؟ ثم هل المجالات المتاحة - وما أكثر شروطها من لغة إنجليزية وخلافه - تستوعب كل واحد حصل على دورة لمدة سنة أو أقل أو أكثر في مجال الطباعة؟.
إننا بحاجة إلى برامج متعددة ودائمة لتأهيل الشباب خريجي الثانوية العامة عمليا وفنيا، وفي جميع المهن التي يحتاجها سوق العمل، حتى نخلق جاهزية العمل لدى الشباب باللإنخراط في الأعمال دون تردد بعد أن تدرب عليها وزال عنه ما يعتريه من خوف نتيجة الشروط الصعبة التي يطلبها صاحب العمل، وربما كان لنظام التأمينات الاجتماعية المرتقب صدوره وما يتبعه من تشريعات تحدد الراتب وفترات العمل وساعاته وأية أمور أخرى أقول لعل أن يكون في ذلك إنجاح للأهداف القريبة والبعيدة لخير ورفاهية هذا الوطن وأهله.
عبدالله عبدالرحمن الغيهب