عزيزتي الجزيرة
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته وبعد,,,.
تبرز في هذه الحياة العديد من الصورة المأساوية التي تمثل الوجه الآخر لهذه الحياة ويتمثل ذلك بالعديد من المآسي والمصائب التي يحار العقل في وصفها فيحاول الانسان ان يكبح جماح هاجسه في عملية التوغل في تفاصيلها ويحاول احيانا ان يوهم تفكيره بأنها اشياء لاتصدق او انها اساطير وإشاعات, ولكن من وقف امامها ورأى تفاصيلها بعينه المجردة لاشك انه سيسلم بمصداقيتها حتى لو انه اعتقد انه في حلم فراح يتحسس جسده وأطرافه حتى أيقن انه في عالم الواقع وليس في حلم وخيال وهذا بالنسبة لمن رأى او سمع بهذه المآسي والمصائب ولكن ما بالكم بمن عاش تفاصيلها وذاق مراراتها وبمن كانت هذه المآسي والمصائب من استهدفته بقدر الله, وهذه توطئة اردت منها ان اقف عند نقطة مهمة وهي العبرة نعم العبرة لأن مما يؤسف له ان البعض اصبحوا يمتعون أنظارهم بما يرونه من مصائب وكوارث وتستحلي ألسنتهم سرد تفاصيلها والتلذذ بسماعها دون ان يكون لديهم وازع يجلي غبش الغفلة والاطمئنان لهذه الدنيا عن انظارهم, فإن اكثر مايجب علينا في هذا العصر الذي كثرت به المصائب والكوارث والويلات ان نعطي عقولنا مساحة ولو بسيطة للتفكير بالحياة الفانية وعدم الانجراف وراء ملذاتها وشهواتها والانشغال بما بعد هذه الدنيا من حساب وعقاب.
يامن بدنياه انشغل وغره طول الأمل الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل |
ولنحمد الله سبحانه وتعالى ان جعل فيما نراه من هذه المصائب عبرة لنا ولم يجعلنا عبرة لغيرنا, والسعيد من اتعظ بغيره , والله الهادي الى سواء السبيل
محمد بن سند الفهيدي
بريدة