قبل لقاء منتخبنا أمام جنوب أفريقيا باسبوع طرقت موضوعاً حول أهمية الاستقرار لمنتخبنا وهو شيء طبيعي في عالم كرة القدم فالاستقرار مهم لخلق التجانس والتفاهم وبالتالي ظهور الفريق بمستوى متميز، وكثرة تغيير التشكيل ظاهرة تهدد منتخبنا ففي كل مباراة تشكيلة جديدة، وبالتالي عدم القدرة على الأداء باسلوب ثابت, ورغم أن الكثيرين يطالبون بالتغيير للأفضل خاصة بعد خسارتنا في لقاء الذهاب إلا أن التغيير يجب أن يكون بصورة لاتهز استقرارية الفريق أما التغيير الجذري وكثرة اللاعبين المغيرين فلها سلبيات كثيرة,, منها عدم الاستقرارية والثبات واهتزاز شخصية الفريق وعدم القدرة على تحقيق التوازن وافتقاد الثقة بالنفس لدى اللاعبين وضياع الهوية ولعل منتخبنا لم يلعب لقاءين متتاليين بنفس التشكيل.
في لقاء منتخبنا أمام جنوب أفريقيا الخميس الماضي كان الفوز في متناول ايدينا لو تعامل اللاعبون مع الكم الكبير للفرص التي اتيحت لهم أمام المرمى وهذا عائد للضغط النفسي الذي كان يعاني منه اللاعبون وخاصة الذين عادوا للتو للمنتخب مثل سامي الجابر الذي كان يعاني من ضغوط نفسية منها إثبات أقدامه في المنتخب وتحقيق الفوز للأخضر وإسعاد الجماهير الكبيرة التي حضرت اللقاء ورغم ذلك قدم سامي وزملاؤه مستوى رفيعاً لم يحالفهم الحظ في التسجيل وبالتالي ضياع بطولة كنا الأقرب لها وضياع ضربة الجزاء من قدم سامي كان أيضا للاسباب السابقة,,وكان من الممكن أن نحقق الفوز في الشوط الثاني لو عرف السيد ماتشالا قراءة المباراة جيداً والتصرف بحكمة معها,,, فالكل كان يلاحظ التراجع الكبير لفريق منتخب جنوب أفريقيا لمنتصف ملعبهم والاعتماد على الهجمات المرتدة وحتى الهجمات الجنوب أفريقية لم تكن بالصورة الخطرة,, ولهذا كان لابد للمدرب أن يخرج واحداً من الخمسة مدافعين الذين اشركهم في بداية المباراة والزج بمهاجم يكسر طوق الدفاع المتماسك لمنتخب جنوب افريقيا ويعطي المجال لعبيد وسامي بالاختراق بسهولة فمثلاً لو قام المدرب باخراج محمد شلية واشرك بديلاً له مرزوق العتيبي في الهجوم لتحولت طريقة اللعب الى 4-3-3 بدلاً من 5-3-2 وعدم إخراج التيماوي والإيعاز له باللعب في جهة الظهير الأيمن مع مساندة الهجمة كما كان على (ماتشالا) الإبقاء على (عبيد الدوسري) و(سامي الجابر) فهذا الثنائي كان مهيأ للتسجيل في أي لحظة وكانا مصدر قلق لمدافعي منتخب جنوب افريقيا,.
عموماً الأخضر قدم مستوى رائعاً لكنه لم يكتمل بتحقيق الفوز ولولا عدم توفيق المهاجمين وأخطاء التغيير لحقق منتخبنا الفوز وبطولة الأفرواسيوية التي كنا في أمس الحاجة لها لتكون هدية أبناء الوطن للأمير سلطان بن فهد عقب توليه منصب الرئيس وللأمير نواف بن فيصل عقب تعيينه نائباً للرئيس العام لرعاية الشباب.
أهلا ً نواف
بالأمس كنا نودع إنسانا عزيزاً علينا قام بخدمة الرياضة بكل مايملك من إمكانات مادية وعقلية وخبرات أيضا حتى أوصل الكرة السعودية الى العالمية ولأن الموت حق وكل إنسان سوف يودع هذه الحياة,, فقد مات الأمير فيصل بن فهد وفقدت الرياضة السعودية هرمها الكبير وقائدها الرائع حتى شعرنا بالحزن والألم لأن التعويض صعب جداً,, فمن يسد مكانه,,, وحل الأمير سلطان بن فهد في موقع المسئولية وبدأ يعمل ليل نهار من أجل تعويض هذا الفقيد الغالي وبدأت أعمال الأمير سلطان تظهر على السطح وبصماته تبدو واضحة، ولأن العمل يحتاج لعضيد ومساعد تماماً مثلما كان الأمير سلطان بن فهد عضيداً للفقيد فيصل بن فهد جاءت الثقة الملكية بتعيين النجل الأكبر للأمير فيصل بن فهد نائباً للرئيس ألا وهو الأمير نواف بن فيصل الذي جاء ليكون سنداً قوياً للأمير سلطان بن فهد في هذه المهمة الصعبة لإكمال المسيرة التي اسسها من قبل الأمير فيصل بن فهد ولأن (الشبل دائما يأتي من الأسد) فإن الشبل نواف هو امتداد للأسد الراحل فيصل بن فهد,,, فمبروك للأمير نواف الثقة الملكية الغالية وهو أهل لها وهنيئا لنا نحن المساهمين في استمرارية تطور الرياضة ونهضتها,,, مكملاً المنهج الذي كان يسير عليه والده ولاشك أن الأمير الصغير كسب الكثير من الخصال العظيمة التي أورثها والده يرحمه الله حتى ظهرت واضحة على شخصيته التي تميزت بالإبداع حتى وهو في سن صغيرة نراه يتألق في كتابة الشعر تماماً كما يفعل الكبار.
الأخضر الأولمبي!!
لم يكن أداء منتخبنا الأولمبي مقنعاً في لقاء منتخب قطر الشقيق فقد كان مستوى المنتخب الصغير بصورة لم تكن متوقعة ولعل ظروف المباراة جاءت في غير مصلحة الفريق ومنها ظروف الأصابات التي تعرض لها لاعبونا وعطلت أبرز اثنين هما محمد السلال وصالح الصقري نظراً للمخاشنة الزائدة التي لعب بها المنتخب القطري وكان للتساهل الغريب من قبل الحكم علي بوجسيم سبب آخر من أسباب الخشونة وأيضاً احتسابه لضربة الجزاء غير الصحيحة التي هدمت معنويات أفراد الفريق وتسببت في عدم قدرة اللاعبين على حفظ توازنهم بالشكل المطلوب,, وجاءت الخسارة الكبيرة ايضا بسبب ضعف الدفاع الذي يحتاج الى ترميم وتقوية وهي مهمة (القروني) الذي يجب أن يرفع معنويات الحارس راشد المقرن الذي لم يظهر بالصورة المطلوبة ووقع بأخطاء تسببت في ارباك الدفاع وتسجيل أهداف خاصة الهدف الرابع.
اليوم المنتخب يواجه الفريق الكويتي وهي فرصة للتعويض خاصة أن الظروف التي صاحبت اللقاء السابق سوف تنعدم إن شاء الله في لقاء هذا المساء منها الظروف التحكيمية وأرضية الملعب السيئة التي لعب بها منتخبنا أمام قطر وأيضا الخشونة الزائدة والاصابات التي حرمت نجمين من المشاركة وعطلت محركات الفريق ولعل الجميع لاحظ كبر أجسام لاعبي المنتخب القطري وكل هذه العوامل التي وقفت ضد منتخبنا سوف تتلاشى ولاننسى عاملي الأرض والجمهور التي كانت ضدنا وستصبح معنا هذا اليوم,,.
موقف الجماهير!!
مثلما كان موقف جماهير الوطن رائعا وهم يحتشدون في استاد الملك فهد الدولي ويهتفون باسم الأخضر أمام جنوب افريقيا,, فاننا نتمنى وقفة مماثلة هذا المساء تعطي الروح المعنوية الكبيرة للاعبينا وتشد من أزرهم وتكون عاملاً مهماً من عوامل تفوق الأخضر حتى يقترب من تحقيق حلم التأهل الى سيدني,,.
والجماهير السعودية المعروفة بوفائها وإخلاصها لوطنها لن تبخل بالتواجد بكثافة والمساندة القوية,,, وأحب أن أوجه اقتراحا للمسئولين لو لم تنقل المباراة على الهواء مباشرة والسماح للجماهير بالدخول المجاني فهذا الإجراء أعتقد أنه سيساهم بشكل مميز بحضور الجماهير بقوة وبالتالي تحقيق الفوز,, وايضا سيعطي المباراة قوة وإثارة أكبر فالجماهير هي ملح الكرة التي تعطي المباراة طعماً مميزاً ونكهة مختلفة.
نجاح المعسكر
رغم أنني لم اتابع المعسكر الرائدي في الشرقية ولااعرف عنه شيئا سوى بعض المعلومات من قبل بعض المسئولين إلا أنني استغرب بعض حالات التهجم العشوائي التي يطلقها البعض على المعسكر ونجاحه ومحاوله الشكيك بالقدرات الإدارية التي أدارته، وهذا خطأ كبير يرتكبه هؤلاء فمهما وقع هولاء في أخطاء فيجب عدم التهجم عليهم بهذه الطريقة فهولاء بذلوا الكثير من الجهود وخسروا من جيوبهم فليس هذا هو جزاؤهم ونتائج المعسكر وجهود هؤلاء ستظهر مع أول لقاء من لقاءات الدوري أو بالأحرى نتائج المعسكر سوف يطلع عليها الجميع عملياً من خلال الدوري، ولهولاء لابد أن نقول لهم شكراً على جهودكم وهم يوسف المقيطيب المشرف الأكثر التصاقاً بالفريق ونائب الرئيس سليمان النفيسي وأمين الصندوق محمد الراشد وبقية الأعضاء الذين تعبوا من أجل أن يقف هذا المعسكر على قدميه!!.
بسرعة
* (ماجد عبدالله) نجم كبير له ثقله ووزنه في تاريخ الكرة السعودية لكن ليس كل نجم على المستطيل الأخضر يجيد التحليل الفني داخل أستديوهات التلفزيون,, فماجد الذي أبدع على ملاعب الكرة لم يكن كذلك في تحليلاته عن لقاء منتخبنا أمام جنوب أفريقيا,, فالكلام الذي يقوله ماجد يجب أن يقوله شخص آخر غيره,,, تمنياتي من (أبي عبدالله) إعادة الحسابات فله رصيد جماهيري يجب أن يظل!!
***
* استبشرت الجماهير الهلالية بعودة نجمها الخلوق (فيصل أبو اثنين) الى صفوف الفريق بعد أن كادت هذه الجماهير أن تخسر هذا اللاعب بسبب خطأ يجب ألايتم تصعيده فمهما أخطأ يظل إنسانا يحتمل منه الخطأ والصواب,,, أتمنى أن يستفيد أبو اثنين من هذا الدرس وايضا يستفيد بقية اللاعبين لمصلحتهم ومصلحة الكرة السعودية.
***
*يلعب المهوس للرائد والتعاون سيان,, المهم مصلحة اللاعب الشخصية يجب ألاتضيع بسبب تعصب بعض المنتمين لأي من الناديين,, فنحن في عصر الاحتراف ولابد عدم توجيه اللوم للاعب لأنه اراد البحث عن تطوير مستواه وتحقيق أحلامه!!
***
* فوز الخليج على الاتحاد دليل أن هذا الفريق القادم من سواحل سيهات جاء ليعلن عن قدومه بقوة الى ساحة البطولات من خلال صعوده الى الأضواء, فريق الخليج من أبرز الفرق في الدرجة الأولى وسيكون أقرب المتأهلين هذا الموسم.
***
* أعجبني كثيراً تصريح الدكتور صالح بن ناصر حول ماتشالا كدليل على مايتمتع به هذا الرجل من حس المسئولية وفهم كبير في المجال الرياضي.